تترقب الأوساط الدبلوماسية والإعلامية العالمية اليوم، اللقاء الذي سيجمع حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في قمة هي الثانية من نوعها بين الزعيمين، يرتقب أن تتطرق إلى العلاقات وتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، والوضع في المنطقة والعالم.على الرغم من تأجيل قمة كامب ديفيد، التي كانت مرتقبة بين الرئيس الأميركي وقادة دول مجلس التعاون الخليجي، وراهن عليها كثيرون لتكون محطة فاصلة لإحراز تقدم في حل الأزمة الخليجية، إلا أن ملف الأزمة سيلقي- لا محالة- بظلاله على نقاشات قائدي البلدين، في ظل حديث مسؤولين أميركيين عن إصرار الرئيس ترمب على إيجاد حل للأزمة الخليجية قبل شهر مايو المقبل. وتأتي القمة بين قائدي البلدين، في اليوم الثالث من الزيارة الرسمية التي تقود صاحب السمو إلى الولايات المتحدة، بعد لقائه نخبة أصحاب القرار الأميركيين، بدءاً بزيارة مقر القيادة المركزية الأميركية بمدينة تامبا في ولاية فلوريدا، حيث التقى صاحب السمو قياداتها، مروراً بمحادثاته مع عمدة مدينة ميامي وعدد من المسؤولين الأميركيين حول تعزيز العلاقات القطرية الأميركية في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، وصولاً إلى لقاء صاحب السمو مع وزير الدفاع الأميركي جون ماتيس، ولقاءات أخرى مع عدد من الوزراء وأعضاء من الكونغرس الأميركي وكبار المسؤولين. ويعدّ لقاء الزعيمين الثاني من نوعه، بعد اجتماعهما في نيويورك يوم 19 سبتمبر 2017، حيث بحثا مجمل القضايا الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الأزمة الخليجية والجهود المبذولة لحلها بالحوار وعبر الطرق الدبلوماسية. وكان صاحب السّمو والرئيس الأميركي قد استبقا لقاءهما بسلسلة اتصالات وتصريحات، أكدت تمسك قطر والولايات المتحدة بعلاقاتهما الاستراتيجية، وعزمهما الارتقاء بها نحو الأفضل خلال السنوات المقبلة. وأجرى الرئيس دونالد ترمب اتصالاً هاتفياً، فبراير الماضي، مع حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، استعرضا خلاله العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الصديقين، وسبل توطيدها بما يخدم مصالحهما المشتركة. تقدير أميركي لدور قطر في مكافحة الإرهاب استبقت السفارة الأميركية بالدوحة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الولايات المتحدة الأميركية، بالتأكيد على أن الرئيس دونالد ترمب يتطلع خلال مباحثاته مع صاحب السمو إلى بحث سبل تعزيز الروابط بين الولايات المتحدة وقطر، والدفع بالأولويات الأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين. وذكرت السفارة أن «الرئيس دونالد ترمب تحدّث في الثالث من أبريل الحالي مع صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وشكره على التزام قطر المستمر بمكافحة تمويل الإرهاب والتطرف. كما ناقش الزعيمان سلوك إيران المتهور بشكل متزايد في المنطقة، والتهديد الذي تشكّله على الاستقرار الإقليمي». ونوّهت السفارة إلى أن الزعيمين ناقشا العقبات التي تحول دون إعادة الوحدة في مجلس التعاون الخليجي. وقد شكر الرئيس ترمب صاحب السمو على التزامه بالمساعدة في استعادة وحدة دول مجلس التعاون الخليجي، وأكد أنه من الضروري إنهاء النزاع الخليجي. وخلص بيان السفارة إلى تأكيد توافق الزعيمين على «أهمية الوحدة الإقليمية للتصدي للتهديدات الأمنية، ولضمان ازدهار شعوب المنطقة». زيارة بأبعاد اقتصادية وعسكرية وأمنية وثقافية يُرتقب أن يتوّج لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب، بداية محطة جديدة على طريق التعاون الاستراتيجي المتميز بين الدولتين، وتعزيز الروابط بينهما وفق رؤية مشتركة تخدم مصالحهما الثنائية، وتساهم في تحقيق الاستقرار والأمن الإقليمي والسلام العالمي. وعلى الرغم من أن مجالات التعاون بين الجانبين القطري والأميركي تغطي العديد من القطاعات الاقتصادية والعسكرية والأمنية والثقافية وغيرها، فإن زيارة صاحب السمو ولقاءه مع الرئيس ترمب وقادة صنّاع القرار الأميركيين تُعتبر فرصة مناسبة لاستعراض ما تم إنجازه وما تحقق خلال الفترة الماضية، وما يتطلع إليه المسؤولون