كثرة الروايات التاريخية جعلت من قرى منطقة الباحة جنوب المملكة مكاناً لكثرة التأويلات والإشاعات، إذ إن عدم وجود الروايات الأكيدة والكتب المرجعية الصحيحة أسهم في ترويج تلك الروايات والإشاعات، والتي طالب أهالي الباحة بضرورة التوثيق والتأكد من تاريخ المنطقة بالطرق العلمية. ويرى أحد المؤرخين في منطقة الباحة علي الزهراني أن التوثيق والتأكد من الروايات التاريخية للمنطقة، سيسهم في معرفة الحقبة الزمنية الماضية، ومعرفة نمط الحياة والمعيشة عند الآباء والأجداد، إذ إن ذلك يأتي على عاتق الهيئة العامة للسياحة والآثار في محافظتها على تراث المنطقة، مشدداً على ضرورة استخدام المفردات الصحيحة عند الكتابة والتوثيق، وذلك لترسيخ تاريخ المنطقة الصحيح لدى الأجيال الشابة. ويقول لـ «الحياة» إنه من الصواب أن نطلق على قرية «الأطاولة» الأثرية، لا التراثية، إذ إنها عبارة عن آثار وليست مجرد تراث، فثمة فرق بين الدلالات اللفظية للكلمتين، خصوصاً وأن القرية تضم مباني قديمة يعتقد أنها بداية الحياة السكانية في المنطقة، ونواة الحياة فيها من أولها حصن «دماس»، مشيراً إلى أن حصن «دماس» يعتقد أنه أول بناء أقيم في الأطاولة قبل قرون عدة ثم أقيمت حوله مبان حجرية سكنية عدة بعضها مؤلف من ثلاثة طوابق. وأشار إلى أن المنطقة قبل الإسلام في العصر الجاهلي كانت مسرحاً للأيام الأخيرة في حياة الصعلوك الشهير الشنفري الأزدي كما أن المنطقة خرج منها من حكم عمان والعراق كما يوجد بالمنطقه عدد من النقوش العبرية وأخرى بخط المسند، وخلافها من رسوم ونقوش وكتابات عربية قديمة، على صخور متناثرة في الجبال وأودية المنطقة. وأضاف: «أما السكان فيبلغ عدد سكان منطقة الباحة قرابة 412,000 نسمة 348,636 منهم سعوديون وحوالى 63،252 نسمة من المقيمين، وذلك وفقاً لآخر تعداد للسكان في العام 1431هـ الموافق 2010، وتؤكد مصادر النسابين أن معظم سكان منطقة الباحة ينحدرون من أزد شنوءة التي قيل إنها نزحت إلى المنطقة من جنوب شبه الجزيرة العربية إثر أحداث تاريخية أو كوارث طبيعية اختلفت الآراء في مسبباتها، وهناك من يقول إنه ليس باستطاعة أحد أن يجزم بخلو هذه المنطقة من السكان قبل حدوث الهجرة العربية الكبرى في جنوب الجزيرة العربية بل إنها كانت مأهولة تماماً في أجزائها الشرقية على الأقل ومما يدعم هذا الاتجاه وجود العديد من النقوش ذات الروح البدائية في مناطق متفرقة مثل جبل دموا وجبلي الروحي والقهب، إضافة إلى الكهوف بالقرب من تلك الأماكن وقليل من الشظايا الحجرية المسننة». وأوضح أن المنطقة يتوافر فيها عدد كبير من المنتجات الزراعية، والتي تسد بعض حاجات المنطقة، إذ إن من أهم عوائق الزراعة بالمنطقة قلة الأيدي العاملة، لافتاً إلى أن من أهم المنتجات الزراعية بالمنطقة الرمان، العنب، الخوخ، المشمش، واليقطين، إضافة إلى الطماطم والموز والبطاطس والكرز والتوت، والتين الشوكي وعدد من المنتجات الأخرى.
مشاركة :