مصطفى عبد العظيم (دبي) أكد يونوف فريدريك آغا، نائب المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، أنه لا يوجد قضية أكثر إلحاحاً اليوم من ضرورة العمل على تعزيز التعاون الاقتصادي الدولي والانفتاح والنمو الاقتصادي، مشيراً إلى أن التجارة والاستثمار لا يشكلان المحرك الوحيد للنمو العالمي برغم أنهما محركان أساسيان لا غنى عنهما للتنمية، وترسيخ الابتكار، وتوليد فرص العمل، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وأكد آغا في كلمته خلال الجلسة الرئيسة في الملتقى أن إشارات التوترات التجارية المتصاعدة حالياً ليست هي السبب فقط، ولكنها تشكل إحدى عوارض الاقتصاد العالمي الذي توقف بشكل كبير عن الانفتاح والاندماج في السنوات الأخيرة، الأمر الذي حد من فرص النمو المطلوب لتحقيق الازدهار والسلام في العالم. وأوضح أن الصورة مختلفة كانت مختلفة تمامًا قبل عقد من الزمن، خاصة خلال الفترة من 1990 و 2008، عندما كانت العولمة في أوجها وتوسعت التجارة العالمية إلى ما يقرب من ثلاثة أضعاف، أي ضعف وتيرة النمو الاقتصادي، بالتزامن مع نمو الاستثمار الأجنبي المباشر إلى نحو سبعة أضعاف، مشيراً إلى أن التكنولوجيات الجديدة لم تكن هي التي ساعدت في تعزيز هذا التوسع، ولكن نجاح مبادرات التحرر العالمية والإقليمية الرئيسة الجديدة وجولة أوروجواي، وانضمام الصين إلى منظمة التجارة العالمية، وإنشاء السوق الأوروبية الموحدة، وإقامة التجمعات الاقتصادية، مثل، نافتا، ميركوسور، وغيرها الكثير. وأشار نائب رئيس منظمة التجارة العالمية أن النتيجة كانت إيجابية للغاية، حيث أدى التوسع في الاستثمار الأجنبي المباشر إلى زيادة نمو التجارة، وتبادلت الشركات متعددة الجنسيات السلع والخدمات والتقنيات داخل شبكات الإنتاج التي تغطي العالم، في حين أن نمو التجارة أدى بدوره إلى زيادة التوسع في الاستثمار الأجنبي المباشر، مؤكداً أنه ليس من قبيل المصادفة أن تتزامن هذه الفترة غير المسبوقة من العولمة التي تقودها التجارة والاستثمار مع فترة غير مسبوقة من التنمية العالمية، والحد من الفقر والتوسع الاقتصادي. وأوضح آغا أنه منذ الأزمة المالية لعام 2008، وربما في وقت سابق، بدأ العالم يشهدا تباطؤاً في تحرير التجارة مع تزايد وتيرة العودة إلى النزعة الحمائية، الأمر الذي شكل تحدياً أمام التجارة والاستثمار والنمو، لافتاً إلى أنه وفي الوقت نفسه، وكما توضح تقارير الرصد الخاصة بمنظمة التجارة العالمية، فإن الإجراءات التقييدية التجارية للبلدان مستمرة في الارتفاع. ... المزيد
مشاركة :