في البلدين من فتح آفاق جديدة للتعاون والمشاركات الاستراتيجية بين الدولتين، وبما يوفر المزيد من الفرص المثمرة والمنافع المشتركة لهما، خصوصاً في المجال الاقتصادي وقطاع الاستثمار والجانب العسكري. وتشهد العلاقات القطرية - الأميركية طفرة نوعية، لا سيما منذ بداية الحصار المفروض على قطر في الخامس من يونيو الماضي؛ حيث أكد الرئيس ترمب أكثر من مرة أهمية الحليف القطري في مواجهة الإرهاب، موازاة مع تصريحات مسؤولين أميركيين حول تمسكهم بالتعاون العسكري والأمني مع قطر، ونفيهم مراراً أية نية لدى واشنطن لنقل قيادتها المركزية من قاعدة العديد. كما وقّع البلدان اتفاقية مشتركة لمكافحة الإرهاب. الدوحة شريك عسكري لا غنى عنه لواشنطن على الصعيد الأمني والعسكري، أثبتت قطر أنها شريك استراتيجي لا غنى عنه بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية. وفي مواجهة محاولات دول الحصار إقناع البيت الأبيض بتحويل قيادة القوات المركزية الأميركية من قاعدة العديد بالدوحة، كانت الردود الأميركية «صاعقة» لتلك الدول؛ حيث أكدت تداول العديد من المسؤولين الأميركيين تأكيد تمسّكهم بالشراكة الدفاعية والأمنية مع قطر، بل واستعدادهم لتوسعة قاعدة العديد، مؤكدين دورها المحوري والاستراتيجي في مكافحة الإرهاب. وفي هذا السياق، جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأميركية بمقر القيادة في قاعدة ماكديل الجوية. وخلال اللقاء، أكد قائد القيادة المركزية تقديره لدور دولة قطر المحوري ومشاركتها الفعّالة في مكافحة الإرهاب، والعمل على استقرار الأمن في المنطقة من خلال قاعدة العديد الجوية، ومن خلال تعاونها المشترك مع الولايات المتحدة الأميركية في هذا الإطار. من جانبه، أكد صاحب السمو أن التعاون الاستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة الأميركية قوي ومستمر في هذا المجال، بالإضافة إلى العديد من المجالات الأخرى التي تحكمها المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الصديقين، موضحاً أن تعميق التعاون الاستراتيجي الثنائي عسكرياً وأمنياً ضروري من أجل مكافحة الإرهاب ولتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. وإلى جانب المناورات العسكرية المشتركة، وقّع البلدان في يونيو 2017 اتفاقية عسكرية تقضي بشراء طائرات مقاتلة من طراز «أف 15»، بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار. وكان سعادة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون الدفاع الدكتور خالد بن محمد العطية، أكد استعداد قطر لتوسيع قاعدة العديد العسكرية، واحتضان الأسطول الجوي الأميركي، وهو العرض الذي رحّبت به الولايات المتحدة. حوار استراتيجي.. الأول من نوعه لواشنطن مع دولة عربية كانت حكومتا الدولتين قد عقدتا الحوار الاستراتيجي الأول بينهما في العاصمة الأميركية واشنطن بتاريخ 30 يناير الماضي، وتوّج بزيادة التوافق والتلاقي في الرؤى الاستراتيجية بين البلدين، وأكد مجدداً على الحاجة لبقائهما حليفين وصديقين مقربين. كما شكّل بداية شراكة استراتيجية بين قطر والولايات المتحدة، وتوّج بتوقيع مذكرات تفاهم واتفاقيات تعاون أمني ارتقت بالعلاقات إلى آفاق رحبة تشمل مختلف المجالات بشكل غير مسبوق. وفي إطار الحوار الاستراتيجي، أصدرت حكومتا البلدين إعلاناً مشتركاً حول التعاون الأمني، أكدتا فيه التزامهما المشترك بتعزيز السلام والاستقرار ومكافحة ويلات الإرهاب. وأعربت الولايات المتحدة الأميركية عن استعدادها للعمل بصورة مشتركة مع دولة قطر بما يتسق وأحكام ميثاق الأمم المتحدة؛ لردع ومجابهة التهديدات الخارجية لوحدة الأراضي القطرية. وأكدت الدوحة وواشنطن تمسكهما بالشراكة الاستراتيجية، الأولى من نوعها للولايات المتحدة مع دولة عربية، تشمل السياسة والاقتصاد والاستثمار والتعاون الأمني والعسكري والدفاعي، وأنهما تخططان لتوثيق العلاقات العسكرية في إطار رؤية سنة 2040، وتشمل استضافة البحرية الأميركية، وتعزيز قاعدة «العديد» لتصبح قاعدة استراتيجية في المنطقة. كما اتفق البلدان، خلال الحوار الاستراتيجي، على ضرورة الحل الفوري للأزمة الخليجية بشكل يحترم