قام رئيس شركة أرامكو وعدد من معاونيه بزيارة للشركة السعودية للكهرباء، أظنها ودية أو تفقدية، أو ربما لتبادل المعلومات، إذ لم يذكر الخبر جدول أعمال الاجتماع أو ما جرى بحثه أو تم الاتفاق عليه سوى كلمات المجاملة لرئيسي الشركتين، وهذا ليس مستغربا، بل مرحب به لفائدة تبادل الخبرات والتجارب، الغريب أن يصدر بيان صحفي بعد الزيارة لا عما دار فيها، ولكن عن أعمال ومنجزات شركة الكهرباء وعن خططها المستقبلية، وكان بالإمكان الاكتفاء بإصدار نشرة عن مشاريع الشركة (الرياض الاقتصادي، 24 الحالي). لفتني في البيان أمران، الأول دعوة رئيس أرامكو للتعاون والتنسيق بين الشركتين بصفتهما قائدتي قطاع الطاقة لإنشاء مشاريع مشتركة بينهما لإنتاج الكهرباء، بما فيها الإنتاج من الطاقة المتجددة، مما يعني أن ليس هناك تنسيق أو أعمال مشتركة بعد بين أكبر شركتين في البلد سوى أن أرامكو، وإن تملكت حوالي 7% من رأسمال شركة الكهرباء، ليست إلا موردا، وربما الوحيد، للوقود الذي تستخدمه شركة الكهرباء. وهذا أمر مستغرب، فالظن كان أن هناك تعاونا قديما بين الشركتين، بالخصوص ــ كما قال رئيس أرامكو ــ في مجال تحسين كفاءة التشغيل والأداء، وشركة الكهرباء يمكنها الاستفادة كثيرا في هذين العنصرين من خبرات وتجارب أرامكو الطويلة معهما. لفتني أيضا ما قاله رئيس شركة الكهرباء، الذي تحدث عن تكامل وتناغم شراكة استراتيجية تربط بين الشركتين لتعزيز المركز التنافسي للاقتصاد الوطني، لم نر منها سوى علاقة البائع بالمشتري، والشراكة الاستراتيجية تتطلب توحد الجهود وترسيم الأهداف وتنسيق الإجراءات، الأمر الذي لا أنفي وجوده، ولكن لم أقرأه سواء في البيان الصحفي أو في الخطط المنشورة للشركتين من قبل ربما لقلة اطلاعي. تحدث سعادته عن خطط لجعل شركته تنافس أداء أكبر شركات الكهرباء في العالم، وأنها حاليا تعد أكبر شركة توليد وتوزيع على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومضى يضرب أرقاما لإنتاجها الحالي والمستقبلي. ذكرني سعادته بحديث الأيام الخوالي والهياط عن أكبر ميناء في الشرق الأوسط وأفخم مطار في العالم وأفضل بناء وأكبر طبق كبسة وأحسن مجسم جمالي... إلخ، ولو أني، وغيري كثيرون، لم نتضرر من مشاكل انقطاعات الكهرباء طوال الصيف الماضي لصدقت الرجل، والأرقام والإحصاءات إن تناءت عن الواقع تصبح مجرد آمال. ومؤكد أن سعادته يعلم أن الحديث الآمل جميل غير أن مقارنته بالواقع مريرة.
مشاركة :