حي دبي للتصميم تحفة فنية في قلب المدينة

  • 6/6/2015
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

ثمة ما يدعو للتأمل والإيغال في التفاصيل، عندما يتعلق الأمر بحي دبي للتصميم، الذي يبدو للوهلة الأولى وكأنه لوحة فنية كبيرة تزين سماء المدينة، وتظل الصورة مشوشة حتى تدلف إلى الحي، لتقف أمام فضاء آهل بالحشود الفنية والإبداعية المنثورة بعناية في كل بقعة من أرجائه، مرافقه المتنوعة وصالات عرضه، مروراً بالمشاغل الفنية والممرات المرصوفة بتقنيات إبداعية، كل هذه المشاهد التي تتداخل لتشكل لوحة واحدة غنية تحيلك لتساؤل حول ما يجري في هذا الفضاء الإبداعي، وما يمثله بالنسبة لمجتمع الفن والتصميم في دبي والمنطقة ككل، حزمنا كل هذه التساؤلات في تطوافنا بأرجاء الحي، لنخرج بأجوبة نحاول من خلالها التعرف أكثر الى المجمع الفني الذي أضحى أحد أبرز الوجهات الفنية الرائدة في الدولة والمنطقة. في البدء كانت الفكرة، ثم النمو المتعاظم، الذي يشهده قطاع الفنون والأزياء والتصميم والصناعات الفاخرة في دبي، ويأتي المشروع لتعزيز كل هذا، كونه يشكل سانحة جيدة لرواد هذه القطاعات ويوفر للشركات ورجال الأعمال والأفراد منطقة متخصصة في قلب مشهد التصميم في المنطقة. ويمثل حي دبي للتصميم الذي يقع في قلب المنطقة الحيوية للمدينة الساحرة، تحفة فنية حيث تتميز مبانيه العملاقة بالمغايرة والإبداع، فهي مصممة بتشكيلات فنية متناغمة مع بعضها، لتشكل لوحة فنية بديعة، وتمزج بين الدور الوظيفي والجمالي للمكان. ويعتبر الاحتفاء بالقيمة الجوهرية للمنتجات المحلية والإقليمية، ورعاية المصممين والمواهب الناشئة جزءاً من المهام المنوطة به، بالإضافة للفت الانتباه بشكل أوسع إلى ما تقدمه دبي من إنجازات للعالم، وتدخل العلامات التجارية الناشئة والمبدعة في الحي، خاصة تلك التي نمت وتطورت في دبي، في شراكة استراتيجية معه للعمل على تعزيز مكانة دبي كمحور عالمي للتصميم والإبداع والابتكار. وعلى الرغم من المساحة الكبيرة والموقع الاسترايجي، الذي يتمتع به الحي على مقربة من مدينة محمد بن راشد الموازية لمعبر الخليج التجاري في دبي، كما أنه على بعد مسافة قصيرة من الطرق السريعة الرئيسية في الإمارة واثنين من المطارات الدولية، ويطل على خور دبي، والمنطقة الأشهر والأكثر حيوية لبرج خليفة. على الرغم من كل هذا إلا أن الدي ثري والذي يعد أحدث المجمعات التجارية في المنطقة الحرة لتيكوم للاستثمارات، مازال ينتظره الكثير من الإضافات والتحديث، فهناك 11 مبنى لاتزال قيد الإنشاء، وهو منطقة متكاملة تخدم قطاع التصميم، والأزياء والفنون والسلع الفاخرة وتهدف تيكوم للاستثمارات من وراء إقامة مثل هذه البيئات الإبداعية بمستويات عالمية إلى إشراك ودعم المواهب المحلية والإقليمية والعالمية في مجال التصميم. يلبي المبنى الضخم الاتجاهات العالمية للمجمعات الإبداعية الكبيرة، التي تتوافر فيها جميع الأساسيات بما يضمن توفير بيئة إبداعية مهيأة، فهناك المرافق السكنية، والتجارية، وفضاءات للتسوق، والضيافة، وأماكن عامة، وشوارع مجهزة بالمقاعد وممرات مظللة للمشاة، تتخللها جداول مائية، وفنادق بوتيك عالمية ومنطقة محال البيع بالتجزئة، ومدرّج للعروض المسرحية، إلى جانب المشاغل الفنية وصالات العرض، بما