سيادة دولة قطر. وعبّرت الحكومتان عن قلقهما بشأن التأثيرات الأمنية، والاقتصادية، والإنسانية الضارة للأزمة، كما أعربتا عن القلق كذلك بشأن السلام والاستقرار في الخليج وبشأن الالتزام بالقانون الدولي. وعلى الصعيد الاقتصادي، تُعدّ الولايات المتحدة سادس أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين ما يقارب 6 مليارات دولار في عام 2016، إلى جانب وجود أكثر من 120 شركة أميركية تعمل في البلاد، وخصوصا في مجالات الطاقة. كما أعلنت قطر عن خطة لاستثمار 45 مليار دولار في الولايات المتحدة، وفي يونيو 2017 تم التوقيع على اتفاقية عسكرية تقضي بشراء طائرات مقاتلة من طراز «أف15»، بتكلفة مبدئية تبلغ 12 مليار دولار. قطر تنال ثقة الكبار.. رغم أنف دول الحصار تعكس زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، إلى الولايات المتحدة الأميركية، ولقاؤه الرئيس دونالد ترمب، المكانة التي تحظى بها دولة قطر بين قادة العالم. ولم يكن خافياً أن دول الحصار راهنت منذ اليوم الأول من الأزمة الخليجية على عزل قطر دولياً، ومحاولة شيطنتها، وصولاً إلى محاولات عبثية بطرح قيادة بديلة! لكن تلك المحاولات لم تقنع أياً من دول العالم، بقدر ما نجحت قطر بقيادة حضرة صاحب السمو في إقناع العالم بحجتها. جاءت الزيارات المكوكية لحضرة صاحب السمو إلى دول من ثلاث قارات، ولقاءاته مع قادة العالم في الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا، وأميركا اللاتينية، وصولا إلى دول إفريقيا؛ لتعكس نجاح دبلوماسية الإقناع والحوار في مواجهة «دبلوماسية متهورة»، عمدت طوال 10 أشهر كاملة -ولا تزال- إلى محاولة تشويه صورة قطر بكل السبل، باستعمال سلاح المال والإكراهات الاقتصادية والمادية، دون أن تنال مبتغاها.. بل إن بعض الدول التي خضعت في بداية المطاف لابتزازات دول الحصار، سرعان ما استعادت بوصلتها وقررت إعادة تطبيع علاقاتها مع قطر، في صورة تشاد، ودول أخرى في الطريق نحو إعادة تطبيع علاقاتها مع قطر. دبلوماسية الإقناع تهزم خطاب الابتزاز والاستفزاز زيارة حضرة صاحب السمو إلى الولايات المتحدة الأميركية تأتي في وقت نجحت فيه قطر في التصدي للحصار الجائر المفروض عليها منذ أكثر من 300 يوم. وخلافاً لمراهنات دول الحصار بإخضاعها لإملاءاتها ومطالبها الاستفزازية، نجحت قطر في تحقيق أكثر من مكسب دبلوماسي، بدءاً من تجاوزها الحصار الاقتصادي، مروراً بإيجاد بدائل اقتصادية في زمن قياسي، أفشلت محاولة دول الحصار فرض الخناق على الدوحة، ووصولاً إلى نجاح الدبلوماسية القطرية في استقطاب إجماع دولي لافت من حولها، فلم تنجح دول الحصار في إقناع أية دولة في العالم بمنطقها الاستفزازي، بقدر ما نالت قطر تقدير العالم على دبلوماسيتها الراقية والحكيمة في مواجهة مطالب استفزازية لدول الحصار، التي عجزت عن تقديم أدلة مقنعة لمحاولاتها اليائسة إلصاق تهمة دعم وتمويل الإرهاب ضد قطر. وفي كل مرة، كانت دول دول الحصار تعزف أسطوانتها المشروخة بدعم قطر للإرهاب، كانت الردود تأتي سريعة من كبار المسؤولين في الولايات المتحدة، مؤكدة على دور قطر في مكافحة الإرهاب، قبل أن توقّع قطر اتفاقية ثنائية مع الولايات المتحدة لمكافحة الإرهاب، لم تجرؤ دول الحصار على توقيع مثيلة لها! الولايات المتحدة.. الشريك التجاري السادس للدولة تعد الولايات المتحدة سادس أكبر شريك تجاري لدولة قطر، وقد بلغ حجم التبادل التجاري بين الدولتين ما يقارب 6 مليارات دولار في عام 2016، إلى جانب وجود أكثر من 120 شركة أميركية تعمل في البلاد، خصوصاً في مجالات الطاقة. كما أعلنت قطر عن خطة لاستثمار 45 مليار دولار في الولايات المتحدة، كما أن الميزان التجاري الثنائي حقق فائضاً لصالح الولايات المتحدة الأميركية بقيمة 4 مليارات دولار في عام 2017. وخلال السنوات الخمس الأخيرة، بلغ حجم تجارة السلع بين البلدين نحو 24 مليار دولار، في حين بلغ عدد الشركات الأميركية العاملة في دولة قطر حالياً نحو 650 شركة، منها حوالي 117 شركة مملوكة بالكامل، وبنسبة 100 % للجانب الأميركي، بالإضافة إلى ما يقارب 55 شركة أميركية تعمل تحت مظلة مركز قطر للمال.;
مشاركة :