الفلسطينيون في مأزق سياسي وداخلي دون أفق

  • 4/10/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

ليس ثمة ما يشير إلى أن حركة (حماس) أو الحكومة الإسرائيلية ترغبان بتدهور الأمور في قطاع غزة إلى حرب شاملة، ولكن تطورات الأوضاع خلال الأسبوعين الماضيين تشير إلى أن الأمور قد تنزلق إلى ما لا يريده كليهما. ‫وبالنسبة للسلطة الفلسطينية فإن هذه التطورات تؤكد على ما قالته دوما بأن لا سبيل سوى إيجاد حل سياسي يفضي إلى تطبيق حل الدولتين، بما يشمل قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 إلى جانب دولة إسرائيل. ‫ولكن هكذا حل يبدو بعيدا على الأقل في المرحلة الحالية، فإسرائيل تسيطر عليها حكومة يمينية لا ترى مكانا لهكذا دولة، بل وعلى العكس تدفع باتجاه ضم المزيد من أراضي الضفة الغربية باعتبارها «أرض إسرائيل» أو «أرض الأجداد» بل وأحيانا «أرض الميعاد». ‫ حل الدولتين إن كان المجتمع الدولي يرى في حل الدولتين الحل الوحيد الممكن حاليا فإنه وللمرة الأولى منذ عقود ترك سيد البيت الأبيض هذا الأمر للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فالرئيس الأميركي دونالد ترمب لا يتبنى صراحة حل الدولتين ولا يكشف عن مكونات خطة للسلام يقول منذ أشهر طويلة إن طاقمه للسلام يعكف على بلورتها. ‫وإزاء هذا الفراغ السياسي فإن كل الاحتمالات تبدو مفتوحة على مصراعيها، فمن ناحية فإن الفلسطينيين في الضفة الغربية يشتكون من تصاعد الاستيطان على نحو غير مسبوق والفلسطينيون في قطاع غزة يشتكون من السجن الكبير الذي يعيشون فيه وقد طال أمده. ‫اختلاف الفلسطينيين بين هذا وذاك فإن الفلسطينيين أنفسهم ما زالوا يختلفون فيما بينهم على سلطة يقولون إنها باتت بلا سلطة، ومع ذلك تواصل جمهورية مصر العربية جهودها الحثيثة والمضنية للجمع ما بين الفرقاء على أمل إعادة توحيد الضفة الغربية وقطاع غزة، تحت سلطة واحدة للمرة الأولى منذ أواسط العام 2007، حينما سيطرت (حماس) على قطاع غزة. ‫وكانت المخاوف من تجدد الصراع العسكري في قطاع غزة قد بدأت تلوح بالأفق منذ أشهر عديدة مع تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، والناتجة أساسا من نقص الكهرباء والمياه، ولكن أيضا الضيق الاقتصادي المتفاقم في ظل حصار إسرائيلي مشدد زاد عمره عن 11 عاما. وسيجتمع المجلس الوطني الفلسطيني يوم العشرين من الشهر الجاري في رام الله بغياب حماس والجهاد الإسلامي، اللتين تضعان الشروط للمشاركة في جلساته. وينتخب المجلس لجنة تنفيذية جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية. ورجح مسؤولون لـ«الوطن»، أن يطال التغيير 8 أعضاء على الأقل من أعضاء اللجنة البالغ عدد أعضائها 18 قياديا.

مشاركة :