الحرب التجارية تعزز مبيعات فول الصويا

  • 4/14/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تسببت الرسوم التي فرضتها بكين بشكل عقابي على صادرات واشنطن من فول الصويا في تخفيض أسعار المنتج الأميركي، وهو ما دفع الأوروبيين لطلبه بغزارة، خاصة أن البرازيل المنافس الأبرز للولايات المتحدة في هذا المجال تعرض الفول الصويا بأسعار أكثر ارتفاعا، وتعطي تلك التحولات مؤشرا على تأثير الحرب التجارية الدائرة بين بكين وواشنطن على مسار حركة التجارة العالمية.وتعد الولايات المتحدة ثاني أكبر مصدر لفول الصويا في العالم بعد البرازيل، وتعتبر الصين أكبر مشتر، حيث تستورد نحو ثلثي مبيعات فول الصويا التي يتم تداولها عالميا.وفي رد على إجراءات حمائية متصاعدة من إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أعلنت الصين، أكبر مستورد في العالم للبذور الزيتية، عن فرض رسوم على فول الصويا و105 من المنتجات الأميركية الأخرىومع وجود عوائق أمام صادرات الولايات المتحدة تجاه أحد أهم أسواقها، أصبحت أسعار شحنات فول الصويا المصدرة من ساحل خليج الولايات المتحدة عند سعر أقل بفارق كبير عن الصادرات البرازيلية، حيث بلغت الأولى 90 سنتا للبوشل مقابل تراوح الثانية بين 200 و170 سنتا للبوشل (أداة قياس السلع الأساسية الجافة وبوشل فول الصويا يساوي 27.22 كيلوغرام).ويرى محللون أن ارتفاع أسعار الفول الصويا البرازيلية ليس بعيدا عن أجواء الحرب التجارية أيضا، فهو نتيجة لعمليات الشراء المتسارعة من قبل المستوردين الصينيين، الذين كانوا متعبين من دفع رسوم جمركية باهظة على مشترياتهم من الولايات المتحدة.وفي هذا السياق أقبل الأوروبيون على شراء المنتجات الأميركية الرخيصة، حيث قالت وزارة الزراعة الأميركية إن 458 ألف طن من فول الصويا الأميركي بيعت إلى وجهات مختلفة، وقال محللون إن من بين المشترين مصنعي فول الصويا في الاتحاد الأوروبي مثل هولندا وألمانيا.وعززت أخبار المبيعات من أسعار فول الصويا أمس، وإذا تم التأكيد على أن الحجم بأكمله سيذهب إلى الاتحاد الأوروبي فستكون هذه أكبر عملية بيع لمرة واحدة للكتلة خلال أكثر من 15 عاما.وقال متعاملون إن بعض المبيعات التي أعلنت عنها وزارة الزراعة الأميركية كانت محجوزة من البداية لـ«شحنات برازيلية»، لكنها تحولت إلى طلب فول الصويا الأميركي بسبب رخصه مقارنة بالأسعار البرازيلية.وقال جاك سكوفيل المحلل في مجموعة «باول فيوتشرز غروب»: «نشهد إعادة تنظيم التجارة»، ويرجع ذلك إلى حد كبير لأن السياسة تزيد أسعار فول الصويا البرازيلية.ويعتبر فول الصويا أحد أقوى الأسلحة في ترسانة بكين التجارية لأن هبوطا في الصادرات إلى الصين سيضر بولاية أيوا وولايات أميركية زراعية أخرى تدعم الرئيس دونالد ترمب.وكان فول الصويا أكبر منتج زراعي صدرته الولايات المتحدة إلى الصين العام الماضي وبقيمة بلغت 12 مليار دولار.وتستهلك الصين نحو 60 في المائة من فول الصويا المتداول في العالم لتغذية قطاع تربية المواشي لديها وهو الأضخم في العالم، وتقوم المصانع بطحن البذور الزيتية لإنتاج مكون رئيسي في غذاء الحيوانات.وينبه مارك ويليامز، كبير اقتصاديي آسيا لدى كابيتال إيكونومكس، إلى عوامل تحد من قدرة الصينيين على الاعتماد على البرازيل كبديل لأميركا: «ببساطة لا توجد كميات كافية في العالم من فول الصويا خارج الولايات المتحدة لسد احتياجات الصين».«وفيما يتعلق بالحد من الاعتماد على الواردات، فهناك خيارات قليلة، لكن أيا منها ليس بالرصاصة السحرية التي يمكن أن تضر بالمزارعين في الولايات المتحدة دون أن تكون لها تكلفتها في الداخل». وجاء نصف واردات الصين العام الماضي من البرازيل، بينما شحنت الولايات المتحدة نحو 33 مليون طن إليها، بما يعادل ثلث إجمالي وارداتها. وتزرع الصين نحو 14 مليون طن من فول الصويا، تستخدمها بشكل رئيسي في صناعة الأغذية للاستهلاك البشري.- خيارات الداخلويرى محللون وخبراء وتجار ومشترون في مصانع الأعلاف أن هناك خيارات في الداخل من بينها استغلال احتياطيات الطوارئ الاستراتيجية للحكومة الصينية وتغيير مكونات الأعلاف.وعلق بول بوركي، المدير المختص بشؤون آسيا لدى مجلس تصدير فول الصويا الأميركي، على ذلك بقوله: «بعض الناس تقول إنه يمكنهم السحب من الاحتياطيات الحكومية. هذا ممكن (لكن) لا أحد يعرف حجمها». ويعكف بعض مصنعي الأعلاف بهدوء على وضع خطط طوارئ مثل إيجاد مكونات بديلة. فقد تضيف مصانع الأعلاف مزيدا من الذرة، وهو محصول وفير في الداخل، والحبوب المقطرة الجافة، وهي منتج فرعي لعملية تصنيع الإيثانول، أو بذور اللفت والقطن.وتفرض الصين رسوما مرتفعة بالفعل على واردات الحبوب المقطرة الجافة وتدرس فرض رسوم إغراق على وارداتها من الذرة الأميركية.وقال مدير مشتريات لدى شركة مصنعة للأعلاف: «لا أرغب في أن تقوم الصين بتصعيد التوتر التجاري»، مبديا قلقه من ارتفاع الأسعار ونقص المصادر البديلة للأعلاف ذات مكون البروتين المكافئ لفول الصويا.وتابع: «صادرات البرازيل تنتهي عادة قرب سبتمبر (أيلول) ومن المعتاد تلقي شحنات أميركية بين أكتوبر (تشرين الأول) ومارس. من أين نحصل على فول الصويا خلال تلك الفترة إذا كنا نشتري من البرازيل فقط؟».

مشاركة :