أجرت إسرائيل أمس، مشاورات أمنية رفيعة المستوى وسط مخاوف من أن تستهدفها سوريا أو حزب الله أو إيران إذا ما وجهت الولايات المتحدة ضربات لقوات الحكومة السورية رداً على هجوم مزعوم بغاز سام. وأفادت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أمس، بأن الحدود الشمالية تشهد حالة من التأهب وسط مخاوف من رد محتمل من جانب إيران أو حزب الله على استهداف مطار «التيفور» العسكري السوري، وكذلك تحسباً لضربة أميركية محتملة رداً على الهجوم الكيماوي المزعوم في دوما بالغوطة الشرقية. يأتي ذلك بعد تهديد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي بالرد على الاعتداء على المطار، الذي أشارت تقارير إيرانية إلى مقتل سبعة إيرانيين فيه. وكانت روسيا وسوريا أكدتا أن إسرائيل هي من قصف المطار. وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن المجموعة الوزارية الأمنية عقدت اجتماعاً لبحث التوتر على الحدود السورية، مضيفة أن الأجهزة الاستخباراتية أعطت خلال الاجتماع تقييماتها للتطورات الراهنة. وأبدى عضو بمجلس الوزراء الأمني وخبراء إسرائيليون في الشؤون الاستراتيجية شكوكهم في أن يخاطر الرئيس السوري بشار الأسد، بالدخول في صراع مباشر مع إسرائيل. لكنهم قالوا إن إسرائيل، تأخذ بجدية تهديداً إيرانياً بالرد على ضرب مطار «التيفور». وقال مسؤولون حكوميون إن رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الحرب أفيغدور ليبرمان وقائد الجيش ورئيس المخابرات العسكرية اجتمعوا قبيل الاجتماع الأمني المصغر. وقال زئيف إلكين عضو المجلس المصغر لإذاعة الجيش قبل الجلسة «يجب أن نكون مستعدين لأي سيناريو. إيران عدو خطير ويتعين عدم الاستهانة بها». وأضاف «لن أدخل في تفاصيل العمليات، لكننا على اتصال دائم مع الأميركيين. إنهم شريكنا الاستراتيجي ومؤسستنا العسكرية على اتصال دائم معهم» وأضاف إلكين «في ما يخص السؤال عما إذا كانت العملية الأميركية قد تثير رداً (سورياً) ضد إسرائيل، نظرياً هذا وارد، لكنني لست واثقاً من أنه السيناريو الأكثر ترجيحاً». وأردف «من المحتمل أن تحاول إيران القيام برد ضدنا». وقال ياكوف أميدرور مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق إن لدى إيران «قضية مفتوحة معنا» تتعلق بالهجوم على القاعدة الجوية. وأضاف أميدرور للصحافيين إن إيران قد تستخدم الضربة الأميركية على سوريا كستار «للقيام بشيء ضد إسرائيل». وأضاف «لديهم ذراعهم الطويلة المتمثلة في جماعة حزب الله التي يتحكم فيها الإيرانيون». وتابع يقول «لديهم ميليشيات في سوريا وفي لبنان يسيطرون عليها ولديهم قوات عسكرية إيرانية في سوريا يمكن استخدامها». وكتب عاموس يادلين الرئيس السابق للمخابرات العسكرية على «تويتر» يقول «الإيرانيون سيردون على الأرجح على الضربة المنسوبة لإسرائيل، وإن لم يكن على الفور».
مشاركة :