تتناطح دول العالم وتتسابق؛ من أجل احتواء البطولات العالمية والإقليمية على أراضيها؛ لما فيها من مكاسب معنوية ومادية على أعلى المستويات في أغلب القطاعات الخدمية وبعض الاقتصادية. واللجنة المنظمة لرئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم، في المملكة العربية السعودية، تُعلن عن الدخول مجانًا لـ «استاد الملك فهد الرياضي، واستاد الأمير فيصل بن فهد» في دورته الخليجية 22، المنعقدة في مدينة الرياض؛ لإنقاذه جماهيرياً؛ عبثاً.. فهل تذكرة الدخول المقدرة للشخص الواحد بـ 30 ريالا للدرجة الموحدة هي المعضلة في الحضور؟ وهل الشعب السعودي الذي يعشق الكرة؛ كونها متنفسه الترفيهي الأول، يحجمه عن الحضور دفع 30 ريالا لتذكرة الدخول؟ وإذا بحثنا عن الأسباب المعلنة لاختفاء الجمهور؛ لوجدناها كثيرة، منها: عدم رضا الجمهور عن المنتخب السعودي؛ لاقتصار اختيار اللاعبين في دائرة المستطيل الأخضر على الفرق الخمس الأولى في سلم ترتيب الدوري الممتاز، بنسبة %36 من عدد فرق الدوري الممتاز من مدينتين فقط "الرياض وجدة " لمنطقتين إداريتين "مكة المكرمة والرياض" بنسبة %26 من مساحة المملكة و %45 من عدد سكان المملكة السعوديين وفق تقديرات عام 2014م؛ ناهيك عن الفرق الأخرى -خارج الدوري الممتاز- والتي تحوي العديد من النجوم الساطعة في المجال الكروي، فهل تستبعد تماماً وتقتصر على فرق خاصة بنسبة %80؟ ولنظرة المدرب غير الوطني (لوبيز) الذي تدفع له آلاف الدولارات وهو ليس جديراً باختيار لاعبيه فكيف بتدريبهم!! بالرغم من وجود مدربين وطنيين محترفين!! إن حرمان المشجعين من القيام بمظاهر التشجيع المعمول بها عالمياً وعدم وجود الخدمات المختلفة التي تقدم في الملاعب العالمية؛ وإن وجدت ليست بالمستوى المطلوب يجعلهم يكتفون بمشاهدة المباريات بأريحية تامة في المقاهي أو المنازل. والجدير بالذكر؛ لو استغلت جميع مقاعد الدرجة الموحدة في ملعبي الملك فهد والأمير فيصل؛ لحققت دخلاً يتجاوز عشرين مليون ريال، ناهيك عن أسعار المنصات والدرجة الأولى، إضافة إلى المردود المترتب على انعقاد الدورة الخليجية بمدينة الرياض من دخل محقق للبث المباشر الحصري، والنزل (الفنادق والشقق المفروشة)، والمطاعم، والأسواق، ووسائل النقل، والدعاية والإعلان داخل الملعب وخارجه ... الخ، فهل المملكة في غنى عن هذا الدخل؟! وفي الختام.. المنتخب السعودي هو منتخب وطني، لا بد أن يُشكل بتميز بعيداً عن المحسوبيات، مع بذل المزيد من الاهتمام باللاعب نفسه، وأن تراعى رغبات الجمهور ويُقدر حضوره من جميع المناطق، كما أن أي دورة تعقد على أرض الوطن فهي من حق المواطنين كمصدر رزق لجميع القطاعات الخدمية.. فأحسنوا التصرف يا أخوه.
مشاركة :