يوفر الجو الأمثل للمصممين والمبدعين، الذين يجدون كل مقومات الإبداع. وهو ذات ما مضى إليه منصور بخيت، صاحب إحدى شركات تصميم وتنفيذ المكاتب المبتكرة، مشيراً إلى أن بيئة العمل في الحي محفزة على الإبداع، وملهمة للمصممين لابتكار أفكار جديدة، فكل شيء متوفر في المكان، ويجد المصمم والفنان كل ما يحتاج اليه، ويمضي بخيت قائلاً: الحي محطة مهمة بالنسبة لنا، فعندما استأجرنا مقراً لشركتنا هنا، وجدنا تشجيعاً وخدمات ساعدتنا على أن يكون العمل متكاملاً، فبيئة العمل هنا محفزة تماماً لأنك تعمل ضمن نطاق المعارض والأصدقاء، الذين تتوفر لديهم ذات اهتماماتك، بالإضافة للتسهيلات الكثيرة التي يقدمها لنا الحي والمتمثلة في أسعار الإيجارات المعقولة، مردفاً أن كل هذه الأمور تعود بمكاسب جيدة للمصممين، وبالتالي تعمل على ازدهار مشهد الفنون والتصميم في الدولة بشكل عام، ويمضي بخيت مشيراً إلى أن الحي أسهم كذلك في تأسيس سوق كبيرة، فوجود الشركات والمصممين في مكان واحد انعكس بشكل إيجابي على عمليتي الإنتاج والتسويق، مبيناً أن كل هذه العوامل تشير إلى أن الحي في طريقه لكي يصبح مركزاً عالمياً، منوهاً إلى أن الخطوات التطويرية المقبلة من المشروع والمتمثلة في إنشاء مسارح ومراكز فنية، تعزز من هذه المكانة. أما محمد إبراهيم مراد، صاحب إحدى شركات الأزياء التي جعلت من الحي مقراً لها، يبين أن الدافع الرئيسي وراء اختياره للحي يتمثل فيما يوفره من قاعدة تواصل مع الشركات العالمية، مشيراً إلى أن الحي تمكن من حجز مكانته بين المجمعات الإبداعية العالمية حتى قبل اكتماله كمشروع إبداعي متكامل، ويمضي مراد ليشير إلى أن هناك حزمة متنوعة من الإرشادات التي يقدمها الحي لرواده تساعدهم على تنمية أعمالهم ومضاعفة منتجهم الفني والإبداعي، بما يتسق والتوجهات العالمية في عالم التصميم، مشيراً إلى الدور الكبير الذي يلعبه عبر فعالياته المختلفة في إشهار صناعة الأزياء الإماراتية في الخارج، فمنذ بداية نشاطه أسهم في تقديم مجموعة من الوجوه الإماراتية التي نقلت التصميم الإماراتي للعالم أجمع عبر تصاميمها المغايرة، التي لم تكن لتجد لها موطئ قدم لولا ما يقدمه لها الحي. الصورة الخارجية للحي العملاق والتي تعلن عنه بروح جمالية كبيرة، تكملها أخرى تتجسد فيما يدور داخله من مشاهد مختلفة تلتقي جميعها حول التصميم والفنون البصرية الحديثة والمعاصرة، والأزياء والصناعات الفاخرة، فالبيئة الإبداعية المميزة تمكنت من جذب مجموعة من العلامات التجارية الرائدة والمصممين الناشئين ورواد الأعمال الإبداعية، كما يتبنى الحي خطة استراتيجية للاستفادة من إمكانات النمو الكاملة في قطاع التصميم والأزياء وسيدعم هذا المجمع الإبداعي أهداف دبي الرامية لإقامة اقتصاد يقوده الابتكار، استناداً لأهداف دبي للأزياء 2020. كل هذا الزخم الفني الكبير أعلن عن نفسه من خلال فعالية تحت شعار تعرف على دي ثري أقيمت في مارس/آذار الماضي لمدة 3 أيام، وحظيت بحضور جماهيري كبير بمشاركة نخبة متنوعة من مصممي الأزياء المحليين والإقليميين والعالميين، والفنانين، والموسيقيين، وخبراء تجارة التجزئة. ومازالت الأبواب مفتوحة لاستقبال مجموعات كبيرة من المصممين المحليين والإقليميين من جميع القطاعات ذات الصلة بعالم التصميم