منذ أكثر من أربع سنوات ومسلسل المأساة مستمر، قتلُ البشر بالكيماوي في سورية، أكثر من مرة يحدث تحقيق ويُدان النظام، لكن روسيا جمهورية القوى الكادحة لا تهتم بالكادحين وتدعم النظام، وإيران جمهورية المظلومين تساند الظالمين وتقف مع النظام. هجمات الكيماوي أسقطت دعاوى كاذبة وللأبد، من يستطيع اليوم من شيوعيي الأمس المتلحفين بالليبرالية عندنا بالكويت، من منهم يستطيع أن يدافع عن قيم التزوير الروسية، قيم الاشتراكية وقوى الشعب الكادحة، سقطت وانتهت. من يستطيع اليوم أن يصدق ما ترفعه إيران وتوابعها في لبنان والعراق والمتلحفين بالليبرالية من جماعتها في الكويت، من يصدق شعارات المظلومية ونصرة الضعفاء التي تكررها إيران كل ساعة، سقطت وانتهت. أتحدى أن يخرج واحد في الكويت يدافع عن روسيا وإيران صراحة في ما يقومان به من مساندة للنظام السوري، لو فعلها لكشف وجهه، لكنهم منافقون جبناء لا يهاجمون إلا من وراء قناع. أولى عمليات الرش الكيماوي في سورية كانت عملية استكشافية في 19 مارس عام 2013 في ضواحي حلب، وتلاها هجوم كيماوي آخر في 29 أبريل في سراقب، ثم هجوم على الغوطة في 21 أغسطس، ذلك الهجوم الذي أودى بحياة أكثر من 1500 إنسان وإصابة أكثر من 5000 آلاف، ودانت فيه 12 منظمة مستقلة نظام الأسد. بعدها بثلاثة أيام تم رّش بلدة جوبر، وبعدها بيوم هوجمت كيماوياً، صحنايا باستخدام غاز السارين، كما هوجمت سراقب بريف إدلب مرة أخرى.في أبريل 2014 حدثت هجمات باسطوانات الغاز ألقتها مروحيات النظام السوري على بلدة كفرزيتا بريف حلب، وفي 16 و21 أبريل 2015 أصدرت الأمم المتحدة البيان الرقم 2209 الذي يدين استخدام غاز الكلورين في سورية. في 2015 وقعت ثلاث هجمات بالأسلحة الكيميائية شمال غربي محافظة إدلب. وفي أكتوبر 2016 ألقت مروحيات تابعة للحكومة السورية براميل تحوي غاز الكلور. وفي 3 أبريل 2017 قصفت طائرات سورية مخزنا للذخيرة في بلدة خان شيخون في محافظة إدلب، وقد قُتل في ذلك الهجوم العشرات وأصيب آخرون بتسمم واختناق. وفي 8 أبريل الجاري تم قتل ما لا يقل عن 70 شخصاً جراء هجوم كيميائي على مدينة دوما في الغوطة الشرقية. ما ذكرناه سابقاً من وقائع وأرقام هو فقط للتذكير بحجم المأساة التي تقع في سورية، إنها أرقامٌ تَكشِف عُمقَ مأساة الضمير الإنساني، وكيف تحوّل بعض البشر إلى كائنات مُشّوهة لا تحترم أبسط قواعد الأخلاق الإنسانية.سيأتي يوم تنتهي كل تلك الأحداث، وسيبقى التاريخ شاهداً على ما فعله الظالمون، وسيبقى أيضاً كلٌ منّا أمام ضميره. kalsalehdr@hotmail.com
مشاركة :