أبل تسير بعيدا عن مطبات تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة

  • 4/11/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

لندن - لم يعر عملاق التكنولوجيا الأميركي شركة أبل أي اهتمام لمسألة الحوادث التي تسببت فيها سيارات مزوّدة بتقنية القيادة الذاتية مؤخرا، وهو ما أعاد النقاش إلى الواجهة حول تمكّن هذه التكنولوجيا المتطورة من الحفاظ على سلامة السائقين. وسلطت الحوادث، التي تسببت فيها سيارات تعمل بتقنية ذاتية القيادة في الولايات المتحدة الضوء على التحديات التي تنتظر هذه التكنولوجيا الواعدة، بينما تواجه تلك السيارات مواقف واقعية تشمل أشخاصا حقيقيين. وانتشرت قبل أيام الأنباء سريعا عندما كشفت تقارير تهتم بالسيارات الذكية بأن أبل ستستخدم شاشات تعمل في بتقنية الواقع المعزز في برنامجها الخاص بالسيارات ذاتية القيادة “تيتان”. وتفضل الشركة التكتّم على ابتكاراتها على ما يبدو كما جرت العادة، وهي السمة التي لطالما تميّزت بها. أبل ستزود سياراتها ذاتية القيادة بكاميرات تلتقط صور ثلاثية الأبعاد لمساعدة السائقين أكثر أبل ستزود سياراتها ذاتية القيادة بكاميرات تلتقط صور ثلاثية الأبعاد لمساعدة السائقين أكثر ويتوقع خبراء استخدام أبل لنموذج ثلاثي الأبعاد لتحسين قدرة الشركة على إعداد المحتويات ثلاثية الأبعاد للمستخدمين من خلال شاشة معلومات يحتاجها قائد المركبة وستكشف له عن تفاصيل الطريق التي لا يمكنه رؤيتها بنفسه. ويرجّح مختصون أن يتضمن النموذج الجديد بيانات حول الاتجاهات والطرق وكل ما يهم قائدي السيارات والذي يمكن تخزينه في وحدات سحابية بعيدة. ويتم تزويد نظام الواقع المعزز بالسيارة بخدمات الخرائط وبالنموذج ثلاثي الأبعاد وكذلك بالبيانات التي يوفرها حساس الاستشعار “ليدر” بالسيارة ذاتية القيادة. وستوفر هذه التكنولوجيا للمستخدم المعلومات التي تقع خارج نطاق رؤيته وبعيدا عن مدى حساس الاستشعار، حيث ستكشف على سبيل المثال، عن الأجزاء من الطريق المختفية وراء التلال والمباني العالية. كما قد تساعد هذه المعلومات بشكل كبير في حالات ضعف أو انعدام الرؤية نتيجة للضباب أو الأتربة أو الظلام. ومن المؤكد أن التقنية الجديدة ستعزز أنظمة القيادة الذاتية بالسيارات كما ستجعلها أكثر قدرة على اتخاذ القرارات ليس فقط نتيجة لتوفير بيانات أكثر، وإنما أيضا لتوفير المزيد من الوقت لمعالجة القرارات نتيجة للكشف عن حالة الطريق عن بُعد وتقليل عنصر المفاجأة. وكان باحثان في مجال الذكاء الاصطناعي يعملان في أبل قد أججا التكهنات خلال نوفمبر الماضي، حول زيادة اهتمام الشركة الأميركية بأعمال السيارات ذاتية القيادة. ومن النادر أن تقدم أبل على كسر السرية المحيطة بابتكاراتها سواء تلك المتعلقة بالسيارات أو الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، لكن يبدو أنها تسير هذه المرة عكس كل توقعات المراقبين. وكشف موقع “أركايف” المستقل حينها ورقة بحثية أعدّها الباحثان يين شو وأونسيل توزيل لتحسين قدرة المركبات ذاتية القيادة على تحديد موقع راكبي الدراجات أو المشاة باستخدام أجهزة استشعار أقل. ومن غير الواضح ما إذا كانت أبل ستنتج مجموعة خاصة من السيارات، أو أنها تنوي مجرد المساهمة في خوارزميات أنظمة السيارات ذاتية القيادة، ومع ذلك فإن المختصّين يعتبرون الخطوة انقلابا جذريّا في مفاهيم القيادة الذاتية. لكن الورقة البحثية تبدو في غاية الأهمية إذ ينظر لاشتهار أبل بالتكتم على بحوثها التي تحيط بها منتجاتها المستقبلية على أنها عائق بين الباحثين في مجال الذكاء الاصطناعي. واقترح الباحثان أسلوبا جديدا للبرمجة يعرف باسم “فوكسيلنت” لمساعدة الكمبيوتر على تحديد الأجسام ثلاثية الأبعاد كبديل عن الماسح الليزري “ليدر” الذي يحوي بعض العيوب. وتهتم أبل بالسيارات ذاتية القيادة بوجه عام بشكل كبير، حتى أن عدد النماذج التي تجري عليها اختباراتها قد وصل حتى الآن إلى 45 سيارة في مدينة كاليفورنيا، وفق التقارير. ويبدو أن العيوب في نظام التحكم الآلي (أوتو بايلوت) في السيارات ذاتية القيادة التي تنتجها شركة “تيسلا” الأميركية لصناعة السيارات الكهربائية كانت فرصة لأبل من أجل تجنّبها في نظامها الذي تعكف على تطويره. السيارات ذاتية القيادة ليست بمنأى عن الحوادث المميتة السيارات ذاتية القيادة ليست بمنأى عن الحوادث المميتة وشكّل اصطدام سيارة تيسلا اكس بحاجز معدني على طريق سريع بالقرب من مدينة ماونتن فيو في ولاية كاليفورنيا الأميركية أودى بحياة سائقها مطلع هذا الشهر، صدمة كبيرة ليس للناس فقط، بل حتى للشركات التي تعمل في هذا المضمار. واضطرت عدة شركات لإيقاف تجاربها لحين التأكد من الأسباب الحقيقية التي حملت سيارة ذاتية القيادة على التسبب في حوادث مميتة. وجاء الحادث بعد أيام قليلة على حادث آخر صدمت فيه سيارة من طراز فولفو تابعة لشركة أوبر الأميركية في إطار اختبارات القيادة الذاتية، امرأة كانت تعبر الشارع وقتلتها في ولاية أريزونا. وكان سائق أميركي قد لقي مصرعه في 2016 على متن سيارة تيسلا من طراز أس ومزوّدة بنفس نظام التحكم. وتتصدر تيسلا وأوبر السباق لتطوير أنظمة تحكّم ذاتي كامل بالسيارات، كما تشارك في السباق جنرال موتورز الأميركية التي طلبت من السلطات السماح لها باختبار سيارتها ذاتية القيادة اعتبارا من العام المقبل. وتبذل شركة وايمو التابعة لعملاق التكنولوجيا غوغل جهودا كبيرة لاحتلال موقع متقدّم في هذا القطاع الناشئ. كما تتسابق جهات تنظيمية مختلفة حول العالم في مدن مثل دبي وسنغافورة من أجل وضع تشريعات لاستقبال السيارات ذاتية القيادة.

مشاركة :