أعربت كل من السعودية وإسبانيا، عن ارتياحھما لما حققته العلاقات الثنائية بين البلدين من نمو مضطرد في المجالات كافة. وفي بيان مشترك أصدرته الرياض ومدريد اليوم (الجمعة)، بمناسبة الزيارة الرسمية التي قام بها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، إلى إسبانيا، أدان الجانبان بشدة استخدام الأسلحة الكيماوية في مدينة دوما السورية، وطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤولين عنھا. وجددت إسبانيا، إدانتھا لاستخدام الميليشيات الحوثية للصواريخ الباليستية لمھاجمة المدن السعودية. كما شددت الرياض ومدريد، على أھمية الالتزام بقرار مجلس الأمن 2216 ( 2015 ) الذي يحظر تقديم الأسلحة للمليشيات غير الشرعية في اليمن بما فيھا المليشيات الحوثية. وجاء في نص البيان: "قام الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولي العھد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المملكة العربية السعودية، بزيارة رسمية إلى مملكة إسبانيا بدعوة من الحكومة الإسبانية يومي 25 و 26 رجب 1439ھـ ( 11 و 12 إبريل 2018)، بھدف تعزيز العلاقات بين البلدين الصديقين وتطوير مجالات التعاون بينھما ضمن شراكة قوية لدعم مصالحھما المشتركة. وفي مستھل الزيارة، استقبل الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا، ولي العھد السعودي وأقام مأدبة غداء تكريماً لولي العهد السعودي بالقصر الملكي في مدريد، كما عقد ملك إسبانيا مع الأمير محمد بن سلمان لقاءً ثنائياً بقصر ثارثويلا. ونقل ولي السعودي لملك إسبانيا تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ملك المملكة العربية السعودية، فيما حمله ملك إسبانيا تحياته إلى خادم الحرمين الشريفين. وخلال الاجتماع الذي عقد بين ولي العھد ورئيس الحكومة الإسبانية ماريانو راخوي في قصر مونكلوا، عبر الجانبان عن ارتياحھما لما حققته العلاقات الثنائية بين البلدين من نمو مضطرد في المجالات كافة، وأكدا على أھمية تعميقھا بشكل أوسع لما فيه مصلحة الصداقة بين البلدين والشعبين. كما عقد الأمير محمد بن سلمان، اجتماعاً مثمراً مع وزيرة الدفاع الإسبانية ماريا دولوريس دي كوسبدال، وتم خلاله بحث سبل تطوير التعاون الدفاعي من أجل نقل وتوطين التقنية في الصناعات العسكرية بھدف خلق فرص وظيفية في البلدين. وعبرت إسبانيا عن دعمھا القوي لرؤية السعودية 2030، فيما رحبت السعودية بإسبانيا كشريك مھم في تنفيذ ھذه الرؤية الھادفة للتنوع الاقتصادي وإطلاق الطاقات الكامنة للمجتمع السعودي. وأكد ولي العھد ورئيس الحكومة الإسبانية اليوم، على الشراكة القوية بين البلدين، والتي ستمثل الآلية الرئيسة لإحراز مزيد من التقدم في كل جوانب العلاقة الثنائية بين البلدين، بتركيز خاص على مساھمة إسبانيا في تحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال خبراتھا الغنية والمتقدمة، وتحديداً في مجالات الطاقة بما فيھا الطاقة المتجددة، والبنى التحتية، والنقل، والسياحة، والثقافة، والترفيه، والعلوم، والتقنية، والدفاع. وتم بحث سبل إيجاد فرص استثمارية إضافية في البلدين. وأشادت إسبانيا بالإصلاحات الجارية في السعودية، والتي فتحت آفاقاً وفرصاً جديدةً لتطوير طاقات الشعب السعودي. وتم توقيع العديد من الاتفاقيات ومذكرات التفاھم بھدف تطوير التعاون الثنائي في العديد من المجالات، بما فيھا النقل الجوي، والثقافة، والعمل والتنمية الاجتماعية، والعلوم والتقنية، والدفاع. وأكد الجانبان