انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم (الثلثاء) تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بأن مدينة عفرين السورية التي سيطرت عليها أنقرة وطردت «وحدات حماية الشعب »الكردية منها، يجب أن يتم تسليمها للنظام السوري. ونقلت وكالة أنباء «الاناضول» الرسمية عن اردوغان قوله: «هذه مقاربة خاطئة جداً». وأضاف: «نحن نعلم جيداً الجهة التي سنسلمها عفرين. سنعيدها إلى سكانها عندما يحين الوقت، لكننا نحن من يحدد التوقيت وليس السيد لافروف». وتشكل تصريحات أردوغان الانتقاد الأعنف الذي يوجهه إلى موسكو منذ تشكيل تركيا وروسيا تحالفاً هشاً لإرساء السلام في سورية حليفة موسكو. وشنت تركيا في كانون الثاني (يناير) عملية عسكرية ضد مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية من عفرين انتهت بطردهم من المدينة في 18 آذار (مارس). وقال الكثير من المحللين حينها إن الهجوم التركي ما كان ليحصل من دون تنسيق مع روسيا لأن العملية تتطلب دخول سلاح الجو التركي الأجواء السورية. وشكل الاسناد الجوي الروسي لدمشق عاملاً أساسياً في تصديها للفصائل المسلحة. والاثنين أعلن لافروف في مؤتمر صحافي أن اسهل الطرق لتطبيع الاوضاع في عفرين هو باعادة «المنطقة الى سيطرة الحكومة السورية». واشار لافروف إلى أن اردوغان يعتقد أن «تقرب» الولايات المتحدة من المقاتلين الأكراد يشكل تهديداً للمصالح التركية. لكنه أضاف أن «اردوغان لم يقل يوماً ان تركيا تريد احتلال عفرين». وتدعم تركيا وروسيا جهات متحاربة في سورية. وتعتبر موسكو أكبر حلفاء نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما تدعم انقرة الوحدات المقاتلة التي تسعى إلى إسقاطه. وعلى رغم ذلك تعاون البلدان في شكل وثيق في الأشهر الأخيرة لإيجاد حل سياسي للأزمة. والاثنين أعرب الرئيس التركي لنظيره الروسي فلاديمير بوتين عن «قلقه حيال الهجمات في الغوطة الشرقية» قرب دمشق، إثر هجوم مفترض بالأسلحة الكيماوية قال مسعفون انه أوقع عشرات القتلى في دوما. واستقبل اردوغان الاسبوع الماضي نظيريه الروسي والايراني حسن روحاني في انقرة حيث عقد الرؤساء الثلاثة قمة تعهدوا فيها العمل من أجل التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار في سورية بعد اكثر من سبع سنوات من الحرب.
مشاركة :