"هيا بنا إلى البيت: لماذا يريد ترامب سحب قواته من سوريا؟"، عنوان مقال أولغا شيرونكوفا، في "غازيتا رو"، حول تعقيدات تنفيذ خطة ترامب بالانسحاب من سوريا، ومحاولة واشنطن إرضاء أنقرة. وجاء في المقال: فكر دونالد ترامب بجدية في سحب عاجل للقوات الأمريكية من سوريا، على الرغم من وقوف البنتاغون ووزارة الخارجية ووكالة الاستخبارات المركزية ضد ذلك. إعلان دونالد ترامب حول الانسحاب المزمع للجيش الأمريكي من سوريا، يبدو على الأقل مثيرا للجدل، كما يقول الخبراء الذين قابلتهم "غازيتا رو". فوفقا لهم، سيد البيت الأبيض رهينة للوضع القائم. وفي الصدد، يقول رئيس قسم دراسة النزاعات في الشرق الأوسط بمعهد التنمية المبتكرة، الخبير بالمجلس الروسي للشؤون الدولية، أنطون مارداسوف: ""لم يكن هناك، ولا يوجد الآن مقدمات لمغادرة الأمريكيين سوريا". ووفقا له، فإن الانسحاب الكامل للعسكريين الأمريكيين سيجعل من المستحيل الاستمرار في سياسة واشنطن القائمة على ثلاث ركائز: الضغط على دمشق بمساعدة "قوات سوريا الديمقراطية، ودفعها إلى تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 ؛ ومحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية"؛ وردع إيران. فيما قال الخبير في مركز كارنيغي بموسكو، أليكسي مالاشينكو، لـ"غازيتا رو": "إعلان ترامب، مجرد إعلان نوايا. فمن أجل سحب أو عدم سحب القوات، تحتاج الولايات المتحدة إلى توضيح موقفها تجاه الأكراد والأتراك، وهو الأمر غير الملحوظ في الوقت الراهن". ووفقا لمالاشينكو، إذا تحقق هذا السيناريو فسنرى إعادة تتويج "الدولة الإسلامية" قريبا، وبالتالي عودة الأمريكيين إلى القواعد العسكرية السورية. بالإضافة إلى ذلك، فإن انسحاب الأمريكيين في هذه المرحلة من النزاع ليس مفيدا بشكل خاص لسوريا وروسيا، كما يعتقد أنطون مارداسوف، فيقول: "إذا قام الأمريكيون بذلك، فسيتعين على دمشق بناء علاقات مع القبائل المحلية... المجزأة للغاية، وستحتاج إلى موارد قوية، وعمالة كبيرة، ودعم من بعض التشكيلات، ومع التشكيلات تعاني دمشق مشاكل كبيرة جدا، فلا يوجد جيش سوري موحد، إنما هناك مجموعات مجزأة يمولها مهاجرون سوريون وغيرهم من الناس". ووفقا له، يمكن تفسير تصريح ترامب في إطار خطط واشنطن للحد من الوجود الرسمي في سوريا، فـ"الأمريكيون نشروا في الجمهورية العربية السورية حوالي عشرين نقطة إسناد، بما في ذلك عدة قواعد في الحسكة، وكوباني، إلخ. عددها قد يُخفّض. من حيث المبدأ، سيسمح ذلك بتطبيع العلاقات مع تركيا". المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :