تحتضن مدينة الصويرة، ما بين 26 و29 أبريل (نيسان) الحالي، الدورة الـ18 لربيع الموسيقى الكلاسيكية. وتضع دورة هذه السنة الموسيقي الألماني يوهان برامز (1833 - 1897) في قلب برنامجها.وارتبط برامز بالمدرسة الرومانسية الألمانية؛ ويبقى من أهم ما قيل عنه، كما جاء في «الموسوعة الحرة»، أنه «استمرار لبيتهوفن، أي أن السيمفونية الأولى لبرامز يمكن اعتبارها السيمفونية العاشرة لبيتهوفن». ولد برامز في مدينة هامبورغ، وكان والده عازف كونترباص في أوركسترا الأوبرا بها، وتعلم العزف على البيانو منذ صغره، وكان في شبابه يساعد العائلة بالعزف في المقاهي وحفلات الرقص، لكنه لم ينقطع عن دراسة النظريات والعلوم الموسيقية. ولما بلغ العشرين كانت موهبته كعازف بيانو قد نضجت، فقرر أن يقوم بجولة في مختلف مدن ألمانيا يعزف منفرداً في الحفلات. وفي سنة 1859، قدم كونشرتو البيانو الأول، واختلفت حوله الآراء كثيراً. وبعد فترة انتقل إلى سويسرا، حيث أقام سنتين ووجد ناشراً لمؤلفاته. وفي سنة 1862، عاد إلى فيينا ليستقر فيها نهائياً بعد أن قدم كثيراً من أعماله وتوطد مركزه الموسيقي». و«لا تثير مؤلفات برامز الإعجاب من أول مرة – لكنها من النوع الذي كلما ازداد الاستماع إليها ازداد فهمها، وبالتالي الإعجاب بها. وتشتمل أهم مؤلفاته على أعمال للكورال والأصوات المنفردة والأوركسترا التي كتبها على أشعار وقصائد كل من شيللر وغوته، و4 سيمفونيات و2 كونشرتو للبيانو والأوركسترا، بالإضافة إلى 190 أغنية وسبعة مجلدات من الأغاني الشعبية الألمانية التي أعاد صياغتها».واختارت الإدارة الفنية للمهرجان المغربي، التي تشرف عليها دينا بنسعيد، برمجة 12 حفلاً، تدور حول أعمال المؤلفين الذين يحسبون على المرحلة الرومانسية، من شومان إلى مندلسون، ومن شوبير إلى بيتهوفن، دفورجاك، وبروكوفييف أو بيرنستاين.وتفتتح التظاهرة بديبورا نيمتانو على الكمان، ودومينيك فيلونكور على التشيلو، إلى جانب رومان ديشارم على البيانو، في حفل حول ثلاثي بيتهوفن. في حين سيكون الجمهور، لاحقاً، مع ديبورا ودومينيك ضمن الأوركسترا الفيلارمونيكية للمغرب، لحساب كونسرتو موندلشون وشومان، وذلك توالياً، على الكمان والتشيلو.وسيكون للفن الغنائي مكانته الخاصة ضمن برنامج دورة هذه السنة من ربيع الصويرة، مع أوريان موريتي في حفل حول حياة كلارا شومان مع الجوق الفيلارمونيكي للمغرب، وذلك للمرة الأولى في الصويرة في حفل «بقلب مفتوح».ومن اللحظات القوية لدورة هذه السنة، تقترح الأوركسترا الفيلارمونيكية للمغرب، بقيادة أوليفييه هولت، متعة موسيقية على إيقاع روميو وجولييت. في حين تأتي نسخة بروكوفييف لتكمل تلك الخاصة بليونار بيرنستاين ورائعته «وايد سايد ستوري»، التي تستعيد تراجيديا خمسينات القرن الماضي بنيويورك.كما يتضمن برنامج دورة هذه السنة من المهرجان صباحيات مواهب الشباب، مع صغار البرنامج السوسيو ثقافي (مزايا)، والجولة الموسيقية في قلب المدينة.وستكون دينا بنسعيد على البيانو إلى جانب إليسا هيتو في برنامج مخصص للتشيلو، هذه الآلة الأكثر رومانسية في كل ريبيرتوار موسيقى الغرف، على أن يحيي توماس لولو حفل اختتام هذه التظاهرة الفنية.وكما هي عادتها، ستكون التظاهرة فرصة توفر لزوارها مهرجاناً متميزاً للموسيقى، مع كل هؤلاء المؤلفين الموسيقيين، الذين توفرت لديهم موهبة الكتابة والتأليف الموسيقي، وبالتالي خلق روائع موسيقية يتواصل الاستمتاع بها رغم تغير الزمان وتبدل حساسيات التلقي والإبداع.
مشاركة :