أكّد المختص في العلاقات الدولية الدكتور لؤي الطيار؛ أن الاستثمار في الحركة التجارية البحرية عبر المعابر المائية كمضيقَي هرمز وباب المندب، هو الاقتصاد القادم الذي يهدف إليه سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في حديثه أمس بفرنسا، في أثناء حضوره مجلس الشراكة الإستراتيجية السعودية – الفرنسية، وذلك ضمن خطة تنوع مصادر الدخل؛ حيث يُتوقع أن يسجل ١٥ % من حجم الإيرادات السنوية، مؤكداً أن دخول السعودية هذا المجال الاستثماري سيضع لها قوة سياسية واقتصادية؛ لتكون نقطة ربط بين قارات آسيا وإفريقيا وأوروبا؛ حيث تعبر السفن التجارية أو سفن الركاب المياه السعودية ضمن الحركة اليومية على البحر مع توفير الخدمات اللوجستية من صيانة وتراخيص عبور وخلافه. وأضاف الدكتور لؤي الطيار: "أتوقع أن تستثمر السعودية في الحركة التجارية التي تعبر مضيقَي باب المندب وهرمز وهما أكبر المعابر المائية التي تعبرهما الحركة التجارية الدولية، وخاصة بعد الضغط على إيران، وكذلك بعلاقات السعودية مع أمريكا وفرنسا وغيرهما من الدول ذات القوة، وفي حال شاركت السعودية بها فستكون قد استحوذت على جزءٍ كبيرٍ من اقتصاد العالم؛ حيث يعبر كثير من الناقلات النفطية والمحملة بالبضائع هذه المعابر البحرية". وتابع: "الموضوع له أبعاد سياسية، فإيران تدعم الحوثي بالسلاح عن طريق البواخر التي تسلك باب المندب على اليمن، وله جوانب اقتصادية فمثلاً لو دخلت باخرة من هذه الممرات وخط سيرها يعبر المياه السعودية تستطيع السعودية منعها أو قبولها مثلما هو معمول به في أجواء الطيران الدولي؛ حيث تستأذن الطائرة للعبور عبر أجواء الدول التي تعبرها سيراً لنقطة وصولها حسب النظام الدولي، وهذا قد يكون برسوم مالية ويختصر على الحركة التجارية المسافات الطويلة التي تقطع لإيصال البضائع". وقال: "من جانب آخر وفي اطار رؤية ٢٠٣٠ الرامية للاستثمار في البحر ستستطيع السعودية - بإذن الله - التحكم في الحركة التجارية والاقتصادية في البحر الأحمر والخليج العربي، وذلك بمشروع قناة سلوى البحرية المزمع إقامته خلال عامين بحفر قناة بحرية مثل قناة السويس لتعزل قطر، وتكون معبراً للسفن التجارية وسفن الركاب وكذلك ستكون مناطق جذب سياحية، ولها عوائد مالية قوية، وأعتقد سيكون ناتج السعودية من هذا الحراك التجاري البحري الشامل من تجارة ورسوم دخول مياه قرابة ١٥ % من دخلها". واختتم: "بهذا النشاط المتعدّد بتنوّع الاستثمار ستكون معه السعودية نقطة ربط بين القارات الثلاث: آسيا، إفريقيا، أوروبا؛ بمعنى من لا يستطيع القدوم للسعودية سابقاً عن طريق البحر من هذه القارات الثلاث سيكون بمقدوره ذلك - بإذن الله - مع الفكر الجديد الذي يتبناه التوجّه القادم الذي خُطط له".
مشاركة :