قالت وزارة الخارجية الأمريكية أمس (الجمعة) إن الولايات المتحدة لديها دليل «على قدر عال من المصداقية» بأن الحكومة السورية نفذت الهجوم الأخير بالأسلحة الكيماوية في دوما، لكنها لا تزال تعمل لتحديد مزيج المواد الكيماوية المستخدم في الهجوم.وقالت المتحدثة باسم الخارجية هيذر ناورت في إفادة صحفية «نستطيع القول إن الحكومة السورية تقف وراء الهجوم». وعندما سئلت إن كانت الولايات المتحدة لديها دليل على ذلك أجابت «نعم». وأضافت أن فريقا من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية سيصل سورية (السبت) لجمع الأدلة. في المقابل أبدى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قلقه «من تصاعد التوتر». وحذر من أن «العجز عن التوصل إلى تسوية لإقامة آلية تحقيق يهدد بحدوث تصعيد عسكري شامل»، داعيا أعضاء مجلس الأمن إلى «التصرف بطريقة مسؤولة في ظروف خطرة».فيما، تواصل القوى الغربية (الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا) تقييم خياراتها، بشأن الضربات المحتملة ضد النظام السوري، وسط تحذير روسي بأن التحرك العسكري قد يؤدي إلى حرب.واجتمع مجلس الأمن مجددا أمس، بناء على طلب روسيا لمناقشة التهديد الناتج من أي تحرك عسكري محتمل، وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، من أن الوضع في الشرق الأوسط يهدد بعودة الحرب الباردة، وطالب جميع الدول في كلمته أمام المجلس «التصرف بمسؤولية في تلك الظروف الخطيرة». وقال إن زيادة التوتر وعدم القدرة على التوصل إلى حل وسط بشأن إنشاء آلية للمحاسبة يهدد بتصعيد عسكري شامل. فيما حملت مندوبة واشنطن في الأمم المتحدة نيكي هيلي روسيا مسؤولية الهجوم الكيماوي في دوما. وحذرت من أنه «في وقت ما يجب القيام بشىء» حيال هذا الملف. وقالت إنه يجب عدم التسرع في قرارات كهذه.. التسرع يؤدي إلى ارتكاب أخطاء. وأضافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب يجري تحليلا لجميع المعلومات ويتخذ إجراءات لتجنب أي تداعيات غير مرغوب فيها. وأوضحت «علينا أن نعرف أن هناك إثباتات، وعلينا أن نعرف أننا نتخذ كل إجراء احترازي ضروري في حال تحركنا». واتهم المندوب الفرنسي نظام الأسد باستخدام السلاح الكيماوي بشكل ممنهج. وبعد اجتماع لا يخلو من صعوبة مع مستشاري الأمن القومي أمس الأول، أعلن البيت الأبيض عدم اتخاذ قرار بعد حول كيفية الرد على الهجوم الكيميائي. وأوضح بيان للبيت الأبيض أن ترمب وماي «يواصلان محادثاتهما حول الحاجة إلى رد مشترك على استخدام سورية أسلحة كيميائية». لكن وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس بدا حذرا أمام الكونغرس بقوله: «إن الحاجة إلى وقف قتل الأبرياء يجب موازنتها مقابل خطر تصاعد الأمور خارج نطاق السيطرة».
مشاركة :