على أھمية التعاون والحوار السياسي بين البلدين في القضايا الدولية والإقليمية. وتشمل ھذه القضايا الأمن الدولي، والاستقرار الإقليمي، والقضايا الإنسانية، وكذلك مكافحة الإرھاب والتطرف. وتشمل كذلك الحوار الثقافي والديني والذي أنشئ لأجله مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز الدولي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات بمبادرة من السعودية وإسبانيا بالإضافة إلى النمسا، بھدف تشجيع الحوار بين الثقافات كوسيلة للحيلولة دون وقوع النزاعات، والإسهام في جھود الوساطة وحفظ السلم، ودمج الحوار بين الأديان والثقافات لمواجھة التطرف والإرھاب في العالم. وفيما يتعلق بالقضايا الإقليمية والدولية، اتفق الجانبان على الحاجة لتعزيز الأمن والتنمية في منطقة الساحل. كما أكدا على أھمية إيجاد حل سلمي للنزاع الفلسطيني - الإسرائيلي وفقاً لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادرة السلام العربية. وفي الشأن السوري، شدد الجانبان على الحاجة إلى حل سياسي وفقاً لبيان جنيف وقرار مجلس الأمن 2254 ( 2015 )، وأدان الجانبان بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية في مدينة دوما السورية وطالبا المجتمع الدولي بمحاسبة المسؤولين عنھا. وفي الشأن العراقي، نوه الجانبان بالانتصار الذي حققته حكومة دولة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على تنظيم داعش بدعم من التحالف الدولي. كما نوھا بالدعم الذي قدمه المجتمع الدولي لإعادة إعمار العراق في مؤتمر الكويت الدولي بتاريخ 26 جمادى الأولى 1439ھـ ( 12 فبراير 2018م )، وتمنى الجانبان مزيداً من السلم والاستقرار والازدھار للعراق. وفي الشأن اليمني، عبر الجانبان عن دعمھما الكامل للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيثس، في جھوده للوصول إلى حل سياسي للأزمة اليمنية بناء على قرار مجلس الأمن 2216 ( 2015 ) لإنھاء الأزمة اليمنية. وجددت إسبانيا إدانتھا لاستخدام الميليشيات الحوثية للصواريخ الباليستية لمھاجمة المدن السعودية. وشدد الجانبان على أھمية الالتزام بقرار مجلس الأمن 2216 ( 2015 ) الذي يحظر تقديم الأسلحة للمليشيات غير الشرعية في اليمن بما فيھا المليشيات الحوثية، وطالبا من يمدون الميليشيات بالأسلحة بالالتزام بالقرارات الدولية، كما أكد الجانبان على دعمھما لتوفير المساعدات الإنسانية اللازمة في اليمن. ونوھت إسبانيا بخطة السعودية للإغاثة الإنسانية الشاملة للشعب اليمني، والتي مولتھا السعودية والإمارات بمبلغ مليار دولار لتوفير المساعدات الإنسانية. كما أكد الجانبان على أھمية التزام إيران بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية في الدول الأخرى وعدم تقديم أي شكل من أشكال الدعم للميليشيات الإرھابية، وطالب الجانبان إيران بالالتزام بالقرارات الدولية المتعلقة بالصواريخ الباليستية، وشددا على أھمية منع إيران من الحصول على الأسلحة النووية. وختاماً، عبر الجانبان عن ارتياحھما لنتائج المباحثات التي جرت بين الجانبين خلال زيارة ولي العھد السعودي، وعن التزامھما باستمرار المشاورات الوثيقة بينھما في المجالات كافة خدمة لمصالحھما المشتركة والسلم الدولي. وقدم الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الشكر للملك فيليبي السادس ورئيس الحكومة الإسبانية، على ما لقيه والوفد الرسمي المرافق له من حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.
مشاركة :