المجس الفضائي «فيلة» يكتشف جزيئات عضوية على مذنب «67 بي»

  • 11/22/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن: «الشرق الأوسط» قال علماء ألمان إن المجس الأوروبي «فيلة» قد «اشتم» جزيئات عضوية تحتوي على عنصر الكربون الذي يمثل أساس الحياة على الأرض قبل أن تنفد بطاريته الأساسية ويتوقف عمله على المذنب الذي هبط عليه. وأضافوا أنه لم يتضح بعد ما إن كانت الجزيئات تضم المركبات المعقدة التي تشكل البروتينات. ويتمثل أحد أهداف المهمة في اكتشاف ما إن كانت المذنبات جلبت إلى الأرض مركبات أساسها الكربون، ومن خلالها جاءت الحياة في نهاية الأمر. وقد احتفظت المذنبات، التي ترجع نشأتها إلى زمن تكون نظامنا الشمسي، بجزيئات عضوية قديمة كأنها كبسولة زمنية، وقال مركز الفضاء الألماني «دي إل آر إن»، إن «جهاز (كوساك) لتحليل الغاز على متن (فيلة) استطاع أن (يشتم) الغلاف الجوي، ويكتشف أول جزيئات عضوية بعد هبوطه. وحفر المجس أيضا في سطح المذنب ضمن بحثه عن جزيئات عضوية رغم أنه لم يتضح بعد ما إن كان (فيلة) استطاع توصيل عينة من تربة المذنب إلى (كوساك) لتحليلها». كما استخدمت أداة «موبوس» العلمية على متن المجس الفضائي، التي تختص بقياس الكثافة والخصائص الحرارية والميكانيكية لسطح المذنب، وأظهرت نتائجها أن سطح المذنب ليس لينا بالدرجة التي كان يعتقد بها من قبل. وتفترض أولى النتائج من «موبوس» وجود طبقة من التراب بسمك 10 إلى 20 سنتمترا يوجد تحتها طبقة صلبة جدا من الجليد والماء، وقد تصلب الجليد في درجات حرارة متدنية جدا مماثلة لدرجات الحرارة خارج المجموعة الشمسية. وتفترض النتائج أن صلابة الطبقة الجليدية تماثل صلابة الأحجار الرملية، وفقا لما ذكرته «بي بي سي» نقلا عن البروفسور مارك ماكوغرين، المستشار العلمي لـ«وكالة الفضاء الأوروبية». من جهتها نقلت وكالة «رويترز» عن تيلمان سبون، رئيس فريق «موبوس» في مركز الفضاء الألماني «دي إل آر أن»، أن «من الممكن استخدام (موبوس) مجددا إذا وصل ضوء كاف من الشمس لإعادة شحن بطاريات (فيلة)، وهو ما يأمل العلماء في إمكانية حدوثه مع اقتراب المذنب من الشمس». ولم يحدد العلماء الأوروبيون بعد نوع المركبات العضوية التي اكتشفها المجس الفضائي، ووفقا لأساسيات الكيمياء، فإن المركب العضوي يمتلك عددا أكثر من ذرات الكربون، وإن كانت الحياة تبنى على المركبات العضوية، فإن وجود مركبات عضوية ما لا يعني وجود حياة. وغاز الميثان، والميثانول مثلا هما مركبان عضويان، وكلاهما يمكن إنتاجه بمعادلات كيميائية لا تحتاج إلى وجود الحياة. ويعرف العلماء أن الميثان والميثانول - اللذين لا يعتبران مهمين عند البحث عن أصل الحياة على الأرض - موجودان على سطح المذنب. وتجدر الإشارة إلى أن سفينة «روزيتا» الفضائية قد اكتشفت قبل أشهر مركبات عضوية على المذنب. وكان المجس الفضائي «فيلة» هبط على المذنب «67 بي» - تشوريوموف - جراسيمنكو، بعد رحلة استغرقت 10 سنوات في الفضاء على متن سفينة الفضاء «روزيتا» في مهمة لكشف تفاصيل عن كيفية تطور الكواكب، وربما كيفية تطور الحياة. ومع نفاد بطاريته اختتم مهمته البالغة 57 ساعة على سطح المذنب، يوم السبت الماضي، بعدما بث إلى الأرض بيانات من سلسلة من التجارب.

مشاركة :