النظام الوطني للمقترحات والشكاوى «تواصل»..

  • 4/10/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

الدول تدفع الملايين لما يسمى في علم التسويق «صناعة السمعة»، وأحيانا تضطر مجبرة إلى دفع المليارات لتحسين وتجميل وترميم تلك السمعة عند حدوث بعض الأزمات. هناك دول ومسؤولون بارعون في اقتناص الفرص لصناعة تلك السمعة أو تجميلها ولو كانت من مواقف وأحداث سلبية، والعكس صحيح؛ فهناك مسؤولون بارعون في تدمير سمعة الدولة بقرارات وتصرفات غير محسوبة وغير مسؤولة. الدول التي تدير إعلام اللقطة والصورة باحتراف، لا تسمح لأي مسؤول بالاجتهاد فيما يتعلق بصناعة السمعة. ما أعنيه هنا هو وحدة الرسالة الإعلامية، ووحدة الخطاب الإعلامي الناجح الذي بإمكانه أن يحافظ على سمعة الوطن مثل الشرف! حالات كثيرة تخرج على وسائل الإعلام، منها طلب علاج أو احتياجات مادية أو سكنية إنسانية طارئة، نشاهد مبادرة رئيس الوزراء بمتابعتها شخصيا حتى تعالج. أمس الأول، وعلى هامش سباق الفورمولا، تسنت لي الفرصة للالتقاء بعدد من الطاقات الشابة الراقية بمكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء. تابعنا ما يقومون به من دور كحلقة وصل مثابرة بين مشاريع الوزارات والجهات المختلفة، لضمان تدفقها في المسار الصحيح، مع علاج أي ثغرات أو مشاكل قد تطرأ عليها. كان من المُفْرِح تواجد الدكتور زكريا الخاجة نائب الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية. كان ماتعا جدا، حديثه عن مشروع «تواصل»، وهو النظام الوطني للمقترحات والشكاوى. في هذا النظام، يكفيك أن تحمّل التطبيق، وما عليك إلا أن تُمارس دورك الوطني في الاهتمام بالوطن بكافة مرافقه ومشروعاته. وإذا صادفتك أي مشكلة، بإمكانك أن تقوم بعرضها حالا من خلال التطبيق، مكتوبة أو حتى مصورة. خلال فترة وجيزة، سيصلك إشعار برقم الشكوى، والسبب هو أنها ستدخل ضمن نظام إلكتروني، يُتابع مباشرة من قبل مكتب النائب الأول، وإذا لم تعالج تصل إلى مجلس الوزراء، وقد يحاسب ويعاتب الوزير بسبب إهماله أو تجاهله لتلك المشكلة، وكل ذلك وفقا لحجم وأثر الشكوى طبعا. ذلك النظام انطلق في 2014، وتعامل بنجاح حتى عام 2017 مع أكثر من 36 ألف طلب ومقترح وشكوى. في عام 2014 كان التزام الجهات الرسمية بالرد في حدود 49%. أما اليوم ومع ازدياد الوعي المجتمعي، ومع ارتفاع الجدية الحكومية في المتابعة، وصلت نسبة الالتزام إلى 94%، وهو شيء مُبهج جدا، مع ضرورة تقييم دقة وجدية «الالتزام» فيما سبق. العديد من الزملاء الذين كانوا موجودين في النقاش وأنا منهم، لُمنا الجهات الموجودة في عدم التعريف بذلك الإنجاز، الذي في ظني يتفوق كثيرا على علاج مشكلة مواطن واحد في حالة استثنائية. الفرق فيما سبق هو ما تحدثنا عنه بالأمس، إنها فن صناعة السمعة، والاحتراف في تنظيم الحملات الدعائية الحقيقية وليست الفارغة. الجميع ينتقد وزارات ومؤسسات ومسؤولين امتهنوا «الشو الإعلامي»، الذي لو بحثت عن حقيقة الإنجاز فيه، تجده غير مطابق لمستوى التطبيل والبهرجة المُعلنة حوله. بينما هنا لدينا كمّ من الإنجاز وقصص النجاح الممتلئة، والتي عالجت الكثير من المشاكل، ولكن بصمت وهدوء ومن دون ضجيج. برودكاست: في العديد من المؤسسات، تجد من يقف حجر عثرة أمام علاج هموم الناس وحل مشاكلهم، وهم الطبقة التي تحول بين المسؤول وبين المواطن ومشاكله. هناك فئات من الطبقة الوسطى من المسؤولين، يحولون بين أي تغيير حتى لا تتضرر مصالحهم ومنافعهم. تجدهم يتحايلون ويظلمون باسم المسؤول، وقد تصل الحالات إلى فساد ضخم يتم تغطيته، حتى ينفجر في وجه ذلك المسؤول مرة واحدة. السبب ليس أولئك وحدهم، فالمسؤول مؤتمن، ولا يمكن إعطاء الثقة العمياء من دون أي متابعة. طبعا هذا لا يعني خلو الوضع من مسؤولين يتحملون شخصيا مظالم وفسادا وتجاوزات وهدرا له أول وليس له آخر، وهذا له تصريف آخر، يجب الالتفات إليه بجدية!

مشاركة :