لم تمنع كارثة الأمطار عامي 1430 و1431 وما صاحبها من تداعيات أهالي جدة من اتخاذ ضفة وادي مريخ مضمارا للمشي، يوم أمس، عقب توقف الأمطار التي فاجأت أهالي العروس، فعقب الكارثة في كل من طريق الحرمين في أم الخير والسامر والأجواد وقويزة قبل نحو خمس سنوات، عملت الجهات المختصة على قدم وساق في إنجاز مشاريع سدود في المنطقة، وكانت من أولويات القيادة الرشيدة لدرء مخاطر السيول وتصريف مياه الأمطار حتى لا تكرر تلك الكارثة. واليوم، وبعد إنجاز تلك المشاريع لا يزال أهالي المنطقة في شرق جدة، وبخاصة مجاوري سد أم الخير وسد السامر يفزعون من قطرات الماء التي تنزل من السماء؛ نظرا لما يحملونه من ذكريات عن تلك الفاجعة التي أثرت على كل أبناء جدة، ورغم كل ذلك فقد عبرت أمطار بدون أي وقائع كما كان في الماضي. يقول عمر السميدع (من سكان أم الخير) إنه في كل عام وفي موسم الأمطار كان الأهالي ينتقلون إلى المرتفعات بالرغم من وجود المشروع الذي سيحفظهم، بمشيئة الله تعالى، من مشاكل السيول، واليوم نرى القليل جدا من الأهالي القلقين ويكتفون بجولة سريعة ونظرة سريعة على الوادي. وفي المقابل، وجد الأهالي في منطقة شرق جدة أن الأودية التي تحاصرها مشاريع السدود أصبحت متنفسا لهم، حيث رصدت «عكاظ» الكثير من النشاطات يوم أمس في الوادي الذي شهد الكارثة في منطقة أم الخير، حيث توزع الأهالي في الوادي ومارسوا نشاطات منها ركوب الدراجات النارية والتنزه في الوادي الرطب الأخضر والاستمتاع بالأجواء الممطرة. ويقول صالح عمر (من سكان قويزة) إنه فضل الانتقال مباشرة إلى سد السامر مع أسرته، وذلك حتى يطمئن أنه ليس هناك أي تجمع مياه أو مياه قادمة من الوادي، إضافة إلى الاستمتاع بالطقس والسحب التي حجبت الشمس وقللت من الحرارة. وكما يبدو أن سد السامر نظيف تماما ولم يتأثر بأي سيل أو مياه أمطار. ومن جانب آخر، تأثرت كل من قويزة وأم الخير والسامر من تجمع مياه الأمطار في الشوارع، خصوصا المنخفضات، ما اضطر الأمانة للجوء إلى مضخات لنقل الماء من جانب إلى آخر، كما استعانوا بالشيولات في بعض المنخفضات؛ حتى يتسنى للسكان التنقل بحرية.
مشاركة :