عندما سألت سماحة مفتي عام المملكة، أمس الأول، في لقاء تلفزيوني عن رأيه في أصحاب المواقف الرمادية؟ ومن يلتزمون الصمت إزاء مثل هذه الأفعال الشنيعة (ما تقترفه داعش وأعوانها)؟ كان هدفي تأكيد ما يجب علينا كمجتمع فعله، وأن أستفيد من لقاء سماحته في سماع مثل هذا التوجيه مُباشرة؟!. وقد كانت إجابته واضحة وضوح الشمس عندما قال «من لا يُظهر في هذا اليوم الاستنكار علناً، ويعلنه، فلا خير فيه، لِمَ السكوت؟!» بل أضاف ما هو ضروري للأسرة، والمُغرر بهم من شبابنا «يجب أن يُبلغ كل من اطلع على مُخططات هؤلاء المُجرمين، هؤلاء مفسدون، ويجب الاجتماع خلف ولاة الأمور خدمة لأمتنا وديننا». وتساءل سماحته حول ما حدث في المدينة المنورة قائلاً «أين دين هؤلاء؟ لا دين لهم، ما حدث مُخطط مدروس تقوم عليه جماعة مُضلة، ونحمد الله أن هذه الحادثة نتج عنها اجتماع الصف، وتوحيد الكلمة، وهذا التفجير لا يقره ولا يقبله أحد، هذا عمل مجرم شنيع، أريد به سوءاً». داعياً في نهاية حدثيه بالتوفيق لرجال الأمن «عليهم أن يصبروا في دفاعهم عن الإسلام، فهم مرابطون، ومجاهدون للدفاع عن الأمة والإسلام»، مؤكداً قدرتهم على كشف خطط المجرمين، ومتوجهاً لوسائل الإعلام بضرورة «تبيان خطر هذه الفئات وضررها». سوء نوايا هؤلاء المجرمين بات واضحاً، فهم لم يراعوا حرمة زمان ولا مكان، باستهدافهم رجال الأمن والأبرياء ودور العبادة، ومحاولتهم الفاشلة لانتهاك قدسية المسجد النبوي الشريف، والتي حالت قدرة الله ثم يقظة رجال الأمن دون تحقيق مبتغاهم الفاسد والشرير، بعد محاولاتهم البائسة في نخر المجتمع والأسرة، لتفكيك روابط الأبوة، والأمومة، والأخوة، وهو ما يوجب الالتفاف حول بعضنا البعض في وجه هذه المؤامرات الخبيثة؟!. الأقنعة الزائفة تتساقط يوماً بعد آخر، والعاقل خصيم نفسه في معرفة أين يقف من هذه الأحداث؟ فماذا بعد نحر (الابن) لأمه؟ وماذا بعد استهداف مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم..؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.
مشاركة :