بسبب «تصريحات مسيئة للجيش المصري»، قررت النيابة العسكرية، أمس، إحالة المستشار هشام جنينة إلى المحاكمة العسكرية، على أن تبدأ أولى جلساتها الاثنين المقبل، في حين عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي جولة مباحثات مع نظيره البرتغالي مارسيلو دي سوزا، خلصت إلى توافق البلدين على مواجهة الهجرة غير الشرعية ومكافحة الإرهاب. قررت النيابة العسكرية في مصر أمس، إحالة رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات السابق، المستشار هشام جنينة، إلى المحاكمة العسكرية، بتهمة "نشر أخبار كاذبة تسيء إلى القوات المسلحة المصرية"، على خلفية تصريحات أدلى بها خلال فبراير الماضي، وقال فيها إنه يمتلك وثائق ضد "المجلس العسكري" الذي أدار البلاد عقب إطاحة ثورة 25 يناير 2011 بالرئيس الأسبق حسني مبارك، وحدد يوم الاثنين المقبل لبدء أولى جلسات المحاكمة. وقال علي طه، (محامي جنينة) لـ "الجريدة"، إن يوم الاثنين 16 الجاري سيكون موعد أولى جلسات محاكمة المستشار أمام المحكمة العسكرية، وأضاف: "الجلسة ستعقد عند الساعة العاشرة من صباح الاثنين، وسأكون موجودا للدفاع عن المستشار بصحبة عدد من المحامين المتطوعين، أمثال حسام لطفي ونجاد البرعي وعادل الغتيت وعصام الإسلامبولي". وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي قد أطاح جنينة من منصبه الرقابي في مارس 2016، بعد تصريحات له تحدث فيها عن أن الفساد كلف مصر 600 مليار جنيه، وعاد جنينة إلى الأضواء مجددا مطلع العام الحالي، عندما أعلن رئيس هيئة أركان القوات المسلحة، الفريق سامي عنان، نيته الترشح في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في مارس الماضي، وأعلن عنان وقتها اختيار جنينة مساعدا له في فريقه الرئاسي، قبل أن تتدخل القوات المسلحة وتمنع عنان من الترشح. ووقع اعتداء على جنينة من قبل عناصر مسلحة، مما أدى إلى إصابته في أماكن متعددة من رأسه وجسده نهاية يناير الماضي، بعدها أدلى بتصريحات في فبراير، قال فيها إن عنان يمتلك وثائق وأدلة تدين من كان يتولى إدارة البلاد بعد ثورة يناير 2011، ورد الجيش المصري ببيان عاجل أكد فيه أنه سيتخذ الإجراءات القانونية حيال ما صرح به جنينة، وألقي القبض على الأخير بعدها، وعلى الفور قررت النيابة العسكرية حبسه 15 يوما على ذمة التحقيق معه فيما قاله من تصريحات مسيئة للقوات المسلحة. مباحثات ثنائية في غضون ذلك، استقبل الرئيس السيسي، في قصر الاتحادية الرئاسي أمس، نظيره البرتغالي مارسيلو دي سوزا، وأجريت مباحثات قمة بين الرئيسيين، أعقبها مشاركتهما في حفل توقيع عدد من اتفاقيات التعاون المشترك، ثم أعقبها المؤتمر الصحافي لهما. وأكد السيسي أن الظروف الإقليمية والدولية والتقارب الجغرافي بين مصر والبرتغال بانتمائهما المتوسطي إنما يستوجبان مزيدا من التنسيق والتعاون من أجل معالجة التحديات ومجابهة المخاطر والتهديدات التي تتسم بالتعقيد وصعوبة التعامل معها بصورة منفردة، نظرا لطبيعتها العابرة للحدود، كانتشار الإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية، والأدوار الهدامة التي تمارسها بعض الأطراف في المنطقة لإذكاء الصراعات المسلحة والحروب الأهلية وتقويض مؤسسات الدولة الوطنية، من أجل تنفيذ أجندتها الأيديولوجية الضيقة. وأشاد الرئيس بمواقف لشبونة الداعمة للقاهرة في دعم مسيرة التعاون المصري الأوروبي، فضلا عن تنسيق الجهود المشتركة لدعم جهود التنمية في دول القارة الإفريقية، مشيدا بما تم تحقيقه على مسار تعزيز التعاون الثنائي بين مصر والبرتغال في السنوات الأخيرة، بما يسهم في تحقيق التنمية والمصالح المتبادلة للشعبين الصديقين، ولفت إلى أن المباحثات مع الرئيس البرتغالي تهدف على إحداث نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين. من جهته، تقدم الرئيس البرتغالي إلى نظيره المصري بالتهنئة على فوزه بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات التي أجريت في مصر أخيرا، معربا عن ثقته بدعم مصر لمرشح البرتغال لمنظمة الهجرة الدولية، مؤكدا أن لشبونة والقاهرة ستعملان معا في الأمم المتحدة على المستوى الإقليمي من أجل السلام، وأكد أن لدى البلدين الكثير من مجالات العمل المشترك على المستوى الثنائي في مجالات الاقتصاد والبنية الأساسية والسياحة والبيئة ومجالات الطاقة، لافتا إلى رغبة بلاده في بدء مرحلة جديدة في العلاقات مع مصر، متباهيا بأنه أول رئيس برتغالي يزور مصر منذ 25 عاما. أسبوع الجاليات في هذه الأثناء، أعلنت وزيرة الدولة للهجرة وشؤون المصريين بالخارج، نبيلة مكرم، أن أسبوع الجاليات "العودة للجذور"، ستنطلق فعالياته بداية من 30 الجاري، بحضور الرئيس السيسي ومشاركة رئيس وزراء اليونان والرئيس القبرصي، ويعد "العودة للجذور" مبادرة مصرية للاحتفال بالجاليات اليونانية والقبرصية التي كانت تعيش في مصر، وإحياء أماكن وجودهم ومشاركتهم في الحياة الثقافية والتجارية في البلاد. وقالت مكرم، خلال زيارتها إلى الأكروبوليس بالعاصمة اليونانية أثينا، إن أسبوع "العودة للجذور" يحمل في طياته رسالة مهمة للعالم بأن مصر بلد مهجر أتى إليها البشر من مختلف دول العالم وأقاموا فيها وتأثروا بحضارتها وأثروا فيها، مقدمة الشكر إلى السيسي الذي دعم أسبوع الجاليات عبر تحويله إلى واقع بالإعلان عنه خلال القمة الثلاثية مع زعيمي قبرص واليونان في نيقوسيا خلال نوفمبر الماضي، مشددة على أن رعاية الزعماء الثلاثة للمبادرة رسالة مهمة لإظهار قوة العلاقات الثلاثية. احتفال الإسراء في غضون ذلك، بعث وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، ببرقية تهنئة إلى القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس السيسي بمناسبة ذكرى ليلة الإسراء والمعراج، أكد فيها أن رجال القوات المسلحة يؤمنون بعقيدتهم بأن "الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومي واجبهم المقدس، يحملون أمانته بكل الشرف والتضحية والفداء، لتظل مصر وطنا آمنا مستقرا"، في حين نظمت القوات المسلحة احتفالية بمناسبة الإسراء والمعراج أمس.
مشاركة :