أحكي اليوم عن تجربة شخصية بدأت عندما طلبت منى إحدى صديقاتى زيارة منطقة الأهرامات لما تسمعه عنها ولتطل بعينيها على أجمل منطقة أثرية بمصر صنفت كعجيبة من عجائب الدنيا لأبدأ بترتيب زيارتها لمنطقة الأهرامات وعند النزول بقدمينا إلى تلك المنطقة إذ بنا نفاجأ بوفد من الباعة الجائلين الذين لا مكان لهم فى تلك المنطقة الأثرية. فيبدأ أحد الأشخاص الذى يرتدى "قبقاب" بمعنى الكلمة ليطرقع بقدميه عند بداية شرحه لنا عن أهمية أن يصطحبنا ويختم لنا التذاكر التى حصلنا عليها وعند الدخول فى مفاوضات كلامية معه قام بتسليط آخر ليحل محله فى رمى نفسه علينا بمعنى الكلمة ليصل الأمر إلى الجرى وراءنا ومحاولة التحدث بلغة يعتقد هو أنها إنجليزية (ده إنجليزى يامرسى ) فتنظر إليه صديقتى باستغراب وتقول لى (ازاى عاملين كده ببلدكم ) لأشعر بالأرض تتزلزل من تحت قدمى لما وصلت إليه تلك المنطقة من سيطرة مجموعة من المرتزقة والباعة الجائلين عليها.لم تنتهِ مفارقات اليوم عند ذلك بل فوجئنا بمجموعة من الفتية عند سماعهم للحوار واكتشافهم أن تلك السائحة ليست مصرية يتفوهون بعبارات (give me one dollar) (وهاتى بوسة يابت ) لتتخذ صديقتى قرارا سريعا بعدها برغبتها فى مغادرة تلك المنطقة التى عشقتها قبل أن تأتى إليها وبعد أن رأتها شعرت بالحسرة على تلك الحضارة الجميلة. ما تحتاجه منطقة الأهرامات هو طرد المرتزقة المتواجدين بها بلا أدنى حق واستبدالهم بشباب وفتيات على قدر من الوعى قادرين على التعامل مع السائحين وجعل زيارتهم لمنطقة الأهرامات ذكرى تحفر فى ذاكرتهم وليست لعنة تطاردهم إما بالسرقة أو التحرش أو المطاردة، فمصر تستحق أن تتوج على عرش العالم بحضارتها وأماكنها السياحية التى لا مثيل لها.