الناردين الطبي والمعروف بحشيشة القطة أو السنبل، عبارة عن نبات معمر يتراوح ارتفاعه ما بين 80 - 150سم، له ساق مستقيمة قوية جوفاء ومضلع، أغصانه قليلة وله أوراق متقابلة مركبة ريشية الشكل تضم كل ورقة ما بين 5 - 11 وريقة عريضة أو ما بين 11 - 33 وريقة ضيقة، وهي مسننة الحواف، الأزهار تجتمع في قمم الأغصان على هيئة باقات بلون أبيض إلى زهري، الثمرة تاجية لها صرة ريشية، جذور النبات قصيرة له فسلات تحت الأرض ورائحته كريهة وقوية. يعرف الناردين علمياً باسم Valeriana officinalis، والأجزاء المستعملة من النبات الجزمور مع جذوره، حيث يتم جمعه طازجاً في الربيع أو الخريف وينظف ثم يجفف في الهواء مباشرة. الموطن الأصلي أوروبا وشمال آسيا، وينمو في البراري في ظروف رطبة ويزرع في وسط أوروبا وشرقها. يحتوي الناردين على زيت طيار تصل نسبته إلى 1.4 % بما في ذلك أسيتات البورنيول والبيتاكارفيلين، ويحتوي أيضاً على أيريدويدات (فاليبوترياتات) وفالترات، وايزوفالترات، كما يحتوي على قلويدات. الاستعمالات: لقد استخدم الناردين الطبي كمهدئ ومرخ للأعصاب منذ عصر الرومان، وقد عرفه العالم ديسقرويديس في القرن الأول الميلادي، وأسماه "فو" وهو صوت ما يقال عند شم رائحته الكريهة، كما أن الطبيب المصري إسحاق قد أشار إليها في القرن التاسع الميلادي، وقد اعتبر الناردين في القرون الوسطى ترياقاً، وعندما لم تكن الكينا متوفرة آنذاك كان الناردين يستعمل بدلاً عنها في مكافحة الحمى، كما أكد بعض المصابين بداء الصرع أنهم شفوا بواسطتها، ويعتبر الناردين اليوم من أفضل أنواع المهدئات المستعملة ضد الاضطرابات العصبية. لقد قال داود الأنطاكي في الناردين: إنه مقو للمعدة ومفتت للحصى ومدر للفضلات ومسقط للبواسير، كما إنه إذا طلي على الجسم قطع العرق وطيب رائحة البدن، وإذا اكتحل به أزال حمرة العين وأنبت الشعر في الأجفان وأحد البصر، وإذا خلط مع العفص واكتحل به يقطع الدمعة، وإذا ذر على الجروح أدملها. ويقول ابن سينا في قانونه: "الناردين محلل للأورام ومجفف للرطوبة السائلة من القروح، ينفع من الخفقان وينقي الصدر والرئة، مقو للمعدة، يدر الطمث ويفيد أورام الرحم إذا جلست المرأة في طبيخه، وله خاصية في حبس النزف المفرط من الرحم". أما ابن البيطار فيقول في جامعه: إن الناردين ينفع الكبد وفم المعدة، ويدر البول ويشفي الحرقان الحادث في المعدة، وإذا عملت منه تحميلة واحتملته النساء قطع النزف ويجف الرطوبة السائلة من القروح، وإذا شرب بماء بارد سكن الغثيان ونفع من الخفقان، وإذا طبخ بالماء وتكمد به النساء وهن جلوس في مائه أبرأهن من الأورام الحارة العارضة للأرحام". أكدت الأبحاث الواسعة في ألمانيا وسويسرا أن الناردين يحث على النوم ويحسن نوعيته ويخفض ضغط الدم والمواد الفعالة التي يعود لها هذا التأثير هي الفاليبوترياتات، كما أن هناك مواد أخرى مسؤولة عن مفعول الناردين لكن لم يتم التعرف عليها بعد، يقوم الناردين بتخفيض النشاط العصبي، وذلك بإطالة مفعول الناقل العصبي المثبط. أثبتت الدراسات تأثير الناردين على القلق والأرق ويعتبر من أفضل العلاجات للأرق الذي كان سببه القلق أو فرط الإثارة، فهو يرخي العضلات المفرطة التقلص، وهو مفيد لتوتر الكتف والعنق والربو والمغص وألم الحيض وتشنج العضلات، كما