شيع أهالي محايل، ظهر اليوم، جثمان المعلمة زاهية بنت جابر حسن عسيري التي تعرضت وابنها لحادث مروري على طريق أبها محايل ظهر أمس، ولم يتم اكتشاف أمرها إلا بعد خمس ساعات من بلاغ ابنها الذي أفاق من غيبوبة خمس ساعات ليسأل: "أين أمي؟" وتكون الفاجعة المرة أن أمه تقبع بين أكوام الحديد والسيارات المتهالكة، وتحديدًا وسط المركبة التي كانت تقلها وابنها بحجز مرور محايل بعد أن نقلت إليه. وكان ذوو الفقيدة استلموا جثمانها عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم، وأُديت صلاة الميت عليها بعد صلاة الظهر بجامع الملك فهد بحي الضرس، ودفنت بمقبرة الحماطة شمال المحافظة. والمتوفاة تبلغ من العمر 48 عامًا، ولديها من الأبناء ستة أولاد وبنت واحدة، وتعمل معلمة للصف الأول الابتدائي بمدرسة آل غنية بمحايل. ونقل مدير تعليم محايل منصور بن عبدالله آل شريم، مساء اليوم، بدوره تعازي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى لذوي الفقيدة، سائلاً الله أن يسكنها فسيح جناته، ويلهم أهلها وذويها الصبر والسلوان. وقال آل شريم: "فقدنا أختًا وزميلة من أميز المعلمات قدمت الكثير والكثير لخدمة وطنها طيلة 28 عامًا، وسيظل ما قدمت من تربية وتعليم لطالباتها شاهدًا لها". من جهة أخرى، قالت قائدة مدرسة آل غنية الابتدائية خديجة بنت الحسن الفلقي والألم والحزن يعتصر فؤادها: "لقد فقدت واحدة من أميز المعلمات انضباطًا وعملاً وتميزًا، كانت تعمل دون كلل أو ملل". وتساءلت: "كيف سنكون بعدها وكيف سيكون حالة طالباتها في الصف الأول الابتدائي غدًا، فقد تقمصت دور الأم في التربية والمرشدة في التوجيه، وكان لتميزها وقربها من الطالبات الأثر الكبير في تميز طالباتها، وهي بشهادة كل من زارها من المشرفات وزميلاتها من أميز معلمات هذا الصف على مستوى الإدارة التعليمية، نعم المصاب جلل والفقد كبير، ولكن لا نملك إلا أن نقول: رحمها الله رحمة الأبرار، والحمد لله على قضائه وقدره، و"إنا لله وإنا إليه راجعون". وقال إبراهيم بن شار طامي، زوج المتوفاة: "نحمد الله على قضائه وقدره، وأسأل الله أن يسكنها فسيح جناته، وأن يجبر مصابنا، وعبّر عن عظيم شكره لأمير منطقة عسير فيصل بن خالد الذي وجّه بلجنة للتحقيق فيما تعرضت له زوجته، فهو القلب الرحيم، وهو الناصر بعد الله لكل مظلوم ومكلوم في هذه المنطقة".