تنديد دولي بـ « كيماوي» دوما.. وترامب يتوعد بـ «ثمن باهظ» ويصف الأسـد بالحيوان

  • 4/9/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أثارت تقارير حول هجوم محتمل بـ«الغازات السامة»، استهدف، أول من أمس، مدينة دوما في الغوطة الشرقية، تنديداً دولياً، ودفعت الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إلى توعد دمشق وحلفائها بـ«دفع ثمن باهظ»، ووصف رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالحيوان. وغداة توجيه معارضين ومسعفين أصابع الاتهام لقوات النظام السوري، متحدثين عن عشرات الضحايا، أعلنت دمشق عن اتفاق لإجلاء فصيل «جيش الإسلام» «خلال 48 ساعة» من دوما، الجيب الأخير تحت سيطرة الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية. وفي التفاصيل، كتب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، في سلسلة تغريدات على موقع «تويتر»: «قُتل كثيرون، بينهم نساء وأطفال، بهجوم كيماوي متهور في سورية»، مضيفاً «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وروسيا وإيران، مسؤولون عن دعم الحيوان الأسد، سيكون الثمن باهظاً»، وأضاف «افتحوا مناطق على الفور للمساعدة الطبية والتحقق، كارثة إنسانية أخرى بلا سبب على الإطلاق، أمر مقزز»، وتابع «لو التزم باراك أوباما بالخط الأحمر الذي رسمه، لانتهت الكارثة في سورية منذ زمن طويل، ولأصبح الأسد من الماضي». في هذه الأثناء، قال مستشار البيت الأبيض للأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب، توماس بوسرت، إن الولايات المتحدة لا تستبعد شن هجوم صاروخي رداً على «الهجوم الكيماوي» في مدينة دوما التي تسيطر عليها المعارضة في الغوطة الشرقية. وأوضح بوسرت: «نحن ندرس الهجوم في الوقت الحالي»، وأضاف أن صور الحدث «مروعة»، وأكد «لا أستبعد شيئاً» في إشارة إلى الرد الأميركي المحتمل على الهجوم. ودانت الولايات المتحدة ما حصل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية، هيذر نويرت، إن «هذه المعلومات، إذا تأكدت، مروعة وتتطلب رداً فورياً من الأسرة الدولية». وأضافت أن «نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وداعميه يجب أن يحاسبوا، وأي هجمات أخرى يجب أن تمنع فوراً»، مشددة على أن «روسيا بدعمها الثابت لسورية تتحمل مسؤولية في هذه الهجمات الوحشية». وهددت واشنطن، خلال الفترة الماضية، بشن ضربات في حال توافر «أدلة دامغة» على استخدام السلاح الكيماوي في سورية. ويأتي تصريح ترامب بعد عام ويوم على ضربة أميركية استهدفت قاعدة عسكرية للجيش السوري، رداً على هجوم كيماوي أودى بالعشرات في مدينة خان شيخون في شمال غرب سورية، واتهمت الأمم المتحدة قوات النظام بتنفيذه، فيما نفت دمشق ذلك. ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال يومي الجمعة والسبت، مع استئناف قوات النظام هجومها على دوما، مقتل نحو «100 مدني بينهم 21 توفوا السبت اختناقاً»، كما أصيب 70 شخصاً بحالات اختناق وضيق نفس. ولم يتمكن المرصد من «تأكيد أو نفي» استخدام الغازات السامة. لكن منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) و«جيش الإسلام» و«الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية»، اتهمت قوات النظام بشن هجوم بـ«الغازات السامة». من جهتها، وصفت وزارة الخارجية البريطانية التقارير، إن تأكدت، بأنها «مقلقة جداً»، وقالت «مطلوب إجراء تحقيق عاجل، وعلى المجتمع الدولي الرد، ندعو نظام الأسد وداعميه، روسيا وإيران، إلى وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء». ودانت وزارة الخارجية التركية الهجوم، وقالت «لدينا شبهات قوية في أن النظام نفذه، حيث إن سجلّه في استخدام الأسلحة الكيماوية معروف لدى المجتمع الدولي». وقال البابا