عواصم - قنا: أيدت العديد من العواصم العالمية، الضربة العسكرية التي وجهتها كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا فجر أمس لمواقع عسكرية محددة في سوريا عقب استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية محرمة دولياً على سكان دوما بالغوطة الشرقية يوم السبت الماضي ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وأكدت أن هذه الخطوة الثلاثية ستساهم في «بتر» اليد المطلوقة التي يعتمدها النظام السوري لمعاقبة شعبه حتى إن استدعى ذلك تصفيتهم باستخدام غازات كيماوية محرمة دولياً، مشددة على أن الموقف الحازم الذي أبداه المجتمع الدولي تجاه خروقات النظام السوري في استهدافه للمدنيين سينعكس إيجاباً على القضية السورية برمتها باتجاه إيجاد حل سريع لها. وكانت أبرز ردود الفعل قد صدرت من تركيا التي أعربت عن دعمها للضربة العسكرية الأمريكية البريطانية الفرنسية على مواقع عسكرية سورية، معتبرة أن ما جرى هو «رد في محله». وقالت الخارجية التركية، في بيان لها، إن الضربات العسكرية التي نفذتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ضد النظام السوري، كانت «رداً في محله على الهجوم الكيماوي على مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية»، مؤكدة أن هذه الضربة «ترجمت مشاعر الضمير الإنساني بأسره في مواجهة الهجوم الكيماوي على المدنيين ، والمشتبه بقوة في تنفيذه من قبل النظام». كما أكد البيان أن الهجمات العشوائية ضد المدنيين بأسلحة الدمار الشامل، بما في ذلك الأسلحة الكيماوية، تشكل جريمة ضد الإنسانية، لافتاً إلى أن النظام السوري يمارس الظلم على شعبه بالأسلحة التقليدية والكيماوية منذ أكثر من 7 أعوام، ولديه سجل ثابت في جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. ودعت الخارجية التركية المجتمع الدولي، وخاصة أعضاء مجلس الأمن الدولي، إلى التفاهم حول الخطوات المشتركة التي من شأنها ضمان معاقبة مستخدمي الأسلحة الكيماوية. من جهتها، أعلنت كندا تأييدها لهذه الضربات العسكرية، مطالبة بضرورة تقديم المسؤولين عن استخدام الغازات الكيماوية المحرمة دولياً ضد المدنيين في سوريا إلى العدالة الدولية. وعبر جاستين ترودو رئيس الوزراء الكندي، في بيان، عن تأييده للضربات العسكرية التي تقودها واشنطن ولندن وباريس ضد مواقع أسلحة كيماوية للنظام السوري، قائلاً إن بلاده تؤيد قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا باتخاذ إجراءات ضد قدرة نظام الأسد على إطلاق أسلحة كيميائية ضد شعبه. بدروها، أعلنت الحكومة الأسترالية عن دعمها للضربات الجوية الأمريكية البريطانية الفرنسية ضد منشآت الأسلحة الكيميائية التابعة للنظام السوري. واعتبر مالكوم تورنبول رئيس الوزراء الأسترالي والسيدة جولي بيشوب وزيرة الخارجية في حكومته، في بيان مشترك، أن الضربات الجوية «رد شديد على استخدام النظام السوري السلاح الكيميائي في دوما في السابع من أبريل الجاري»، معربين عن تأييدهما لهذه الضربات. إلى ذلك، أكدت الحكومة اليابانية تأييدها لما قامت به واشنطن ولندن وباريس بحق النظام السوري. وقال السيد شينزو آبي رئيس الوزراء الياباني، في تصريحات، إن طوكيو تؤيد قرار الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا بشن ضربات ضد سوريا رداً على هجوم كيماوي قاتل على بلدة قرب العاصمة دمشق، مضيفاً أن هذا العمل يعكس التصميم الدولي على عدم السماح باستخدام الأسلحة الكيماوية في العالم. من جانبه، قال دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي إن الضربات العسكرية في سوريا أوضحت أنه لا يمكن للمأساة الإنسانية أن تستمر، مضيفاً أن «الاتحاد الأوروبي سيقف مع حلفائه إلى جانب العدالة». وكان حلف شمال الأطلسي (الناتو) أعرب في وقت سابق عن تأييده لهذه الضربات العسكرية، مشدداً على أن هذه العملية ستحد من قدرة النظام السوري على إنتاج أسلحة كيماوية . في المقابل، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ضرب الولايات المتحدة مع حلفائها المنشآت العسكرية في سوريا انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي دون تفويض من مجلس الأمن. وقال إن «تصرفات الولايات المتحدة الأمريكية تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في سوريا وتثير موجة جديدة من اللاجئين من هذا البلد والمنطقة ككل». كما أعلنت إيران عن استنكارها لهذه الضربة العسكرية، محذرة من تداعياتها الإقليمية والدولية.
مشاركة :