أن الناردين مع بعض الأعشاب الأخرى تستعمل كعلاج لفرط ضغط الدم الناتج عن الكرب والقلق. ويستعمل الناردين ضد الأرق الناتج عن ألم الظهر، وكذلك التوتر السابق للحيض بالإضافة إلى القلق المزمن. وقد أثبتت التجارب العملية أن جذور الناردين تزيد من زمن النوم، حيث يعتبر من المنومات التي يمكن استخدامها بأمان، ولذلك فهو يعتبر علاجاً لاضطرابات النوم الذي يصاحبه اضطرابات عصبية، بالإضافة إلى ذلك فإنه يخفف حدة التوتر لدى الإنسان والتشنجات المصاحبة، كما يخفف آلام الروماتزم، وكذلك الصداع وآلام المعدة والقولون وآلام الحيض. يعد الناردين من الأدوية الآمنة إذا استخدم بالكميات المنصوح فيها وكما هي موجودة في الغذاء، وقد أثبتت هيئة الدواء والغذاء الأميركية الناردين كغذاء، أما من الناحية الدوائية فقد أثبتت التجارب التي أجريت على 12000 مريض استخدموه لمدة 14 يوماً عدم ظهور أو وجود أي أعراض جانبية، أما فيما يتعلق بالاستعمال الطويل فقد أثبتت الدراسات أن بعض مستعمليه يصيبهم شيء مشابه للإدمان أي أنهم لا يستطيعون التوقف عن استعماله. يتعارض مع الأدوية العشبية التي لها تأثير مهدئ حيث إن الناردين أساس عمله كمهدئ، وكذلك إذا استخدم مع أدوية مهدئة فلربما زاد التأثير وبالتالي قد يكون هناك خطورة. يتعارض استعماله مع المنومات والمهدئات والمشروبات الكحولية. الجرعة المعروفة للناردين هي أخذ كوب شاي مرة إلى أربع مرات في اليوم، ويحضر شاي الناردين بأخذ 2- 3 غرامات من الجذمور المسحوق، ووضعها على 150 مل من الماء المغلي، ويترك ما بين 5 - 10 دقائق، ثم يصفى ويشرب، والجرعة القصوى للناردين هي 15 غراماً في اليوم الواحد. أما فيما يتعلق بالحمام المائي لغسل الجسم بالناردين فيخلط 100 غرام من مسحوق الجذمور مع 2 لتر ماء مغلي، ثم يضاف هذا المزيج إلى حوض المغطس المملوء ويجلس فيه الشخص حوالي نصف ساعة، وذلك لقطع العرض ولإضفاء رائحة طيبة للجسم، وكذلك مفيد لمشكلات الرحم عند النساء. هل الناردين آمن الاستعمال؟ نعم الناردين آمن الاستعمال إذا استخدم حسب الجرعات الموصى بها، ولكنه غير آمن إذا استخدم بجرعات عالية ولفترة طويلة وغير آمن للحوامل والمرضعات والأطفال. هل للناردين تأثير عكسي على صحة الجسم أو يسبب الحساسية؟ ليس للناردين تأثير عكسي على صحة الجسم فقد يسبب الصداع، وعدم انتظام ضربات القلب والنوم، ودوخة في الصباح، كما يرخي عضلات الجسم والجرعات الكبيرة تسبب المغص. هل يتعارض الناردين مع الأدوية العشبية أو المكملات الغذائية؟ نعم يتعارض الناردين مع الأدوية العشبية والمكملات الغذائية ذات التأثير المهدئ مثل عود الأبكر والكلانديولا وخشخاش كاليفورنيا وحشية الهر والشطة والكرفس والجنسنج السيبيري، والبانونج الألماني وعشبة الذهب والجوتوكولا والمرمية وحشيشة القديسين والساسافرات والحريق والجزر البري والخس البري وجذور العبب. هل يتعارض الناردين مع الاختبارات المخبرية لبعض الأمراض؟ لا يتعارض الناردين مع الاختبارات المخبرية لبعض الأمراض. هل يتعارض الناردين مع حالات مرضية معينة؟ لا يتعارض الناردين مع حالات مرضية معينة. ما الجرعات الآمنة من الناردين؟ الجرعة الآمنة من الناردين هي كما ذكرت في الاستعمالات، كما يوجد مستحضر مقنن يستعمل منه قرصان قبل النوم ليلاً.
مشاركة :