والأزياء الذين سيعملون على تجسيد نظرتهم الخاصة وأسلوبهم المتميز في التصميم، ما يشكل إضافة قيمة إلى قاعدة المواهب التي ستشكل واجهة المجمع الإبداعي في الحي. وتشمل قائمة الشركات العملاقة التي ستنضم إلى الحي فور افتتاحه كلا من مجموعة شلهوب، وشركة ماركا ومجموعة جميرا، مع نخبة من الأسماء اللامعة في مجال التصميم، من الذين عرفوا بتعاملهم مع أهم مشاهير هوليوود مثل رامي العلي، وفرن وان من أماتو ومايكل سينكو، ويحظى مصممو المنطقة بفرصة مثالية لمجاورة نخبة من العلامات التجارية الرائدة عالمياً وغيرها من الماركات، ويمثل كذلك موطناً لمجموعة من رواد الأعمال المحليين والإقليميين العاملين في قطاعات التصميم والأزياء والفنون مثل برايفيت كولكشن، العلامة التجارية الرائدة في دبي والتي تختص بتوفير مجموعة حصرية من المنتجات الجلدية والعطور المميزة من ميلانو ولندن؛ وبالعربي من نادين قانصو، الاسم اللامع في مجال الفنون والتصوير وتصميم المجوهرات المستوحاة من الخط العربي، كما يحتضن حي دبي للتصميم استوديوهات لمصممي الإكسسوارات أمثال نتالي طراد، ورولا غلايني، وفاطمة الملا. يعرب هنري داوني، الرئيس التنفيذي لإحدى ىشركات التصميم العالمية عن سعادته بالتواجد بالحي، مشيراً إلى أنه يمثل فرصة مهمة للاستفادة من مقومات البيئة الإبداعية التي يعمل الحي على تطويرها وتمكين قطاعات المصممين والفنانين وشركاتهم من مواصلة نموها في المنطقة والحفاظ على علاقتها الراسخة مع المجتمع الإبداعي بالدولة، مشيراً إلى أن الحي يخطو خطى حثيثة نحو اكتساب مكانته كمركز إبداعي عالمي. وفي ذات الاتجاه تمضي نادين قانصو مصممة مجوهرات بالعربي، مشيرة إلى أن دور الحي لا يقتصر على كونه مقراً لاستوديوهات وورش العمل الخاصة بالمصممين، بل يتعدى ذلك إلى كونه مجمعاً إبداعياً حقيقياً حيث يمكننا من مشاركة مشاريعنا وإطلاق العنان لإلهاماتنا على كافة المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، ومن خلال تطوره إلى مجمع حقيقي، يعتبر الحي مصدراً لتحفيز المصممين على تحقيق المزيد من النجاحات ليكونوا جزءاً من رؤية أكبر بحسب قانصو. محمد الشحي: حاضنة إبداعية يقول محمد سعيد الشحي، الرئيس التنفيذي للعمليات إن الحي ينمو ويزدهر مع صباح كل يوم جديد، مشيراً إلى أنه سيضطلع بدور محوري في تعزيز نمو صناعة التصميم في الدولة والمنطقة، لكونه وجهة مخصصة للتصميم والأزياء وفنون الفخامة، ويضيف الشحي أن للفعاليات والأنشطة الفريدة التي تنظم طوال العام دوراً كبيراً في زيادة إقبال الناس على الحي وتعرفهم إلى التصميم، الأمر الذي يضاعف من مكانته ومكانة المواهب الإبداعية المحلية والإقليمية. ويشير إلى أن أبرز ما يميز الحي توفير مساحات بأسعار معقولة، الأمر الذي يدعم القطاع ويدفعه للنمو، مبيناً أن هناك ميزة أخرى تتمثل في التصميم الإبداعي للمجمع الذي يقدم مجتمعاً متكاملاً يمثل حاضنة إبداعية للمواهب الناشئة والعلامات التجارية العالمية، ويعرب الشحي عن أمله في أن يمثل المجمع الإبداعي وجهة نابضة بالحياة في ظل توفر مجموعة متنوعة من تصاميم البناء المستدامة، والبنية التحتية الفنية والمعالم المعمارية الأخرى التي يجري تطويرها منذ البداية، والتي تشكل إرثاً يعزز من مكانة الحي.

مشاركة :