استوكهولم: «الخليج» اختتمت مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، مؤخراً، زيارة إلى العاصمة السويدية استوكهولم، التقى خلالها وفد يمثل المؤسسة في الشارقة عدداً من كبار المسؤولين السويديين، بهدف تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين المؤسسات الإماراتية والسويدية في مجال تمكين المرأة.اطلع الوفد الزائر على أسس ونتائج نظام الرفاه الاجتماعي الذي تمكنت السويد من تحقيقه بنجاح، نتيجة تبنيها سياسات الرعاية الاجتماعية المتميزة، التي أسهمت في توفير بيئة فريدة داعمة لمكونات المجتمع كافة . وعقد الوفد خلال الزيارة، التي استمرت على مدى ثلاثة أيام، من 4-6 إبريل الجاري، سلسلة من الاجتماعات واللقاءات مع مسؤولي عدد من الهيئات والمؤسسات الحكومية السويدية، وذلك للتعرف إلى كيفية تنفيذ هذه الجهات والمؤسسات لسياسات الرعاية الاجتماعية، والتوازن بين الجنسين، وتطوير سوق العمل، فضلاً عن تطبيق السياسات المتعلقة بالأسرة ورعاية الأطفال، والتعليم، وروح المبادرة لتعزيز مشاركة المرأة في الاقتصاد بشكل عام، وقطاع ريادة الأعمال خاصة. وشملت زيارات وفد مؤسسة «نماء»، كلاً من وزارة الشؤون الخارجية، ووزارة الصحة والشؤون الاجتماعية، والوكالة السويدية للضمان الاجتماعي، وغرفة تجارة استوكهولم، التي تعتبر الجهة الأكثر أهمية في السويد لتعزيز الأعمال التجارية الدولية. أعضاء الوفد ضم الوفد كلاً من: الشيخة هند بنت ماجد القاسمي، رئيسة مجلس سيدات أعمال الشارقة بالوكالة، وإرم مظهر علوي، مستشار أول في المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، وعضو مجلس الأمناء وعضو المجلس التنفيذي لمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، وعفاف المري، رئيس دائرة الخدمات الاجتماعية، وندى اللواتي، عضو مجلس سيدات أعمال الشارقة، وعضو المجلس التنفيذي لمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، و جاسم البلوشي، عضو مجلس أمناء مؤسسة ربع قرن لصناعة القادة والمبتكرين، وهنادي صالح اليافعي، مدير إدارة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، ورئيس اللجنة المنظمة لحملة سلامة الطفل، وفاطمة المرزوقي، مدير الخدمات الاجتماعية في مركز الرعاية الاجتماعية للأطفال. نموذج متميز وأشارت الشيخة هند بنت ماجد القاسمي إلى أن الغرض الرئيسي من هذه الزيارة تمحور حول الاطلاع على التفاصيل الدقيقة للتجربة السويدية، وبحث سبل تعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات الإماراتية والسويدية في مجالات عدة أهمها الارتقاء بالمرأة وقالت: «نجحت دولة الإمارات على المستويين العربي والعالمي في تأسيس نموذج متميز للارتقاء بالحياة الاجتماعية بكافة مكوناته، وكانت المرأة نواة رئيسية للارتقاء بمسيرة الدولة اجتماعياً واقتصادياً خلال العقود الأربعة الماضية، ومنذ ثلاثينات القرن الماضي، كانت السمة الرئيسية للحياة الاجتماعية السويدية التأكيد على المساواة بحق أفراد المجتمع للوصول إلى جميع الجوانب الأساسية التي تحدد نوعية الحياة وجودتها في عصرنا الحالي».وأضافت: «في مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة نسير بتوجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، نحو الاستفادة من كافة الخبرات الدولية لتعزيز خطط واستراتيجيات عملنا وعقد المزيد من الشراكات التي يمكن لها أن تشكل إضافة في مسيرة عملنا للارتقاء بالمرأة». وحول زيارة الوفد إلى السويد تابعت: تميزت السويد بنظام فريد في العالم يوازن بين تأمين مستوى معيشة مرتفع لمواطنيها في ظل عدالة اجتماعية، دون الإضرار بالنمو الاجتماعي أو الاقتصادي، ونجحت في ضمان المساواة بين الجنسين بالعمل وهي إحدى الركائز الأساسية التي يقوم عليها المجتمع السويدي، في الوقت الذي لا تزال العديد من دول العالم تحاول جاهدة إحداث تغيير إيجابي في هذا المجال حتى اليوم.وتابعت الشيخة هند القاسمي: «قضى الوفد ساعات طوال في الاطلاع عن كثب على الإسهامات المحددة للجهات الحكومية بشأن قضايا المساواة في القوى العاملة، والاختلافات الملموسة في قضايا قياس الأداء وجمع البيانات وأثرها في صياغة السياسات ومراجعتها، والجهود المحددة التي تبذلها منظمة المساواة بين الجنسين السويدية، وحصلنا على نظرة أعمق على هذه الجوانب في المجتمع السويدي من أجل إثراء واقع المرأة الإماراتية وتعزيز مشاركتها في الاقتصاد وفق أفضل الممارسات العالمية في تمكين المرأة». نقاط التقاء وخلال زيارة الوفد إلى مقر وزارة الشؤون الخارجية، قال السفير هاكان إمسجارد، مسؤول إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالوزارة: «نهتم دائماً بتبادل وجهات النظر مع وفود الدول والثقافات الأخرى، حيث يمكننا تعلم الكثير من تجارب بعضنا البعض. وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات بين تجربتينا في السويد والإمارات، إلا أن لدينا الكثير من نقاط الالتقاء أبرزها سعينا المتواصل لتحسين حياة الناس والتعامل مع التحديات بإيجابية».واطلع الوفد أثناء زيارته للوزارة على عرض تقديمي حول «السياسة السويدية في المساواة بين الجنسين ومراعاة المنظور الاجتماعي»، قدمتها ليندا اوستيربيرج، مستشارة أولى في قسم المساواة بين الجنسين، والتي سلطت الضوء على دور الاتصال الحكومي في ترسيخ سياسة المساواة بين الجنسين، والاستراتيجية الوطنية السويدية في مواجهة عنف ضد المرأة، وأهمية تعميم مراعاة المنظور الاجتماعي، والعديد من القضايا الأخرى. اقتصادات المعرفة أشارت ماريا رانكا، الرئيس التنفيذي لغرفة تجارة استوكهولم، خلال استقبالها وفد الشارقة، إلى دور الغرفة «كطرف ثالث جدير بالثقة» يقف بين الجهات الخاصة والعامة، ويقدم منصة لالتقاء ممثلي مجموعة متعددة من الجهات التجارية والاجتماعية والثقافية.وقالت: «نحاول تحسين الظروف لأعضائنا الحاليين وللمستثمرين الدوليين القادمين إلى هذه المنطقة، إذ يحتاج أعضاؤنا لجذب أفضل المواهب للبقاء في دائرة المنافسة، لاسيما وأن السويد تعتبر من اقتصادات المعرفة الكبرى».
مشاركة :