بيروت - قال ألكسندر زاسيبكين سفير روسيا في لبنان إن أي صواريخ أميركية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها في خطوة قد تسبب تصعيدا كبيرا في الحرب السورية. وأضاف في تصريحات بثت مساء الثلاثاء أنه يستند في ذلك إلى تصريحات للرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الأركان الروسي. وقال الجيش الروسي في الـ13 من مارس آذار إنه سيرد على ضربات جوية أميركية في سوريا ويستهدف أي صواريخ أو قاذفات تشارك في أي هجوم. وروسيا هي أقوى حليف للرئيس السوري بشار الأسد. وقال زاسيبكين لتلفزيون المنار التابع لجماعة حزب الله اللبنانية "إذا كان هناك ضربة من الأميركيين سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى مصادر إطلاق الصواريخ". وأضاف "نحن نرى خلال الأيام الأخيرة تصعيدا في هذا الموضوع للوصول عمليا إلى أزمة شديدة وفي نفس الوقت التصادم يجب أن يكون مستبعدا ولذلك نحن جاهزون لإجراء التفاوض". وتصاعدت المواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا حول الملف السوري مع استخدام موسكو، حليفة دمشق، الثلاثاء حق الفيتو في مجلس الأمن ضد مشروع قرار أميركي يقضي بإنشاء آلية تحقيق حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سوريا. في المقابل، استمر الغربيون وعلى رأسهم الولايات المتحدة وفرنسا في التلويح برد عسكري. وأعلن السفير الفرنسي في الأمم المتحدة فرنسوا دولاتر أن "فرنسا ستبذل كل ما بوسعها للتصدي للإفلات من العقاب في المسائل الكيميائية"، فيما صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في باريس أن بلاده ستعلن "خلال الأيام المقبلة قرارها" بشأن الرد. وفي سياق التصعيد الدبلوماسي، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي اتفقا خلال مكالمة هاتفية "على عدم السماح بالاستمرار في استخدام أسلحة كيميائية" . وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ألغى الثلاثاء جولة مقررة إلى أميركا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على واقعة سوريا. وكان ترامب حذر يوم الاثنين من رد سريع وقوي بمجرد تحديد المسؤولين عن الهجوم الكيماوي المشتبه به في سوريا. وأعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي تقضي مهمتها التحقيق في أي هجوم من غير أن تكون مفوضة تحديد الجهات المسؤولة عنه، الثلاثاء أنها سترسل "خلال فترة قصيرة" فريق تحقيق إلى دوما لإلقاء الضوء على ما حصل. وأعلنت منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) ومنظمة غير حكومية أميركية هي الجمعية الطبية السورية الأميركية (سامز)، وقوع هجوم كيميائي على مدينة دوما مساء السبت أدّى إلى مقتل أكثر من 40 شخصا وإصابة أكثر من 500 آخرين بـ"صعوبات في التنفس"، متهمة النظام بتنفيذه. ودعت دمشق الثلاثاء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لزيارة دوما من أجل التحقيق في التقارير حول الهجوم الكيميائي، ونفت بشدة أن تكون استخدمت أي سلاح كيميائي. كما نفت موسكو، حليفتها، وقوع مثل هذا الهجوم. ورأى دبلوماسيون أن دمشق قد تكون تسعى لكسب الوقت وتأخير أي ضربت غربية محتملة.
مشاركة :