الـمملكة تعيد بغداد إلى الحضن العربي

  • 4/10/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

اعتبر عدد من النخب العراقية أن لقاءهم مع سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بغداد عبدالعزيز الشمري متميز وشفاف وفرصة لتعزيز العلاقات العراقية السعودية، مؤكدين بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظهم الله- أصحاب دور كبير لعودة العلاقات بين البلدين بعد أن انقطعت لأكثر من 28 عاماً. وقال رئيس مركز بغداد للدراسات الاستراتيجية مناف الموسوي لـ"الرياض": "النخب العراقية تشرفت ولأول مرة في فتح لقاء مع سفير المملكة في بغداد، حيث يعتبر فرصة لتعزيز العلاقات العراقية - السعودية". وأكد أن العراق والمملكة بلد واحد من النواحي الاجتماعية والتاريخية والتصاهر والترابط العشائري بين البلدين، وأضاف بأن ما أكده سفير المملكة لدى بغداد يفتح آفاقاً كبيرة للعلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين، وعودة العلاقات العراقية السعودية ستكون مفتاح لعودة العلاقات العراقية - الخليجية، والعراقية - العربية، وهي بوابة لإعادة العراق إلى حاضنته العربية، وأشار إلى أنه طرح فكرة انشاء "الملتقى العراقي السعودي للمفكرين". وأكد الباحث الأكاديمي د.مزهر الخفاجي، أن على النخب دور كبير في زيادة التقارب بين البلدين وهو من المهمات الحالية لتتطور العلاقات بشكل أسرع. وذكرت خبيرة الاقتصاد د.سلام سميسم، أن العراقيين عندما يخرجون إلى الخارج يكون أصدقاؤهم المفضلين سعوديين، فأولادي المقيمين في الخارج لغرض الدراسة أصدقاؤهم المقربين سعوديين، وأكدت بأنها سعيدة لتجربتها مع النخب السعودية لوجود علاقة بينها وبين النخب السعودية منذ مؤتمر أوبك في الرياض 2007 لأنني دُعيت خارج الوفد العراقي إذ كنت ضمن قادة الرأي،علماً بأني كنت في السعودية خلال عام 2007 في أوج الصراع المحتدم بالعراق إلا أنني وجدتهم أكثر من الأهل، وأضافت، أتمنى من التقارب العراقي السعودي في مجال الاقتصاد استنساخ تجربة شركة أرامكو في العراق، حيث أنها اطلعت أثناء زيارتها ميدانياً على عمل المنشآت في المملكة، وعندما عدت إلى العراق أكدت على استنساخ هذه التجربة، هنالك وحدة أبحاث متطورة جداً في أرامكو، فهي شركة نفطية تحتوي على وحدة أبحاث علمية اقتصادية متطورة، وقالت: "أتوقع أن يكون العراق أول المستفيدين من إعادة العلاقات العراقية - السعودية كون العراق سوق واعد، وتعد المنتجات السعودية أفضل من المنتوجات الأخرى العربية ومنتجات دول الجوار، وخاصة بأن المنتج السعودي في العراق حظي بالثقة، مما يمهد له الطريق حتى يدخل إلى المواطن العراقي، ومن الممكن أن تكون الشركات السعودية داخل العراق من خلال الوكالات، ويجب أن تكون لها وكالات إلى مستثمرين عراقيين داخل العراق، سيما في محافظات الوسط والجنوب وذلك لتوفير للسوق المواد الأولية، مبينة بأن أكبر قطبين في أوبك العراق والمملكة، وعندما توافق العراق والمملكة على تخفيض حجم الانتاج ارتفعت الأسعار". وأضاف مستشار المعهد العراقي الأوروبي لمكافحة الإرهاب د.