حذرت روسيا من أن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا بسبب الهجوم المزعوم بأسلحة كيماوية في مدينة دوما سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها، مما يثير احتمال حدوث مواجهة بين الولايات المتحدة وروسيا.ووجه ألكسندر زاسيبكين سفير روسيا لدى لبنان التحذير مساء أمس الثلاثاء وقال إنه يجب تفادي مثل هذا التصادم مشيرا إلى استعداد موسكو للتفاوض، ولكن تصريحاته قد تثير المخاوف من صراع مباشر لأول مرة بين القوى العظمى التي تدعم أطرافا مختلفة في الحرب الأهلية السورية.واشتبكت واشنطن وموسكو في الأمم المتحدة أمس بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا وتبحث واشنطن وحلفاؤها توجيه ضربة لقوات الحكومة السورية بسبب الهجوم المزعوم بالغاز.وقال عاملو إغاثة سوريون إن 60 قتيلا على الأقل سقطوا في الهجوم المزعوم بأسلحة كيماوية يوم السبت في مدينة دوما.وقالت منظمة الصحة العالمية اليوم الأربعاء إن ما يقدر بنحو 500 شخص توجهوا إلى منشآت طبية "بعلامات وأعراض تتفق مع التعرض لكيماويات سامة".وتقول الحكومة السورية وروسيا إن التقارير عارية عن الصحة، وقال الكرملين اليوم إنه يأمل أن تتفادى كل الأطراف المعنية في سوريا أي تحرك من شأنه زعزعة وضع هش بالفعل في الشرق الأوسط وأوضح أنه يعارض بقوة أي ضربة أمريكية محتملة لحليفته سوريا.وبعد الهجوم وافقت جماعة جيش الإسلام المعارضة التي ما زالت متمركزة في دوما على الانسحاب من المدينة، وحقق ذلك انتصارا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد الذي سحق الآن المعارضة في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق.وعلى الجبهة الدبلوماسية أوقفت موسكو وواشنطن محاولات كل منهما في مجلس الأمن لإجراء تحقيق في الهجمات بالأسلحة الكيماوية في سوريا.وقال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألغى أمس جولة مقررة في أمريكا اللاتينية هذا الأسبوع للتركيز على الرد على واقعة سوريا، وكان ترامب حذر يوم الاثنين من رد سريع وقوي بمجرد تحديد المسؤولين عن الهجوم الكيماوي المشتبه به في سوريا.وقال زاسيبكين في بيروت بالعربية لقناة المنار التابعة لجماعة حزب الله اللبنانية "إذا كان هناك ضربة من الأمريكيين... سيكون هناك إسقاط للصواريخ وحتى مصادر إطلاق الصواريخ".وقال إنه يشير إلى بيان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وقائد الأركان الروسي.وكان الجيش الروسي قال في 13 مارس إنه سيرد على أي ضربة أمريكية على سوريا باستهداف أي صواريخ ومنصات إطلاق معنية، وروسيا أقوى حليف للأسد وساعدته قوتها الجوية في استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من مقاتلي المعارضة منذ عام 2015.وقال زاسيبكين أيضا في إشارة إلى تصادم بين الولايات المتحدة وروسيا "نحن نرى خلال الأيام الأخيرة تصعيدا في هذا الموضوع للوصول عمليا إلى أزمة شديدة وفي نفس الوقت التصادم يجب أن يكون مستبعدا ولذلك نحن جاهزون لإجراء التفاوض".وكان ميخائيل بوجدانوف نائب وزير الخارجية الروسي قال في وقت سابق الأسبوع الحالي إنه لا يوجد احتمال لحدوث مواجهة في سوريا تؤدي إلى اشتباك عسكري بين روسيا والولايات المتحدة، ونقلت عنه وكالة تاس الروسية للأنباء قوله إنه يعتقد أن الحس السليم سيسود في النهاية.
مشاركة :