أكدت الجريمة الإرهابيّة الغادرة التي وقعت بقرية الدّالوة بمحافظة الأحساء رفض المجتمع السعوديّ الأبيّ لكلّ أشكال الإرهاب , ووقوفهم مع قيادتهم صفّا واحدا بكل أطيافهم ضدّ الإرهابييّن . فالجميع يدركون أبعاد مثل هذا العمل الإجرامي الخطير , وأهداف المخطّطين له ومن يقفون وراءه لإشعال نار الفتنة بين أبناء الشّعب الواحد , ومحاولة إثارة النّعرات المقيتة والطّائفية البغيضة لتحقيق مآربهم بإدخال الوطن في دوّامة المشكلات التي تحوم في بعض دول المنطقة , والسّعي لتفكيكه بتشكيل الانقسامات والاحتراب الدّاخلي لتمرير أجندات خارجيّة , هدفها إشاعة الفوضى وبعثرة الاستقرار . والذّين نفذّوا تلك العمليّة الإرهابيّة الخاسئة ، إنما يعملون - بعلم أو بدون علم - لصالح جهات ودول معادية في الظّاهر والباطن .. يؤلمها ما تعيشه بلادنا من أمن ورخاء واستقرار مما يجعلها تحرص على تحريك الفتن بأساليبها السّيئة .. لما يحقّق أهدافهم ويخدم مصالحهم على المدى القريب والبعيد , على حساب الأمن الوارف ورغد العيش والثّروات التي أنعم الله بها على هذه البلاد الطّاهرة وأهلها . والذين فعلوا ذلك مجرمون بائسون لا ينتمون للدّين الإسلاميّ الصّحيح بصلة . ولا يحملون ذرّة من الإنسانية .. لأنهم بصنيعهم المشين يرتكبون واحدة من أكبر الكبائر وهي القتل المتعمّد لأناس آمنين مطمئنّين , وهي جريمة عظمى ليس في حقّ الأفراد فحسب بل في حقّ المجتمع ككل والإنسانيّة جمعاء. ولا شكّ أن توقيتهم لفعلهم الأثيم تزامنا مع مناسبة يوم عاشوراء يكشف أهداف المخطّطين بوضوح , لإلهاب عواطف الطّائفة الشّيعية وتأجيج مشاعرهم الجمعيّة بما يتوقعون بأنه سيهيّئ لردود فعل غاضبة ضدّ الطّائفة السّنيّة .. حتى تسيل أنهار الدّماء بمزيد من الاقتتال والإرهاب . لكن خابت توقعاتهم لأنهم يجهلون طبيعة الإنسان الأحسائيّ المتحضّر بطبعه والرّاقي بسلوكه , المجبول على المحبّة الصّادقة والتّعاون الإيجابيّ والتّعايش السّلمي . وفشلت مخطّطاتهم لأنهم لا يعرفون تركيبة هذا المجتمع الواعي بعلاقاته المتينة بين الأسر السّنية والشّيعية على مدار الأزمان . حيث يعيشون بحب وسلام ووئام ولم يعرف عنهم عبر تاريخهم الطّويل إلا السّمو الأخلاقي والرّقي الإنساني . فالإرهابيون المجرمون ومن يقف خلفهم ضلّوا طريقهم فخابت أهدافهم وتحطّمت آمالهم ورجعت سهامهم إلى قلوبهم , عندما وجدوا أمامهم سدّا منيعا من الالتفاف السعودى الجميل والالتحام الوطني الرّائع والتماسك والتّرابط القوي الذي تكسرّت عليه رغبات الأعداء المتربّصين . ولعل النّجاحات الكبيرة التي حققتها القوات الأمنية بالمملكة بالقبض السريع على عدد غير قليل من العناصر الإرهابيّة في عدد من المدن والمناطق والمتورّطين في هذه الجريمة النّكراء تحسب لوزارة الداخلية في خطواتها الاستباقية الجيدة لإجهاض مخطّطات الإرهاب في كل زمان ومكان . فالسعوديّون من شرق البلاد إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها يستشعرون ما يحاك ضدّهم من أجل تمزيق لحمتهم والنيل من وحدتهم , لكنّ ذلك لن يزيدهم إلا ترابطا وتماسكا ووقوفهم صفّا وحدا مع قيادتهم الحكيمة ضدّ أعداء الدّين والوطن .
مشاركة :