استهل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المؤتمر بالتعبير عن السعادة باستقبال ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، واصفاً زيارة ولي العهد إلى فرنسا بأنها مهمة للغاية. وأشار إلى أن محادثاتهما تناولت العديد من القضايا والعلاقات بين البلدين وتطوير التعاون في مختلف المجالات، مؤكداً الحرص على بناء شراكة مستمرة بين البلدين على أساس عمل استراتيجي تم تعميقه من الوزراء في البلدين خلال الأيام الثلاثة. وقال إن ولي العهد نقل له دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لزيارة المملكة في نهاية هذا العام وأنه قبل الدعوة، مشدداً على أن البلدين لديهما الرغبة المشتركة لمكافحة جميع أشكال الإرهاب، منوهاً بالدور المهم للمملكة في هذا المجال. وبشأن اليمن، أعلن الرئيس الفرنسي أن بلاده ستنظم مؤتمراً إنسانياً حول اليمن بحلول الصيف. وقال: «سننظم بحلول الصيف مؤتمراً إنسانياً حول اليمن في باريس، لاستعراض ما يجري القيام به، وسيسمح باتخاذ مبادرات إنسانية جديدة حيال اليمن»، مضيفاً: «موقف فرنسا واضح في إدانة الهجمات الصاروخية التي يقوم بها الحوثيون، والسعي لحل سياسي للصراع». وأكد الرئيس الفرنسي ضرورة الحد من أنشطة إيران ونزعتها التوسعية في المنطقة، لافتاً في رده على سؤال عن موقف فرنسا من الاتفاق النووي الإيراني، إلى أنه «يجب التأكيد على استكمال الاتفاق، ويجب أن نكون مستعدين إذا استمر النشاط الصاروخي في المنطقة، يجب أن نفرض عقوبات بهذا الشأن، ويجب أن نتبنى استراتيجية مشتركة للتصدي للنشاط التوسعي الإيراني، سيتعلق الأمر بالعراق أولاً أم سورية، ونعرف ما يحدث أيضاً في لبنان في مجال زعزعة الاستقرار، هذا ما ينبغي علينا القيام به، وهذا ما أنوي القيام به». وبشأن الهجوم الكيماوي على مدينة دوما السورية، قال الرئيس الفرنسي إن بلاده «ستعلن خلال الأيام المقبلة ردها على الهجوم الكيماوي، وفي حال قررت شن ضربات عسكرية فستستهدف القدرات الكيماوية للنظام، وخلال الأيام المقبلة سنعلن قراراتنا بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبريطانيا، والمعلومات التي بحوزة فرنسا أثبتت أن أسلحة كيماوية استخدمت فعلاً، وأنه يمكن إلقاء المسؤولية بصورة جلية على عاتق النظام». وعن العلاقات الثقافية بين المملكة وفرنسا، قال الرئيس الفرنسي، إن بلاده لديها خبرة في المتاحف الكبرى، وخبرة في مجال أمناء المتاحف وعلماء الآثار، وفي إطار الزيارة التي قام بها ولي العهد تم التأكيد على الرغبة في تأكيد هذا التراث، وفرنسا مستعدة لذلك وفي إطار الاتفاق الذي وقّع نرغب في مواصلة هذا العمل الذي قمنا به مع الكثير من البلدان في المنطقة من خلال توفير خدمات والسماح لعلماء الآثار والباحثين ببناء شراكات مع المملكة العربية السعودية لمواصلة عملية التطوير، وكذلك مرافقة هذا العمل في المجال التراثي والثقافي في المجال الاقتصادي. وأضاف: «هذا جزء من رؤيتنا للعلاقات المشتركة بين البلدين، العلاقات تُبنى على رؤية مشتركة لتاريخنا والقدرة على فهم تاريخنا المتبادل وجذور حضاراتنا، وهذا أيضاً ثمرة ونتيجة عمل مستمر عمل علمي واقتصادي وثقافي أيضاً». وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أقام في قصر الإليزيه في العاصمة الفرنسية باريس مأدبة عشاء تكريماً لولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة زيارته إلى فرنسا، بحضور رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري. وحضر مأدبة العشاء أعضاء الوفد الرسمي المرافق لولي العهد وكبار المسؤولين في الحكومة الفرنسية.
مشاركة :