أكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى الولايات المتحدة الأميركية، الحالية، ستعمل على تعزيز التنسيق السياسي بين البلدين الصديقين وتوثيق علاقاتهما الثنائية على الصعيدين الأمني والاقتصادي، إلى جانب زيادة التعاون في مكافحة الإرهاب والتطرف والبناء على شراكاتنا الاقتصادية والاستثمارية القوية بالفعل.وأوضح سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن سمو الأمير المفدى وفخامة الرئيس دونالد ترمب رئيس الولايات المتحدة الأميركية سيناقشان على المستوى الثنائي، إعلان قطر خلال الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وقطر الذي استضافته العاصمة الأميركية واشنطن مؤخراً، توسيع قاعدة «العديد» الجوية، التي تعدّ بالفعل أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، بالإضافة إلى مناقشة الشراكة الاقتصادية الواسعة وسبل تعزيزها للمضي قدماً. كما يناقش القائدان الصراع في سوريا وعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إضافة إلى خطط إعادة بناء العراق.. قائلاً: «إن هذه الموضوعات مهمة للغاية بالنسبة لدولة قطر، ونحن نعلم أن الإدارة الأميركية تأخذ هذه القضايا على محمل الجد». الأزمة الخليجية وحول الأزمة الخليجية، أعرب سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني عن أسفه من الحصار غير القانوني على دولة قطر، والذي يقترب من إكمال عامه الأول، وقال: «رغم جهود الوساطة المخلصة من دولة الكويت الشقيقة ودول أخرى صديقة مثل الولايات المتحدة.. وبينما نرغب في التوصل إلى حل للنزاع الحالي في أقرب وقت ممكن، فإن المفارقة في الحصار هي أنها ساعدت قطر بالفعل على تسريع خلق شراكات جديدة، سواء في المجال الاقتصادي أو في أي مجالات أخرى». وأضاف سعادته: «كانت الولايات المتحدة تحاول التوسط في الأزمة، وقد رحّبنا ودعمنا هذه الجهود منذ بداية الأزمة». مؤكداً: «نحن ملتزمون بحل الأزمة مع جيراننا من خلال الحوار سعياً إلى رفع الحصار غير القانوني.. ولتحقيق هذه الغاية، نرحّب بكل الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة للتوسط في الأزمة حتى يتسنى التوصل إلى حل سريع». الادعاءات ضد قطر وأكد سعادة سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأميركية أن «الادعاءات ضد قطر بدعم الإرهاب لا أساس لها من الصحة وهي خطأ.. لقد رفضنا هذه المزاعم باستمرار ونجاح، إذ لا تنطوي على أي دليل».. مشيراً إلى مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الولايات المتحدة في العام الماضي بشأن مكافحة تمويل الإرهاب.. ومشدداً على أن هذه المذكرة «التي تذهب إلى حدٍّ أبعد من أية دولة أخرى من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في محاولة لتعطيل تدفّق تمويل الإرهاب، هي مثال آخر على عبثية الادعاء بأن قطر تدعم الإرهاب». كامب ديفيد وبشأن القمة الخليجية الأميركية المرتقبة في كامب ديفيد في شهر مايو المقبل، أوضح سعادة السفير، في تصريحاته لـ «قنا»، أن التقارير الأخيرة أشارت إلى أن القمة قد تتأخر حتى شهر سبتمبر المقبل.. قائلاً: «سنكون بالطبع منفتحين على هذه القمة التي يستضيفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب في كامب ديفيد. ونحن منفتحون على الدوام على المفاوضات، وقد ذكرنا منذ بداية هذه الأزمة أننا مستعدون للحوار حالما يتم رفع الحصار». مكافحة الإرهاب وحول العلاقات العسكرية الوطيدة التي تربط دولة قطر والولايات المتحدة، أكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني، سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأميركية، أن قطر تلعب دوراً أساسياً في أنشطة مكافحة الإرهاب العالمية، وذلك من خلال استضافة المقر الرئيسي للقيادة المركزية الأميركية في قاعدة «العديد» الجوية.. موضحاً أن قاعدة «العديد» تعدّ مركز عمليات رئيسياً للقوات الأميركية، وقد كانت نقطة انطلاق لآلاف المهمات ضد الإرهابيين في المنطقة. قطر وقفت بجانب أميركا وعن المطالب بنقل قاعدة «العديد» من قطر، ردّ سعادة السفير بالقول: «إن دولة قطر قد وقفت إلى جانب الولايات المتحدة في أوقات المحن والرخاء، على عكس من ينادي بنقل القاعدة ومن ضحى بتلك الشراكة في وقت كانت الولايات المتحدة تتوقع منهم كل الدعم، وهذه ثابتة لن تنساها الولايات المتحدة الأميركية».. مؤكداً أن «قاعدة العديد ستبقى في قطر بسبب شراكتنا القوية والدائمة مع الولايات المتحدة، والتزامنا بمكافحة الإرهاب. وبدلاً من أن يتم تحريك القاعدة، فإننا في الواقع نقوم بتوسيعها لاستيعاب القوات الأميركية». العلاقات الاقتصادية وحول مستوى العلاقات الاقتصادية بين دولة قطر والولايات المتحدة، بيّن سعادة السفير، في تصريحاته لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن «شراكتنا الاقتصادية قوية للغاية، وتستوعب الاستثمارات القطرية في سوق العمل الأميركي حالياً حوالي مليون وظيفة، في حين أن هناك أكثر من 120 شركة أميركية تعمل في قطر».. مضيفاً أن «قطر تخطط لاستثمار 35 مليار دولار في الاقتصاد الأميركي خلال الفترة حتى عام 2020، مع 10 مليارات دولار إضافية مخصصة للبنية التحتية الأميركية «. وأعرب عن أمله في «أن تستمر العلاقات الاقتصادية في النمو والازدهار للسنوات المقبلة، مع الأصدقاء الأميركيين، وأن تتوسع العلاقات في القطاعات الأخرى بما في ذلك الطب والتكنولوجيا والبنية التحتية». تحقيق الاستقرار وبشأن ما تشهده منطقة الشرق الأوسط من نزاعات وتدخّلات واضطرابات، قال سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني: «إن الدور الأميركي سيظل مهماً للغاية في تحقيق الاستقرار والمساعدة في حل النزاعات في الشرق الأوسط. هناك بالتأكيد عدد من اللاعبين الدوليين الذين لديهم اهتمامات كبيرة في الشرق الأوسط، لكن الولايات المتحدة لا تزال الأقوى والأكثر تأثيراً في المنطقة». علاقات وطيدة ورداً على سؤال حول التغييرات الأخيرة في بعض مناصب المسؤولين بالإدارة الأميركية، قال: «نحن بالطبع لدينا علاقة قوية مع فخامة الرئيس ترمب وإدارته، ولدينا إيمان كامل بأن الولايات المتحدة سوف ترسم مساراً مدروساً وذكياً فيما يتعلق بسياسة الشرق الأوسط. وسنكون بطبيعة الحال على اتصال بحكومة الولايات المتحدة بشأن جميع المسائل السياسية المهمة في منطقتنا، ونتطلع إلى إقامة علاقات وطيدة مع المسؤولين الجدد».. مؤكداً أن «دولة قطر تتمتع بعلاقة قوية ومتعددة الأوجه مع جميع المؤسسات الأميركية البارزة».;
مشاركة :