وثيقة تاريخية تكشف قصة رسالة بونابرت للإمام سعود الكبير

  • 4/9/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

فريق التحرير منذ تأسيسها والسعودية تحظى باهتمام كبير من جانب فرنسا؛ حتى إن القائد الفرنسي الشهير نابليون بونابرت حرص خلال حملته على مصر في عام 1798، على التواصل مع الإمام سعود الكبير، حسب ما رُوي عن مؤسِّس الدولة السعودية الثالثة الملك عبدالعزيز آل سعود، طيب الله ثراه. وتكشف وثيقة خطها الدبلوماسي الفرنسي جاك روجيه ميجريه، الذي عمل وكيلًا للقنصلية الفرنسية في جدة ثم مندوبًا فوق العادة ووزيرًا مفوضًا فوزيرًا مقيمًا بالمملكة خلال الفترة من 1929 إلى 1945، عن قِدَم الاهتمام الفرنسي بالسعودية وحرص الحكومات المتعاقبة على تعزيز علاقتها بالرياض. وتمثل الوثيقة تقريرًا قدّمه ميجريه في فبراير1943 إلى اللجنة الوطنية الفرنسية، لخّص فيه خبراته في التعامل مع السعوديين، متضمنة شهادته عن المملكة وشعبها، ورؤيته لمستقبل العلاقة بين البلدين. وحسب تقرير ميجريه، فإن الملك عبدالعزيز أبلغه خلال لقاء جمعهما في الرياض بأن بونابرت تواصل مع الإمام سعود الكبير، ضيفًا: "حسب ما يتردد في بلاط الملك عبدالعزيز آل سعود ؛ فإن بونابرت نفسه أجرى مراسلات مع الإمام سعود خلال الحملة التي قام بها على مصر، وقد ذكر لي ذلك الملك عبدالعزيز شخصيًا عندما حللت ضيفًا عليه في الرياض عام 1932". وحسب الباحث بمكتبة الملك فهد الوطنية المنذر سوقير، الذي وثّق تقرير ميجريه في دراسة نشرة مجلة "الدارة: تحت عنوان "العلاقات السعودية- الفرنسية من خلال تقرير ميجريه"، فإن المراجع الفرنسية تشير إلى أن بونابرت كلف في نهاية عام 1811 أحد جنوده ويدعى دي لاسكارس بزيارة الدرعية ومقابلة الإمام سعود الكبير لحثّه على التحالف معه لضرب النفوذ البريطاني في الهند، لكن فشل نابليون في غزو روسيا أفشل ذلك التواصل النادر. وفي نفس التقرير الذي وثقته دارة الملك عبدالعزيز، وصف ميجريه الملك المؤسس بأنه كان يتمتع بثقافة موسوعية متصلة بالتاريخ الحافل بالإنجازات لآبائه وأجداده، الذين كانوا- منذ عهد الدولة السعودية الأولى- متفتحين على محيطهم الخارجي ويسعون إلى عقد التحالفات والتعامل مع الأحداث والقوى السياسية الفاعلة في ذلك الوقت بحكمة واقتدار". واستطرد ميجريه مستعرضًا سجايا الملك عبدالعزيز، فأوضح أنه حرص على استدعائه إلى مقر إقامته في الطائف ليعزيه في وفاة والدته. كما أشار إلى موقفه الودود مع ثلاثة بحارة فرنسيين شبّ الحريق في باخرتهم وهي راسية بميناء جدة يوم 21 مايو 1930، فضلًا عن المعاملة الراقية التي حظيت بها سجينة فرنسية كانت متهمة بتسميم زوجها، خلال وجودها بمديرية الأمن في جدة. التعليقات

مشاركة :