قال الدكتور محمد بن حسن المريخي، في خطبة الجمعة أمس، بمسجد عثمان بن عفان بالخور، إن الثناء على العبد الميت من المبشرات بدخوله الجنة، مستدلاً بواقعة مرور جنازة على رسول الله والصحابة، وثناء الناس على الميت المحمول على الأعناق، فقال رسول الله، «وجبت» ثم مرت جنازة أخرى فذمها الناس وذكروا الميت بشر فقال رسول الله: «وجبت»، فسألوا رسول الله عن قوله وجبت مرتين فقال: (هذا أثنيتم عليه، فوجبت له الجنة وهنا ذكرتموه بالشر، فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه). وأضاف: «حقيقة قررها الواحد الأحد سبحانه، قضية مسلمة لا يماري فيها أحد، إنها الموت الذي لا بد أن يشرب من كأسه كل حي، مهما علا قدره وارتفعت منزلته. يقول الله تعالى: (كل نفس ذائقة الموت) لافتاً إلى أن الله تعالى ما جعل لأحد الخلود والبقاء الدائم في هذه الدنيا، لأن البقاء له وحده سبحانه وتعالى. وأوضح المريخي أن ثناء الناس على العبد الميت وذكره بخير، من علامات التوفيق والمبشرات العاجلة، وقد سأل إبراهيم عليه السلام ربه جل وعلا، أن يبقي له ذكراً حسناً وثناء عند الناس عبر القرون والأزمان فقال: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين) فاستجاب الله تعالى له كما قال سبحانه (وتركنا عليه في الآخرين) يقول المفسرون: «وتركنا ثناءً حسناً عليه». ثم عمم الله تعالى فضله على خليله عليه السلام، فكان له الذكر الطيب ولذريته معه فقال (وجعلنا لهم لسان صدق علياً)، قال القرطبي رحمه الله: «أي أثنينا عليهم ثناء حسناً». وأما إذا ذم الناس العبد الميت وذكروه بالشر والسوء فهذه علامة شر عليه، يقول رسول الله (وهذا أثنيتم عليه شراً فوجبت له النار، أنتم شهداء الله في أرضه). وتابع: «الإنسان في هذه الحياة لا بد أن يخرج منها، فإذا خرج منها بالموت، لا بد له من أحد طريقين، إما أن يخرج من الدنيا مستريحاً منها، وإما أن يخرج منها مستراحاً منه. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد مرت عليه جنازة، فقال (مستريح ومستراح منه، قالوا يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب».;
مشاركة :