أتوقع بعد كتابتي لهذا المقال سيلا من الانتقادات وعبارات السخط من جنس النساء، الذي كان بالأحرى أن أكون بصفهن لا ضدهن كما سيفهم مقالي للأسف. لذلك سأترك لهن ذاك الضمير الذي تخرسه البعض منهن فلا يشاهدن من ظلم الرجال شيئا، والشاهد عندما كنت بأحد المجمعات ودخلت محلا لبيع مستلزمات نسائية واضعا لافتة تفيد بتخفيضات هائلة، وللأسف لا يوجد غير استغلال لعقول النساء بهذه الشائعات فالأسعار مرتفعة. ليس موضوع حديثنا غلاء الأسعار وانسياق النساء وراءها دون وعي ولكن ما حدث وأنا أتجول في المعرض تبادر إلى سمعي صوت رجل يتوسل ويقول «إنه غال وبطاقتي الائتمانية لم تعد تتحمل أكثر من الديون»، أجابته زوجته «لا يعنيني ولا بد أن اقتني من هذه الماركة فزوجة أخيك الفلاني ليست أفضل مني». واقتربت أكثر لأستمع لهذا الحوار الغريب، وظل يتوسل إليها لكنها أخذت الماركة المزعومة ورأيت ملامح الرجل المنكسرة وتعجبت من جبروت المرأة التي لم تكتف باقتناء هذه القطعة باهظة الثمن وإنما توقفت عند قطعة أخرى وهي في طريقها إلى صندوق المحاسبة غير مكترثة بزوجها وهو يخرج محفظته ويقلب بين البطاقات الائتمانية وأنا على أمل أن تتنازل عن إصرارها ولكن لا جدوى. أليس الرجال مظلومين أيتها النساء ؟! لا أظلم جميع النساء فهناك المدبرة والتي لا تستهين بتعب زوجها لتنفقه في مشتريات يوجد البديل عنها، وهي تحية إجلال وتقدير لمن تقدر معاناة الرجل وما يترتب عليه من التزامات في شتى محاور الحياة. وسؤال استنكاري لفئة من النساء لا ترى من دور زوجها غير بنك متنقل ضاربة عرض الحائط بذاك الشرخ العائلي التي تتسبب في تفاقمه عندما تجعله عرضة للدين والقروض البنكية، إن لم تكوني أيتها المرأة عونا لشريك حياتك في التخفيف من أعباء الحياة والسمو عن تفاهات ما يسمى بالماركات العالمية والمشتريات التي لا تتوقف عند موسم أو مناسبات. وفاء أبو هادي
مشاركة :