قبل 24 ساعة من وصول نابليون بونابرت إلى الإسكندرية كان الأسطول الإنجليزي، بقيادة الأميرال نيلسون ينتظرهم لشن معركة ضمن معارك عديدة بين القوتين العظمتين في القرن الثامن عشر، ووصل هذا الصراع إلى مصر حيث يسعى كل منهما أن يسيطر عليها.في هذه الفترة كانت الأنباء وصلت إلى الإسكندرية بأن الأسطول الفرنسي يستعد لغزو مصر، عند إذ بدأوا يستعدون لمواجهتهم على رأس هؤلاء «عمدة الإسكندرية محمد كريم»، عن هذه الفترة يتحدث المؤرخ عبد الرحمن بدوي، في كتابه «أيام لها تاريخ» يقول: «استقبل محمد كريم الأسطول الإنجليزي، الذي هبط على الساحل ليحذر أهله من نابليون، وعرض على كريم البقاء في البحر للدفاع عن المدينة على أنة يبيع لهم الماء والزاد بثمنه، ولكنه رفض العرض وقال للإنجليز، هذه بلاد السلطان ولن نسمح لأحد باحتلالها».ويضيف بدوي: «اعتصم محمد كريم بقلعه قايبتياي على رأس مجموعة من المقاتلين الشجعان، حتى كلت قواهم، ونفذت ذخيرتهم، ورأى العمده أن المقاومة أصبحت غير مجدية، فكف عن القتال وسلم القلعة لكن بسالته وما فعله في الحرب كان مثار إعجاب نابليون الذي فضل إبقاءه كعمدة للإسكندرية لكنه رفض ذلك بعدما طلبه نابليون منه إرغام أهالي الإسكندرية على دفع غرامات فأتهمه كليبر بالتحريض، وألقي القبض عليه».وتابع: «أعدت محاكمة صورية لمحمد كريم، أظهر فيها جلد وشجاعه ويروي الجبرتي، إنه بعد سماع الحكم أرسل المشايخ والتجار فحضر إليه بعضهم فترجاهم لكي يجمعوا الفدية له وصار يقول «اشتروني يا مسلمين لكنهم رفضوا وانشغل كل منهم بنفسه».وفي يوم 6 سبتمبر 1798م، أصدر نابليون بونابرت أمرًا بإعدام محمد كُريّم ظهرًا في ميدان القلعة، رميًا بالرصاص ونُفذ في القائد محمد كُريّم حكم الإعدام بميدان الرميلة بالقلعة.
مشاركة :