تحت العنوان أعلاه، نشرت "نيزافيسيمايا غازيتا" مقالا حول تعزيز الدور الروسي كقوة مركزية في الشرق الأوسط، بعد انسحاب الأمريكيين من هناك. وجاء في المقال: كان سبب الرحيل المعلن لجيمس ماتيس من منصبه، في المقام الأول، قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التخلي عن إبقاء الوحدة الأمريكية في سوريا وأفغانستان، من دون استشارة أحد. يمكن الاستنتاج بأن القيادة الأمريكية مصممة على اتباع مسار تخفيض الالتزامات التي يترتب عليها تكاليف باهظة، حتى في المناطق المهمة استراتيجياً، مثل الشرق الأوسط. وفيما كان وجود الولايات المتحدة يُعْتَبر معطى في الصراع السوري، انطلق منه جميع اللاعبين الذين شاركوا أو سعوا إلى المشاركة في اللعبة السورية، فإن هناك الآن فراغا يجعل أولئك الذين اعتمدوا على القوات الأمريكية في الحرب ضد "الخلافة" في خطر، وخاصة "قوات سوريا الديمقراطية". كما أن خفض عديد الوحدة الأمريكية في أفغانستان بمقدار النصف تقريبا يفتح في الواقع نافذة من الفرص لطالبان في المواجهة مع كابول. في الكابيتول هيل، يعتقدون بأن تخفيض الالتزامات في منطقة الشرق الأوسط سيعيد أميركا إلى الوراء عقدين من الزمن. لم يؤد رحيل ماتيس، الذي كان يعتبر في الإدارة شخصية قادرة على كبح جماح انفعالات ترامب، إلا إلى تفاقم أجواء الخوف والإحباط في الكابيتول هيل. من هذه اللحظة، بالنسبة للجهات الفاعلة الإقليمية الرئيسية، مثل إسرائيل وتركيا وإيران ودول الخليج، تظل روسيا المحاور الوحيد المفيد في إطار الصراع المسلح في سوريا، والذي اتضحت قدرته على التعامل المتوازن مع قوى مختلفة تماما. ربما تكون هذه هي النتيجة الجيوسياسية والإقليمية الرئيسية لانسحاب الوحدة الأمريكية، واستسلام "صقور" البيت الأبيض.. ولكن، لا يمكن أن يعد ذلك نصرا جيوسياسياً إلا إذا تمكنت روسيا من الاستفادة من الأوضاع الناجمة عن الانسحاب... المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة
مشاركة :