عماد علو بأن هناك أربع نقاط مهمة لتعزيز العلاقات، "التعاون الأمني والاستخباري فيما بين العراق والسعودية، الإرادة السياسية التي نراها متمثلة بالقيادتين العراقية والسعودية لتقريب وجهات النظر وتعزيز العلاقات الثنائية، التعاون القنصلي فكلما كان التعاون القنصلي سهلاً ويسيراً نرى أن الشعب سيرتاح لهذا الانفتاح والتوجه إلى تعزيز هذه العلاقات، وأخيراً التعاون الاقتصادي والاستثماري، والتعاون في مجال إعادة الإعمار والبناء". من جانبه أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بغداد عبدالعزيز الشمري أن دورنا في المرحلة القادمة أن نقوي العراق، انقطعنا 30 سنة ونحتاج إلى أن نؤسس علاقة استراتيجية مع إخواننا العراقيين على مختلف المستويات الاقتصادية الأمنية التجارية وغيرها، وأضاف، نحن قادمون بخطوات عملية، فالمملكة تخطط لخلق مشاريع استراتيجية كبرى لخدمة الشعب العراقي، وقد قامت المملكة بدعوه المسؤولين العراقيين للاطلاع على المنشآت والمدن الصناعية الكبرى وفي كل المجالات للاستفادة من الخبرات والتجارب الصناعية السعودية ومنح العراق آخر ما توصلت إليه المملكة من تقنيه، وهدفنا الحقيقي أن يعود العراق ويستعيد عافيته ويكون أقوى، وقال: "شركة سابك ستدخل في مفاوضات لتبدأ بمشاريع استثمارية في العراق، وكذلك شركة سالك الزراعية تدخل في مفاوضات للاستثمار بمحافظتي الأنبار والمثنى، من خلال إنشاء مشاريع زراعية عملاقة ستوفر على الأقل حوالي 30 ألف فرصة عمل للمواطنين العراقيين وسيكون فيها جزء من التصنيع المحلي والباقي للتصدير، وأضاف، المواطن العراقي في السابق كان يصل إلى المدينة المنورة في 12 ساعة والآن بعد وصول طائرات الخطوط السعودية بظرف ساعة ونصف والمعتمرين العراقيين في المدينة المنورة، وقد تم تنفيذ 11 رحلة يومية جوية من العراق إلى المملكة خلال الأشهر الماضية، كما أن افتتاح منفذ الجميمة من شمال المملكة عن طريق رفحاء ليرتبط مع جنوب العراق، وسيكون بمثابة طريق الحرير بالنسبة للعراق، لأن جميع حجاج آسيا سيسلكون هذا الطريق مستقبلاً، فمنفذ الجميمة إلى المدينة المنورة مع وجود الطرق السريعة ستستغرق خمس ساعات، وكذلك يوجد تخطيط لربط العراق بالبحر الأحمر عبر سكة حديد متطورة وطرق سريعة، وأردف بأن منفذ جديدة عرعر منفذ قديم لكن غير مؤهل من الجانب العراقي، وقد أمرت القيادة السعودية بتأهيل المنفذ بما يليق بالعراق، فالمملكة قريبة وحريصة على العراق وشعبه الكريم، وحتى خلال فترة جمود العلاقات بين العراق والمملكة عندما طلب العراق مساعدة مالية، قدمت السعودية 500 مليون دولار، ولم تشترط بأن تذهب هذه الأموال إلى شريحة معينة، وبعد متابعة أين صرفت الأموال وجدنا أن أغلبها صرفت في التنمية الزراعية وتربية الحيوانات لمحافظات الوسط والجنوب وجزء من إقليم كردستان، وشدد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى بغداد بأن المملكة لم ولن تبخل على العراق، قد نلام خلال فترة الانقطاع مع الإخوان العراقيين، والعتب العراقي ينبع من الحب، فلولا الحب العراقي لم نسمع الملامة، والتجربة السابقة درس للجميع وبإذن الله القادم أفضل، ودورنا أن نعمل للأجيال القادمة، هنالك 20 مليون شاب عراقي بحاجة إلى عمل جيد وسكن وزواج، فنحن نعمل على دعم المجتمع العراقي بكل أطيافه في المرحلة القادمة".

مشاركة :