شبّهت الصحيفة السويدية "Expressen" الوضع المتأزم حاليا بين روسيا والغرب بذلك الذي سبق الحرب العالمية الأولى قبل أكثر من 100 عام، معتبرة أن ما نعيشه أخطر بكثير من عهد الحرب الباردة. وكتب كاتب المقال اليومي، ماتس لارسون، يقول: "الآن يبدو لنا في كثير من الأحيان أن الحرب الباردة قد عادت، فإذا كان الأمر كذلك فهذا جيد جدا، لكن من نواح كثيرة فإن الوضع في العالم أكثر خطورة الآن" من أيام الحرب الباردة. ووفقا له ، فإن صراع الأيديولوجيات التي بنيت عليها الحرب الباردة قد استنفد بعد سقوط جدار برلين. واعتبر أنه :"حتى الآن لم تعد المواجهة الحالية بين أيديولوجيات كبرى، بل هي أكثر من ذلك: ما يحدث الآن ، يذكر العالم ليس بعام 960 ، بل بعام 1910". من وجهة نظر المؤلف، لقد عدنا الآن إلى تلك الأوقات عندما تملي المصالح الوطنية للدول إجراءاتها في المقام الأول، وعندما تتعرض البلدان لخطر الدخول في صراعات لأسباب جيوسياسية. ويصف الكاتب روسيا الحديثة بأنها بلد ما زال يعاني من "شبح آلام" انهيار الاتحاد السوفييتي، وبأنها لا تلعب وفقا لقواعد الغرب الذي يشكك دوما بأنها تهتم بإضعافه!. وكتب لارسون يقول: خلال الحرب الباردة، كانت هناك لحظات حرجة، ولكن بعد ذلك طرحت أطراف النزاع قواعد معينة، ووضعت بعض الحدود والخطوط التي لا يمكن تخطيها. الكاتب متأكد أن الوضع الآن أقل أمنًا. وكتب يقول: "الأمر يتعلق بالعلاقات بين روسيا والغرب، والعلاقات بين الصين والولايات المتحدة التي لا تزال أقوى دولة، لكن الصين تطمح لآن تلعب دورها، واللاعبون الآخرون يريدون الانضمام أيضا". ويؤكد لارسون أنه في الظروف الحالية، "ربما كان من المفيد جدًا" دراسة تاريخ الأحداث التي أدت إلى الحرب العالمية الأولى. وخلص الكاتب إلى القول: "لم يعد على قيد الحياة أي من أولئك الذين احتفظوا بشيء في الذاكرة حول ذلك الصراع، أو حول كيفية اندلاعه، فدعونا نأمل أن لا تغفو(البلدان) خلف عجلة القيادة مرة أخرى". ويتذكر العديد من المحللين الغربيين الصراعات العسكرية خلال العهود الماضية، في سياق التوترات الحالية في العلاقات بين روسيا والغرب. وأشار البروفيسور الأمريكي ستيفن كوهين مؤخراً، إلى أن الوضع الحالي أخطر مما كان يحدث خلال الحرب الباردة، وأحد أسباب ذلك، في رأيه، هو إشاعة الرهاب والخوف من روسيا، الذي تنشره وسائل الإعلام الغربية. المصدر: نوفوستي سعيد طانيوس
مشاركة :