تعرض الفنانة التشكيلية القطرية أمل العاثم، بجاليري أنيما في اللؤلؤة مجموعة من أعمالها الفنية في معرض شخصي متفرد بعنوان «جاذبية». يضم المعرض الذي يستمر حتى 30 يونيو المقبل 32 عملاً فنياً بأحجام كبيرة، بالإضافة إلى منحوتتين جميلتين سبق أن عرضتهما العاثم في اليوم الوطني للدولة في شهر ديسمبر الماضي بدرب الساعي.إبداع الفنانة التشكيلية أمل العاثم يسكن روح المرأة، وهو صدى يتردد بين جنباتها الروحية، فهي تستخدم فرشاتها لتحفر عميقاً في باطن الإشكاليات الثقافية، معبرة عنها من خلال الألوان والخطوط، طابعة هويتها الفنية على كل أعمالها. ومن خلال لوحاتها ومنحوتاتها، فهي لحن مجرد يتغنى بالقضية ذاتها. أشكال جريئة ومتمايلة تتضافر معاً لتخلق أفكاراً مثيرة وهامسة في آن واحد. وقالت أمل العاثم عن معرضها «جاذبية» لـ «العرب»، إنها تأثرت كثيراً بالحصار الجائر على دولة قطر، وهو ما خلق لديها حافزاً كبيراً للإبداع والإنجاز، حيث سبق أن نفذت عملين ضخمين بمناسبة اليوم الوطني؛ وهما منحوتتان عن قطر تم عرضهما في درب الساعي في ديسمبر الماضي. وبخصوص تجربتها الحالية تقول العاثم: «خارج نطاق القمر مدارات كونية أخرى، أحدثت الجاذبية كياناً لعوالمها.. شخوص استطالية تتجاذب خلال مدارات تحدد كيانها بمجموعة لونية، تشكلت من لون تراب الأرض ونقاء العشب وصفاء الغيم ورقة البحر.. حكاية سرد للجاذبية الكونية. حيث تتجلى ازدواجية الجمع بين التفاصيل الشخصية والرموز العامة، ضمن حكايات دراماتيكية صاغت نمطاً معيناً لكل من هذه العوالم». واعتمدت الفنانة في أعمالها على مركز جاذبية تاريخي بلون هوية خاصة تتخطى حدود العمل، التي تعكس مجتمعاً أكثر رحابة، متجلياً في مدار أكبر اتساعاً. من جهتها، أشادت السيدة غادة الشولي مؤسِّسة جاليري أنيما في تصريح لـ «العرب»، بأعمال أمل العاثم، وقالت إن هناك قفزة نوعية واضحة في أعمالها، موضحة أنه عادة ما يكون محور أعمالها المرأة. وأضافت: «شاهدنا اليوم تجربة مختلفة تحولت فيها المرأة إلى جزء من هذا العالم، منوهة بأن أبرز ما يميز المعرض أن هناك مزجاً بين كل المعطيات بما في ذلك الألوان، كما تتوافر بشكل كبير القوة والجرأة في الطرح. وأبرزت الشولي، أن تطوراً كبيراً حدث في تجربة أمل العاثم. حيث إن أعمالها المعروضة تتسم بالقوة، كما أن منحوتاتها لها ملامح أعمالها الأخرى نفسها (اللوحات)، حيث لمستها ظاهرة. جدير بالذكر أن أمل العاثم شرعت في رحلتها الإبداعية عام 1989 في المعهد العالي للفنون المسرحية بالكويت، وتخرجت بعد ذلك في جامعة قطر عام 1995 حاملة درجة البكالوريوس في التربية الفنية من جامعة قطر. أقامت أول معارضها عام 2000، ومنذ ذلك الحين عرضت أعمالها محلياً ودولياً، ونالت عنها العديد من الجوائز.;