هل حان الوقت للتخلي عن القرعة الموجهة في كأس الأمير؟

  • 4/10/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

دأب اتحاد الكرة على عادة تقضي بإجراء قرعة موجهة في بطولة كأس الأمير، بمنح الأفضلية لأندية المربع في الدرجة الأولى وبعدها الأندية الأعلى في جدول الترتيب على غير المعمول به في معظم دول العالم في مثل هذه البطولات. بداية البطولة ونهايتها بعد نهاية الدوري برمجة يمكن فهم دوافعها والخصوصيات الكامنة وراء هذا الخيار، لكن بالنسبة لمنح امتياز مضاعف للأندية الأولى في جدول الترتيب فهذا أمر تصعب استساغته، والقول هنا بكون الامتياز مضاعفاً نظراً لكون الأندية المعنية لديها امتياز خوض المنافسة على لقب كأس قطر.سكوت باقي الأندية لا يعني دائماً رضاها عن رؤية اتحاد الكرة وتوجهه في تدبير الكأس الغالية، فالكؤوس عادة ما تكون المنافسة فيها مختلفة وتزيد أهميتها بصعود أندية من الهواة، بل أحياناً مغمورة لتصل إلى المباريات النهائية، وليس ذلك فحسب، بل أحياناً كثيرة صعدت منصات التتويج. القرعة الموجهة.. إلى متى؟ ربما يكون الوقت قد حان لإعادة النظر في الطريقة الحالية التي تدار بها القرعة، ولن يكون ذلك مطروحاً للنقاش إلا بطلب مباشر من الأندية باعتبارها هي صاحبة الشأن الأول والأخير، وما دامت لا تطرح هذه الأمور خلال الجمعيات العمومية وتكتفي بطلب الدعم المادي عوضاً عن ذلك، فلن يفكر مجلس إدارة الاتحاد في مراجعة الموضوع سعياً لتطوير المسابقة والرقي بها دون أن تفقد بريقها كإجراء المباريات بنظام الذهاب والإياب في مرحلة من المراحل مثلاً، وغيرها من الصيغ التي يمكن أن ترفع درجة الإثارة والتشويق فيها. جوهر أي منافسة لا يقوم إلا على العدل وأسلوب إدارة الكأس يقوض هذا الأساس بمنحه امتيازاً إضافياً لفرق الصدارة التي تتوفر لها إمكانيات كبيرة لا قبل لباقي الأندية بها، لذلك من الطبيعي أن يفخر عدد من الأندية برصيد تاريخي غير مسبوق من الكؤوس مادامت لا تدخل المنافسة من البداية، فمن الغريب أن يقتصر الفوز باللقب على الفوز في مباراتين فقط إحداهما أو كلاهما قد يكون بالضربات الترجيحية أو ضربات الحظ، فلماذا تحرم باقي الأندية من نصيبها في الحظ كذلك؟ امتياز مضاعف لأندية القمة إذا كان المربع الذهبي يمنح الأندية الأربعة الأولى حق المنافسة على لقب كأس قطر فهذا يكفي نظراً لكون المتوج باللقب يشارك تلقائياً في دوري أبطال آسيا في الموسم الموالي، وعندما تقتصر المنافسة في كأس الأمير على الأندية الأربعة فالأمر يصبح احتكاراً منها للمشاركات الخارجية، في حين أن فسح المجال أمام أندية أخرى يمكن أن يرفع مستوى المنافسة بأكثر من طريقة. ليست الأندية الكبيرة وحدها القادرة على تمثيل مشرف للكرة القطرية على الواجهة الآسيوية، فما حققه أم صلال سنة 2009 ما زال عالقاً في الأذهان، حينما تمكن من بلوغ نصف النهائي على حساب اثنين من أعتى الأندية الكورية الجنوبية آنذاك، كما تخطى نادي الهلال السعودي في وقت لم يكن أحد يرشحه لعبور دور المجموعات. الامتياز الممنوح لأندية القمة مبالغ فيه على أكثر من واجهة، فالمبالغ المالية المرصودة لها تكون أعلى من بقية الأندية حسب الترتيب النهائي للدوري، كما يقتصر التنافس عليها فقط للفوز بكأس قطر، وفوق ذلك تحصل على حق تمثيل الكرة القطرية خارجياً وهو إبعاد لبقية الفرق وإضعاف لها وفي ذلك إضعاف للدوري برمته. حلاوة الكؤوس في مفاجآتها توجيه القرعة إقرار، قد يكون ضمنياً، بالرغبة في وصول اثنين من أندية القمة للمباراة النهائية وهذا فيه غبن لباقي الأندية التي لا ينبغي لها أن تتخلى عن حقها في قرعة عادلة مساوية بين الجميع، فمباريات الكؤوس لا تكتمل إلا بالمفاجآت كما حدث سنة 2008 عندما تفوق أم صلال على الغرافة صاحب الصولات حينها. قد يكون الحضور الجماهيري في المباريات خصوصاً النهائية هاجساً بالنسبة لاتحاد الكرة لذلك يختار الحل الأسهل، لكن التجربة تفيد أن مباراة النهائي تكون عرساً يشهده الجميع، بل إن الكثير ممن يؤثثون المشهد في ملعب خليفة الدولي ليسوا من محبي أحد طرفي المباراة، فالمناسبة تكون فرصة للاحتفال بختام الموسم بغض النظر عن هوية الفريقين المتأهلين للمباراة النهائية. استثناء يؤكد القاعدة إذا كانت التجربة قد خانت مرة السيلية في تحقيق الكأس عندما خسر النهائي لصالح السد، فإن أم صلال نجح في الرهان سنة 2008 رغم خسارته عندما تأهل للنهائي مرة ثانية سنة 2010 أمام الريان، وتواجد فريقين بإمكانيات محدودة دليل على كون الأندية المتواضعة يمكن أن تتوفر لها شروط التأهل ولو مرة كل حين، حتى بدون محترفين متميزين اعتباراً لكون السر في تألق الفرق يكون في تلاحم المجموعة وانسجام مكوناتها واستقرار إدارتها ونجاح جهازها الفني في تدبير مبارياتها. شكل أم صلال والسيلية الاستثناء في المناسبات التي وصلا فيها للمباراة النهائية، لكنه استثناء يؤكد القاعدة، والقاعدة عند اتحاد الكرة تقضي بمنح امتياز غير مبرر لأندية الصدارة، في الوقت الذي تقتضي فيه قواعد المنافسة العدل بين الجميع، فليس من الضروري أن تكون أندية المربع حاضرة في ربع النهائي كل سنة، إذ يتعين عليها أن تدخل المنافسة في مرحلة أبكر لكي تدافع على حظوظها وإن اقتضى الأمر أن تصطدم بنظيراتها.;

مشاركة :