عبد الحكيم شار- سبق- الرياض: رفض إعلاميون إلصاق تهمة التخدير بالبرامج الحوارية والاجتماعية، التي تناقش هموم وقضايا الناس، مؤكدين أن الإعلام ليس دوره وضع الحلول، وإنما تقديم مواضيع موثقة وحقيقية، تلامس هموم الناس. وأرجع المشاركون في الجلسة الثانية التي أُقيمت أمس السبت، ضمن فعاليات معرض ومنتدى الرياض الإعلامي السادس بفندق إنتركونتيننتال، وكانت بعنوان البرامج الحوارية والاجتماعية والتأثير الإيجابي، وشارك فيها مقدم برنامج يا هلا في روتانا خليجية، علي العلياني، ومقدم برنامج لقاء الجمعة في روتانا خليجية، عبدالله المديفر، ومقدم برنامج يعطيك خيرها في القناة الأولى، صلاح الغيدان، وأدارها المذيع في التلفزيون السعودي، عبدالله الشهري.. أرجعوا تداول هذا المصطلح إلى الإحباط، وإحساس الناس بأنه لا توجد حلول فورية وعاجلة، لمشكلاتهم. وقد استهل الإعلامي عبدالله المديفر، مقدم برنامج لقاء الجمعة في روتانا خليجية، الجلسة، بتساؤل عن وظيفة البرامج الحوارية، مشيراً إلى أنها نقل حال الناس كما هو؛ فهي انعكاس للواقع، والتعبير عن طموح الناس، وبينهما تسير البرامج الحوارية. وأضاف: فإذا استطاعت هذه البرامج نقل حال الناس كما هو، وأن تكون مرآة وصوتاً للناس، وليس صوتاً عليهم، ففي هذه الحالة أنت تقدم برنامجاً حوارياً حقيقياً. أما إذا كنت تنتقي ما تريد، وتخفي ما تريد، فأنت تخدر الناس، وإذا كنت تنتقي من طموحات الناس ما يناسبك فأنت تستخدم الناس ولا تخدمهم. وأردف: الإعلام سلطة رابعة، أي أنه جزء من الدولة، وليس جزءاً من الحكومة، بمعنى أنه يجب أن يكون الإعلام سلطة رابعة رقابية على أجهزة الحكومة، وإذا لم يكن كذلك فلن نصل إلى الإعلام الذي نريده. وأضاف: القضية بين الإعلام والمسؤولين ليست عداء، وإنما قضية تكامل. وتابع: فمثلاً، عندما نقول إن الحكومة هي السلطة التنفيذية التي تنفذ القرارات والتوصيات التي صنعت في السلطة التشريعية، التي تتمثل في مجلس الشورى والخبراء، فهناك سلطة قضائية تحاسب. وكما يجب أن يكون لكل سلطة استقلالية فيجب أن تكون هناك سلطة رابعة مستقلة، تتمثل في الإعلام، تحاسب الحكومة حول أدائها؛ وبالتالي يجب أن يكون هناك فصل للسلطة الرابعة عن الحكومة، وليس عن الدولة. وقال المديفر: أحد المسؤولين رفض الظهور معي متحججاً بقوله: أنت تريد مني قول كل شيء، وأنا لا أستطيع قول كل شيء. وبدوره، أعرب مقدم برنامج يا هلا في روتانا خليجية، علي العلياني، عن شكره للمشاهدين الذين وضعوا ثقتهم في برامجه التي يقدمها منذ سنوات، مشيراً إلى أن مصطلح التخدير قد استخدمه أناس غاضبون، ويبحثون عن حلول لمشكلاتهم وقضاياهم. لافتاً إلى أن الإعلام ليس دوره وضع الحلول، وإنما يقدم مواضيع موثقة وحقيقية، تلامس هموم الناس. وقال: نحن في برنامج يا هلا نزعم أننا صوت الناس، وذلك من خلال تقاريرنا وبرامجنا وضيوفنا. وتابع: أداؤنا في البرنامج قد لا يرضي بعض المسؤولين، وهذا يعطينا شهادة بأننا نسير في الاتجاه الصحيح. ونحن شركاء للناس، وصوت صادق لهم مهما كانت الحقيقة الموجعة، ونحاول أن نكون عند طموحات الناس. وأضاف: مع وسائل التواصل الاجتماعي أصبح هناك ضغط شعبي بوجوب أن تتحدث الوزارات. وزاد مستغرباً: إذا قابلنا مسؤولاً يقول لنا هناك أمور لا تعلمون عنها فإن هذه الأمور ليست مبرراً للمسؤول