لندن تتهم موسكو بأنها تجسست على سكريبال وابنته قبل التسميم

  • 4/14/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

بعد يوم من استنتاجات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والتي جاءت مطابقة لما توصلت إليه المختبرات البريطانية بخصوص ماهية غاز الأعصاب الذي استخدم في الهجوم ضد العميل الروسي المزدوج وابنته على الأراضي البريطانية، اتهم مستشار الأمن القومي البريطاني مارك سدويل في رسالة وجهها إلى حلف شمال الأطلسي الجمعة بقيام الاستخبارات الروسية بالتجسس على العميل سيرغي سكريبال وابنته يوليا لخمس سنوات على الأقل قبل أن يتم تسميمهما. وكتب سدويل، كما نقلت عنه الصحافة الفرنسية «لدينا معلومات تشير إلى أن اهتمام جهاز الاستخبارات الروسي بعائلة سكريبال يعود إلى العام 2013 على الأقل عندما استهدف خبراء إنترنت من «جي آر يو» حسابات يوليا سكريبال عبر البريد الإلكتروني»، في إشارة إلى جهاز الاستخبارات العسكرية الروسية. وقال سدويل كذلك إن روسيا اختبرت وسائل لنقل المواد الكيميائية عبر «وضعها على مقابض الأبواب» مشيرا إلى أن التركيز الأعلى للمادة الكيميائية التي عثر عليها بعد الهجوم كان على مقبض باب منزل سكريبال الأمامي. وعثر على سكريبال وابنته على مقعد في مدينة سالزبري في جنوب غربي إنجلترا في الرابع من مارس (آذار). واتهمت بريطانيا روسيا بالهجوم وهو ما نفته موسكو بشدة. وبعد اختبارها عينات من سالزبري، أكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية النتائج التي خلصت إليها التحقيقات البريطانية بشأن غاز الأعصاب الذي استخدم في الهجوم. واتهمت رسالة سدويل للأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا بامتلاك «الوسائل التقنية والخبرة العملانية والدافع للهجوم على عائلة سكريبال». وأشار إلى أنه «يرجح بشكل كبير بأن الدولة الروسية» مسؤولة عن الاعتداء. وأفاد سدويل أن «تقارير ذات مصداقية معروفة المصادر» أظهرت أن الاتحاد السوفياتي طور إبان ثمانينات القرن الماضي غازات أعصاب «نوفيتشوك» في قاعدة بشيخاني قرب مدينة فولغوغراد. وأضاف أن «كلمة السر لبرنامج الأسلحة الكيميائية الهجومي (الذي يتضمن نوفيتشوك) كانت (فوليانت)». وتابع: «من المرجح بشكل كبير تطوير «نوفيتشوك» لمنع اكتشافه من قبل الغرب وللالتفاف على ضوابط الأسلحة الكيميائية الدولية». وبحلول العام 1993 عندما وقعت روسيا على معاهدة حظر الأسلحة الكيميائية، قال سدويل إنه «من المرجح» أن بعض مركبات «نوفيتشوك» لم تخضع للاختبارات من أجل استخدامها لاحقا من قبل الجيش الروسي. وفي مطلع القرن الحالي، قال سدويل إن روسيا دربت عناصر في الجيش على استخدام هذه الأسلحة بما في ذلك على مقابض الأبواب. وأضاف: «خلال العقد الأخير، أنتجت روسيا وخزنت كميات ضئيلة من مواد نوفيتشوك في إطار البرنامج ذاته». ورفض أليكسندر ياكوفينكو، سفير روسيا لدى لندن، المزاعم، قائلا إن بريطانيا لم تتبادل تفاصيل خطاب سدويل مع روسيا. وقال ياكوفينكو للصحافيين في سفارة لندن: «أوقفت روسيا أي برنامج كيميائي في عام 1992. وفي 2017، تخلصنا من كل الأسلحة الكيميائية». وتابع: «لم ننتج نوفيتشوك، ولم ننتج هذا النوفيتشوك - حسبما يسمى في التصنيف الغربي - الذي لم يكن قط ضمن قواتنا العسكرية». وقالت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الخميس إن تحديد بريطانيا للمادة السامة التي استخدمت في تسميم سكريبال وابنته صحيح. وقال وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إن تقرير منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أكد ما توصلت إليه بريطانيا بشأن مسؤولية روسيا عن استخدام غاز الأعصاب. غير أن وزارة الخارجية الروسية اتهمت جونسون وغيره من الوزراء البريطانيين بـ«تشجيع التشويه المتعمد للحقائق» في إطار حملة ضد موسكو. وقال ياكوفينكو إن سفارة بلاده تعتزم نشر تقريرها الخاص عن تسميم آل سكريبال. وقال: «لدينا انطباع أن الحكومة البريطانية تنتهج عمدا سياسة تدمير كل الأدلة المحتملة». لكن قال خبير عسكري روسي أول من أمس الخميس إن المادة السامة التي تعتقد بريطانيا أنها استخدمت في التسميم يمكن إنتاجها خارج روسيا. وقال يفجيني بوزينسكي، ورئيس مجلس الإدارة التنفيذي لمركز «بي آي آر»، وهو مركز أبحاث روسي متخصص في قضايا الأمن الدولي، إنه لدى معرفة التركيب الجزيئي «يمكن تركيب المادة الكيميائية في أي مكان، بما في ذلك في بريطانيا». وأضاف بوزينسكي، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، وبالتالي، لا يوجد دليل ملموس على تورط روسيا في الحادث. وقالت بريطانيا إن المادة الكيماوية المستخدمة، تم إنتاجها في روسيا وتعرف باسم «نوفيتشوك». وأكدت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن تحديد بريطانيا للمادة السامة صحيح. ولم تطلق المنظمة اسما على المادة أو تقول بأنها يمكن أن تكون قد تم إنتاجها في روسيا. وقال بوزينسكي في تصريحات هاتفية إن «اسم نوفيتشوك ملفق في الواقع... مثل هذا السلاح الكيميائي سيكون له اسم مثل (إيه 123) أو (إيه 234)». وأضاف أن «نجاة سكريبال وابنته أمر مفاجئ. لو كان قد تم تسميمهم بمثل هذه المادة الكيميائية، لكانوا بحاجة إلى ترياق محدد في غضون دقائق». وأوضح أن «هناك على الأقل حالتين أخريين لأشخاص تم تسميمهم بمثل هذه المادة الكيميائية ومات كلاهما على الفور». وعلى خلفية تسميم سكريبال وابنته، طردت بريطانيا 23 دبلوماسيا روسيا، وردت موسكو بطرد عدد مماثل من الدبلوماسيين البريطانيين. ودعما لموقف بريطانيا، طردت الولايات المتحدة وعشرون دولة أخرى دبلوماسيين روسا، وردت روسيا بطرد عدد مماثل من دبلوماسي هذه الدول. لكن عاد سفير الاتحاد الأوروبي لدى روسيا، ماركوس إيدر، إلى العاصمة الروسية موسكو وباشر عمله بشكل رسمي أمس، عقب مشاورات مع بروكسل، حسبما أكدت متحدثة.

مشاركة :