قال تايلر كوين، استاذ الاقتصاد بجامعة جورج ميسون الأمريكية، إن الوضع في سوريا معقد بدرجة لا يمكن لأحد توقعها، في ظل صراعات الشرق الأوسط التي قال عنها إن تشابكها يضاهي الوضع العالمي قبل قيام الحرب العالمية الأولى. وأكد الكاتب الأمريكي في مقاله بشبكة بلومبيرج، أن الوضع لا يبدو معقدًا فقط بسبب الضربة الأمريكية اليوم على منشآت الأسلحة الكيميائية للنظام السوري؛ لكن هناك توتر إقليمي عام في ظل التوتر الدائم بين إسرائيل وإيران؛ حيث قصفت إسرائيل سوريا مؤخرًا للحد من دعم إيران لحزب الله في الداخل السوري، بالإضافة إلى وجود حزب الله بالفعل في الداخل اللبناني، وتسارع الأحداث في غزة باشتباك الإسرائيليين والفلسطينيين واقتراب واشنطن من مشارف الإطاحة بصفقة النووي الإيراني؛ لعدم التزامها ببنود الصفقة ومواجهة حكومة بنيامين نتنياهو في اسرائيل اتهامات فساد كبيرة. وأضاف الكاتب أن الوضع بين إيران والمملكة العربية السعودية يزداد سوءًا، بسبب اطلاق الحوثيين المدعومين من إيران صواريخهم على السعودية. وعلى جانب تركيا، تشهد نظام حكم غير جدير بالثقة، مع استياء السعوديين من تحالف قطر مع إيران، واستخدام ترامب لصراع الشرق الأوسط لبيان تفوقه على روسيا في المنطقة، وأزمة روسيا مع أوروبا بعد محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سكريبال في بريطانيا. واعتقد الكاتب في مقاله المنشور بالشبكة الأمريكية أن وضع الشرق الأوسط اليوم، في ظل العديد من العلاقات المتبادلة بين القضايا السياسية الداخلية والخارجية، يماثل وضع العالم قبل الحرب العالمية الأولى. وقارن الكاتب وضع دول المنطقة اليوم، بوضع دول العالم قبل قيام الحرب العالمية الأولى؛ حيث تفكك الإمبراطورية العثمانية، والاندفاع الإمبريالي نحو تأسيس المستعمرات، وألمانيا الناشئة التي كانت تسعى إلى تحقيق التكافؤ أو التفوق على منافستها بريطانيا العظمى، وعدم تكافؤ الإمبراطورية النمساوية المجرية، والسياسة الداخلية المعقدة لروسيا التي أدت في نهاية المطاف إلى قيام الثورة البلشفية. وشدد الكاتب على أن هناك حالة خاطئة من التفاؤل بأن الشرق الأوسط يشهد مجرد صراعات محدودة وليس حرب كبرى؛ لأن العبرة بالنتيجة وبحجم الفوضى المتوقع بسبب التصعيد المستمر.