قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق، إنه في ظل استمرار الأزمات الإنسانية الكارثية التي طال أمدها، وتعاظمت مضاعفاتُها الإنسانية كالأزمات اليمنية والسورية والعراقية وغيرها، الأمر الذي يجعل الهيئة والجميع أمام مفصل تاريخي مهم، ولحظة فارقة من تاريخ الأمة. وأشار المعتوق في حفل افتتاح الجمعية العامة للهيئة أمس، إلى أنه على خطى ما قدمته الكويت للشعب السوري الشقيق من مساعدات سخية في أربعة مؤتمرات دولية مانحة بشقيها الرسمي والأهلي، وما قامت به في مؤتمر تنمية وإعمار شرق السودان ببعديه أيضاً الرسمي والأهلي، استضافت الكويت أعمال مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق خلال شهر فبراير الماضي، متسامية على كل جراحات الماضي، ومنتصرة لقيمها ومبادئها الإنسانية والأخلاقية، وقد تعهدت خلال المؤتمر الدول المشاركة بـ 30 مليار دولار لإعادة إعمار المناطق المتضررة من جراء الحرب على الإرهاب الأسود.ولفت إلى أنه بالتزامن مع هذا المؤتمر، وبتوجيه كريم من سمو الامير حشدت الهيئة الخيرية الإسلامية العاليمة عشرات المنظمات خلال مؤتمر المنظمات غير الحكومية لدعم الوضع الإنساني، أسفر عن تعهدات بتنفيذ برامج تنموية وإنسانية بقيمة 337 مليون دولار بغية تخفيف معاناة الأشقاء العراقيين المتضررين جراء النزاعات المسلحة.واختتم قائلاً «لقد اجتهدنا في الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية خلال العامين الماضيين في تحقيق نجاحات إدارية وخيرية في مجالات عديدة ومنها مشاريع التمويل الأصغر التي بلغت 36747 مشروعاً، وإدارة 32 فريقا تطوعياً، وتطوير منظومة التسويق الإلكتروني التي أسهمت في مضاعفة الإيرادات، وتعظيم البرامج الإغاثية للشعوب المنكوبة، وتطوير الأنشطة الموجهة لخدمة المتبرعين الكرام، وتنمية وتطوير العلاقات الدولية وبناء الشراكات، ورعاية وكفالة عشرات الآلاف من الأيتام وطلبة العلم والأسر الفقيرة والمرضى وأصحاب الاحتياجات الخاصة. من جانبه، قال وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الإسلامية فريد عمادي، إن الكويت قدمت يد العون والمساعدات الانسانية للدول المنكوبة بلغت عنان السماء وارجاء الأرض بعيدا عن اعتبارات العرق والدين والجنس واللون، لافتا إلى أن «الله منح الكويت مكانة رائدة عالمياً جعلها مثالا يحتذى به في البذل والعطاء، إلى ان أصبحت من أهم الدول المانحة في العالم وراعية للعمل الخيري والانساني».وأضاف خلال كلمته، نيابة عن وزير الأوقاف الدكتور فهد العفاسي، أن الكويت أطلقت المبادرات الانسانية لاغاثة الدول المنكوبة، حتى غدا سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد قائدا للانسانية، مؤكدا ان الهدف من دعم الشعوب المنكوبة تعزيز الرسالة الانسانية وانقاذ الأرواح وانتشال الفقراء من مستنقع الجهل والمرض والعوز.ومن ناحيته، قال مدير عام الهيئة الخيرية الإسلامية بدر السميط، إن «أول تقرير قدمته لاجتماع مجلس إدارة الهيئة المنعقد في الخامس عشر من نوفمبر عام 2016 تضمن أربع مشاهدات تختصر وضع الهيئة في ذلك اليوم، وقطعت وعداً على نفسي وفريق العمل، لأن نعمل جاهدين لتحقيق ما تصبو إليه تطلعاتكم، ومنها أن الهيئة تمتلك علاقات واسعة وناجحة على المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وما زالت تتمتع بسمعة طيبة على عديد من الأصعدة».وأوضح أن «البناء المؤسسي للهيئة يحتاج إلى جهود كبيرة من التطوير ليقابل حجم العمل الضخم المطلوب في طريق تحقيق رؤية الهيئة بإذن الله، وكان العام 1438هـ هو بحق عام انطلاق إعادة البناء المؤسسي، و لا أدل على ذلك من كون أن باب الجانب الإداري والمؤسسي هو أكبر الأبواب في التقرير المقدم لاجتماعنا اليوم، ولتلمسوا بأنفسكم حجم العمل الذي يتم الآن في هذا المجال».وكشف عن نقلة نوعية شملت الانتقال من المشاريع التقليدية الى المشاريع التنموية، ومن الإغاثة الرعوية الى الاغاثة التنموية، حيث بلغ إجمالي قيمة مشاريع التمويل الأصغر 8،233 مليار دولار في العام 1438هـ، مقارنة بحوالي نصف هذا المبلغ في العام 1436هـ، وبلغ عدد المستفيدين المباشرين 31،699 مليون موزعين على 23 دولة.وتابع «أما إجمالي ما حققه برنامج الهيئة للتمويل الأصغر منذ إنشائه فهو أمر يدعو للاعتزاز، إذا يبلغ عدد المشاريع التي مولها البرنامج منذ إنشائه 34547 مشروعا تبلغ قيمتها الإجمالية 35،949،644 مليون دولار، ويبلغ عدد المستفيدين المباشرين من البرنامج حتى اليوم 295،870 مليون نسمة». التجديد للمعتوق رئيساً لأربع سنواتاختارت الجمعية العامة للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية في اجتماعها السادس عشر، مجلس إدارة جديداً مؤلفاً من 21 عضوا يمثلون مختلف دول العالم لمدة اربع سنوات. واختار مجلس الادارة الجديد الدكتور عبدالله المعتوق، رئيسا لمجلس إدارة الهيئة لولاية جديدة مدتها اربع سنوات. كما اختار المجلس المشير عبدالرحمن سوار الذهب نائبا لرئيس مجلس الادارة، واحمد سعد الجاسر امينا للمال، والدكتور مطلق القراوي امينا للسر.