فرانسيس «لا شيء يمكن أن يبرر استخدام هذا النوع من أدوات الإبادة ضد أشخاص وشعوب عزل». ونفت روسيا ودمشق استخدام أسلحة كيماوية، ووصفت دمشق الاتهامات بـ«فبركات ومسرحيات الكيماوي». ورفضت موسكو، أمس، الاتهامات الموجهة للنظام السوري باستخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما، بعدما حمّلت الولايات المتحدة روسيا المسؤولية عن أي هجوم من هذا النوع. وقال رئيس «المركز الروسي للمصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية»، الجنرال يوري يفتوشينكو، في تصريحات نقلتها عنه وكالات أنباء محلية «ننفي بشدة هذه المعلومات، نحن مستعدون فور تحرير دوما من المسلحين لإرسال خبراء روس في مجال الدفاع الإشعاعي والكيماوي والبيولوجي، لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه الادعاءات مفبركة». ومنذ بدء النزاع السوري في مارس 2011، اتُّهمت قوات النظام مراراً باستخدام أسلحة كيماوية، ولطالما نفت دمشق الأمر مؤكدة أنها دمرت ترسانتها الكيماوية إثر اتفاق روسي - أميركي عام 2013، بعد اتهامها بشن هجوم كيماوي قرب دمشق أودى بحياة المئات. وراوحت حصيلة القصف بـ«الغازات السامة»، التي أوردتها منظمة «الخوذ البيضاء» على حساباتها في «تويتر» بين 40 و70 قتيلاً. وتحدثت منظمة «الخوذ البيضاء» والجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، في بيان مشترك، عن وصول «500 حالة» إلى النقاط الطبية. وأشارتا إلى أعراض «زلة تنفسية، وزرقة مركزية، وخروج زبد من الفم، وانبعاث رائحة واخزة تشبه رائحة الكلور». ونشرت «الخوذ البيضاء» على حسابتها في «تويتر» صوراً قالت إنها للضحايا، وتظهر جثثاً متراكمة في إحدى الغرف، وأخرى لأشخاص بينهم أطفال يخرج الزبد الأبيض من أفواههم. وفي شريط فيديو نشرته «المنظمة» أيضاً، يظهر المسعفون يصعدون على درج ارتمت عليه جثة قبل أن يدخلوا إلى منزل فيه جثث لأطفال ونساء ورجال، ثم يخرج المسعفون ركضاً ويقول أحدهم «الرائحة قوية جداً». وقال الطبيب محمد، من مدينة دوما، لوكالة «فرانس برس»: «استقبلنا أكثر من 70 إصابة باختناق، وليس لدينا سوى أربعة مولدات أوكسيجين»، مضيفاً «الوضع مأساوي جداً، أعمل في المستشفى منذ أربع سنين ولم يمر علي مثل هذه الساعات أبداً». وقال فراس الدومي، من «الخوذ البيضاء»، إنه حين وصلت فرق الإغاثة إلى مكان الاستهداف «كان المشهد مروعاً، الكثيرون يختنقون، أعداد كبيرة جداً، وهناك من توفي فوراً». وأضاف «لا أستطيع وصف الموقف، مجزرة مروعة، رائحة المكان قوية جداً، حتى إنها أدت لضيق نَفَس لدى عناصرنا، وثقنا وخرجنا مباشرة من المكان». وإثر عملية عسكرية جوية وبرية وعمليتَي إجلاء لمقاتلين معارضين، تمكن جيش النظام السوري من السيطرة على 95% من الغوطة الشرقية، لتبقى دوما وحدها تحت سيطرة فصيل «جيش الإسلام» الذي دخل في مفاوضات معقدة مع روسيا. واستأنف الجيش السوري حملته العسكرية ضد دوما للضغط على فصيل «جيش الإسلام»، لتعقد مفاوضات مباشرة بين الطرفين، أمس، انتهت باتفاق إجلاء. وأعلن مصدر سوري رسمي، أمس، التوصل إلى اتفاق ينص على «خروج كامل لمقاتلي جيش الإسلام إلى جرابلس (شمال) خلال 48 ساعة»، كما يقضي بإفراج الفصيل المعارض عن معتقلين لديه. وسرعان ما أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» عن «دخول عشرات الحافلات إلى مدينة دوما» تمهيداً لبدء عملية الإجلاء. وكان المصدر الرسمي أفاد، في وقت سابق، عن مفاوضات «حصراً» مع الحكومة السورية، بعدما طلب مقاتلو «جيش الإسلام»، طوال ليل أول من أمس، وقف العمليات العسكرية». ومن شأن خروج «جيش الإسلام» من دوما أن يتيح لجيش النظام السوري استعادة كامل الغوطة الشرقية، التي بقيت لسنوات المعقل الأبرز للفصائل المعارضة قرب دمشق.

مشاركة :