نهال كمال: عبدالرحمن الأبنودي بداخله فلاح منذ صغره

  • 4/13/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أعد الملف: محمد لطفي وياسر الغبيرى وأحمد صوان وأميرة عبدالحكيم ومحمود عبدالله تهامى عندما جاء الحديث على ذكر الأرض وصفت الإعلامية الكبيرة نهال كمال، زوجة الشاعر الراحل عبدالرحمن الأبنودي، لـ«البوابة»، الأرض عند الأبنودى بأنها «عشق لا ينتهي»، حسب قولها، وأشارت إلى أن ديوانه الأول «الأرض والعيال» كان «المفتاح الذى بنى عليه شعره بعد ذلك»، وأكدت أن ارتباطه بالأرض كان «غير طبيعي» كما تصفه؛ مشددة على أنه كان يحب الإسماعيلية «لأن بداخله فلاح منذ صغره، كان فى طفولته يرعى الغنم لعائلته مقابل أجر رمزى بسيط يُعطيه لوالدته، هكذا اكتسب خبرة غير محدودة فى الزراعة». روت نهال ما كانت تشاهده فى علاقة الخال الراحل بالأرض فى السنوات التى استقر فيها فى مزرعته بالإسماعيلية «كان يسير وسط الأرض وهو يخاطب الأشجار، كان يعرف كل شجرة ويتحدث إليها، فى واحدة من تلك المرات توقف أمام شجرة غير مثمرة، وقال لها: «إذا لم تُثمرى هقطعك»، كان يُهدد الشجر غير المثمر؛ لكنه عندما كان يرى ثمارها يقول: «أهى سمعت كلامى وخلاص عفوت عنها». رسم «الأبنودي» فى أشعاره الكثير من اللوحات التى تُجسّد مُعاناة الفلاح المصري، والتى تعددت بين عدد من الأبناء، الذين قد يصلون إلى الاثنى عشر كما ذكر فى قصيدته، وكذلك الديون المتراكمة عليه، وهمّ الفلاح الأكبر، والذى كان يتمثّل فى أخطار فساد محصوله، فقد كان هذا يمثل هاجس حياته اليومي؛ هذا بالطبع بخلاف المرض والمعاناة الصحية نتيجة الضغوط النفسية عليه. تنفلت من قبضة الشرق الحمامه أم الجناح أم الجناح أبيض فى لون قلب الصغار آه يا حبيبتى يا أم خصله مهفهفه قلبى اللى مرعوش الأمان لسه بيحلم بالدفا والشمس كلمة طيبة وفيها الشفا قلبى اللى كان قرَّب يموت لسه بيحلم بالبيوت زى الخرز جاء معجم الأبنودى الشعرى منحوتًا من عناصر البيئة الريفية التى تفرض سطوتها فى تشكيل الصورة، فاشتهر الكثير من مفرداته، مثل «القناديل، محرات، العصافير؛ مزج بين هذه المفردات القادمة من طين الأرض وأثر الزمن وفعله الذى يُشبه نحت قطرات المياه الصبور على سطح الجسد، والذى انعكس على ملامحه «قورته» التى يعرفها أبناء المدينة بـ«الجبهة»، بينما يأتى تأثير الزمن كفعل المحراث فى الأرض. دومًا كان الخال يستل مكونات صوره الشعرية من الوسط الريفي، فتبدو مشاهده ولوحاته الشعرية متماهية مع الطبيعة الريفية وكأنها قطعة من نسيجها، فلا فرق بين الشكل الإنسانى والأرضية أو الخلفية الطبيعية. مع الحديث عن الأرض وقصائد الأبنودي، لا أحد ينسى الساقية فى صوره الشعرية، والتى جاءت من أعطاف الوعى الجمعى للفلاحين، وربما بسبب تلك الساقية المهجورة القريبة مما صار حاليًا متحف السيرة الهلالية فى قريته، والتى قيل كثيرًا إنه كان يكتب فى حضورها؛ يرتبط هذا بكون الساقية الأداة التى تُنعش الأرض وتُعيد إحيائها بغمرها بالمياه؛ كذلك فإن حركة الساقية الدائرة لا نهائية؛ فى القصيدة نفسها «الأرض والعيال» قدّم الخال فى خطابه الشعرى صورة للشخصية الريفية، عندما قال: يا رازق الدود فى الحجر الناس فى بلدى طيبين لما يلاقوا اللقمة.. والهدمة ومَلْو ماجور عجين. لكن إذا م الجوع كفر ياخد فى وشه الإنسانية والبشر. يملى الطريق تربه وزعيق وغبار ويتخطى الحفر. يا رازق الدود فى الحجر!! تقول نهال كمال، عن الخال الراحل: «كانت هناك علاقة دائمة بين عبدالرحمن والزراعة، جعلنى أهتم أنا أيضًا بها، صرت أعرف مواسم الزراعة، وما يُناسب طبيعة التربة؛ وكان كذلك يُحب الطهى الذى كان قد تعلمه من والدته، وكان ذلك يظهر فى أنواع الخضراوات التى يزرعها». تحكى عن الأشجار التى أحبها فتُشير بيدها «أطلق على الأشجار أسماءنا، فهناك شجرة باسم آية، وأخرى باسم نور، وهناك بالطبع شجرة باسمي؛ إلا أن الخال كانت لديه شجرتان تحملان اسمه، وعندما سألته عن السبب ضحك وقال إن للذكر مثل حظ الأنثيين». تحكى أكثر عن جعلها تتعلق بالأرض والزراعة «ذات مرة قلت له إن كل ما حولى هنا أخضر، وأننى أشعر بالملل من هذا وأرغب فى رؤية ألوان متنوعة، عندها قام بزراعة حديقة بالورود وأطلق عليها اسمى «نهال» واهتم برعايتها وجلب بذورًا نادرة من خارج مصر لزراعتها». وف كل دار يترش حَب الحُب غيط يتنفس اللبلاب على الباب الكبير وبرضه ملضوم بالحرير يا ام العيون الدفيانين لو تعرفى من فين سمار النيل؟

مشاركة :