أن يصمت ولا يتحدث. من جهته، أكد صلاح الغيدان، مقدم برنامج يعطيك خيرها في التلفزيون السعودي، أن البرامج الحوارية تنطق بهموم الناس؛ فهي لسانهم. لافتاً إلى أن مصطلح التخدير جاء بسبب الإحباط وإحساس الناس بأنه لا توجد حلول. وذكر أن الإعلامي لا يطرح حلولاً أبداً، وقال: لدي قاعدة في هذا الموضوع، هي بدلاً من أن تملي حلاً على مليون مشاهد اترك مليون مشاهد يفكرون في مليون حل. هذا ونحن نتحدث عن البرامج التوعوية والتربوية والتوجيهية. أما إذا كانت القضية تتعلق بمسؤول متمرد فإن عجزوا في طرح حلول فهم في ذمة مسؤول أهملهم. ولفت إلى أنه بمجرد أن تطرح قضية في برنامج ما فهي تقدم 50 % من الحل، مستشهداً في هذا الصدد بقضية الطفلة رهام الحكمي التي نُقل لها بالخطأ دم ملوث بالإيدز، فلولا نشر صحيفة سبق لها وتناول الإعلاميين في برامجهم لكانت هذه الطفلة في حكم المجهول! ولكن عندما ظهرت في الإعلام فقد قُدم لها 50 % من الحل! وكذلك معاناة مريض السمنة الشاب خالد الشاعري عندما نشرت صحيفة سبق قصته، وأبرزناه أيضاً في برنامج الرئيس في لاين سبورت؛ فنُقل فوراً بقرار من خادم الحرمين الشريفين. فهذا دور الإعلام، تقديم 50 % من الحلول لمشاكل الناس وقضاياهم بمجرد نشرها عبر وسائله. وواصل منتقداً ضعف تفاعل بعض المسؤولين مع الإعلام بقوله: أغلب المسؤولين الخدميين يقلب النقد إلى حقد، ويحجب نفسه عن الظهور للناس. مشيراً إلى أن صمت المسؤولين يخالف توجهات الملك، وقال: بعض المسؤولين غير متجاوبين، و(على الصامت)، وهذا يخالف تعاليم الملك. وزاد بقوله: أصبح المتحدث الأمني لوزارة الداخلية الذي من المفترض أن يصمت؛ لأنه في جانب أمني حساس، وكلمة منه قد تجعل البلد يثور، أصبح أكثر نشاطاً وحركية من مسؤول البلدية. وخاطب المسؤول: كن فعلاً، ولا تكن في ردة فعل. مبرزاً نموذجاً إيجابياً لتجاوب بعض المسؤولين، المتمثل في وزير التجارة توفيق الربيعة الذي يرد على تساؤلات الناس عبر تويتر والإيميلات، ويعترف بالأخطاء؛ فوجد تشجيعاً ودعماً من الناس. وقد حملت جلسات معرض ومنتدى الرياض الإعلامي السادس بفندق إنتركونتيننتال في يومها الثاني والأخير أمس السبت عناوين عدة، منها (الإنتاج التلفزيوني السعودي كصناعة بين الواقع والطموح)، وشارك فيها الدكتور رياض نجم رئيس هيئة الإعلام المرئي والمسموع والدكتور فهد الطياش أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود، وأدارها سعد المسعود محاضر قسم الإعلام في جامعة الملك سعود، وكذلك (دور الإعلام في احتواء الشباب) وشارك فيها الأمير الدكتور نايف بن ثنيان آل سعود رئيس قسم الإعلام بجامعة الملك سعود والدكتور أسامة النصار أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود والدكتور صالح الدبل مستشار الحملة الوطنية الشاملة لتعزيز القيم الوطنية (وطننا أمانة)، بإدارة المذيع عبدالله الشهري. واختتمت بجلسة (البرامج الرياضية بين الإثارة المهنية والتعصب الرياضي) بمشاركة مقدمي البرامج الرياضية سلمان المطيويع مقدم برنامج الملف الأحمر على قناة روتانا خليجية، ووليد الفراج مقدم برنامج أكشن يا دوري على شاشة (إم بي سي أكشن)، إضافة إلى المذيع خالد جاسم مقدم برنامج المجلس في قناة الدوري والكأس، وأدار الحوار مقدم البرامج الرياضية محمد العرفج.
مشاركة :