«إعلان الظهران» يؤكد مركزية فلسطين.. وبطلان القرار الأمريكي بشأن القدس

  • 4/16/2018
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكد القادة والرؤساء والملوك والأمراء العرب، مركزية قضية فلسطين بالنسبة للأمة العربية جمعاء و الهوية العربية للقدس الشرقية المحتلة عاصمة دولة فلسطين ورفض وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل». وشدد القادة العرب في «إعلان الظهران» الصادر في ختام أعمال القمة العربية العادية التاسعة والعشرين «قمة القدس» مساء أمس الأحد على أهمية السلام الشامل والدائم في الشرق الأوسط كخيار عربي استراتيجي تجسده مبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت في العام 2002م ودعمتها منظمة التعاون الإسلامي.واعتبر القادة العرب أن مبادرة السلام العربية لا تزال تشكل الخطة الأكثر شمولية لمعالجة جميع قضايا الوضع النهائي للصراع العربي - «الإسرائيلي»، وفي مقدمتها قضية اللاجئين، مؤكدين أن المبادرة توفر الأمن والقبول والسلام ل«إسرائيل» مع جميع الدول العربية، مؤكدين التزامهم بالمبادرة وتمسكهم بجميع بنودها.وأكد القادة العرب بطلان وعدم شرعية القرار الأمريكي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل» مع الرفض القاطع الاعتراف بالقدس عاصمة ل«إسرائيل»، مشددين على أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين العربية، محذرين من اتخاذ أي إجراءات من شأنها تغيير الصفة القانونية والسياسية الراهنة للقدس، حيث سيؤدي ذلك إلى تداعيات مؤثرة في الشرق الأوسط بأكمله.ورحب القادة العرب بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس وقدموا الشكر للدول المؤيدة له، مؤكدين الاستمرار في العمل على إعادة إطلاق مفاوضات سلام فلسطينية «إسرائيلية» جادة وفاعلة تنهي حالة الفشل السياسي التي تمر بها القضية الفلسطينية بسبب المواقف «الإسرائيلية» المتعنتة.وأعرب القادة العرب عن أملهم في أن تتم المفاوضات وفق جدول زمني محدد لإنهاء الصراع على أساس حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 م وعاصمتها القدس الشرقية باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.وأكد القادة العرب رفضهم لكل الخطوات «الإسرائيلية» أحادية الجانب التي تهدف إلى تغيير الحقائق على الأرض وتقويض حل الدولتين، مطالبين المجتمع الدولي بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية وآخرها قرار مجلس الأمن رقم 2334 عام 2016م الذي يدين الاستيطان ومصادرة الأراضي.كما أكدوا دعمهم لمخرجات «مؤتمر باريس للسلام في الشرق الأوسط» الذي عقد في 15 يناير/‏كانون الثاني 2017م والذي جدد التزام المجتمع الدولي بحل الدولتين سبيلاً وحيداً لتحقيق السلام الدائم.وطالبوا بتنفيذ جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالقدس والمؤكدة على بطلان كافة الإجراءات «الإسرائيلية» الرامية لتغير معالم القدس الشرقية ومصادرة هويتها العربية الحقيقية مطالبين دول العالم بعدم نقل سفاراتها إلى القدس أو الاعتراف بها عاصمة ل«إسرائيل».وشدد القادة العرب على ضرورة تنفيذ قرار المجلس التنفيذي لمنظمة اليونيسكو الصادر عن الدورة 200 بتاريخ 18 أكتوبر/‏تشرين الأول 2016م وطالبوا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء الانتهاكات «الإسرائيلية» والإجراءات التعسفية التي تطال المسجد الأقصى والمصلين فيه، واعتبار إدارة أوقاف القدس والمسجد الأقصى الأردنية السلطة القانونية الوحيدة على الحرم في إدارته وصيانته والحفاظ عليه وتنظيم الدخول إليه.ودان القادة العرب بأشد العبارات ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من استهداف لأمنها عبر إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران /‏106/‏ صواريخ باليستية على مكة المكرمة والرياض وعدد من مدن المملكة.وأكد القادة العرب دعمهم ومساندتهم للمملكة العربية السعودية والبحرين في كل ما تتخذه من إجراءات لحماية أمنها ومقدراتها من عبث التدخل الخارجي وأياديه الآثمة.وطالبوا المجتمع الدولي بضرورة تشديد العقوبات على إيران وميليشياتها ومنعها من دعم الجماعات الإرهابية ومن تزويد ميليشيات الحوثي الإرهابية بالصواريخ الباليستية التي يتم توجيهها من اليمن للمدن السعودية والامتثال للقرار الأممي رقم «2216» الذي يمنع توريد الأسلحة للحوثيين.وأكد القادة العرب مساندتهم جهود التحالف العربي لدعم لشرعية في اليمن لإنهاء الأزمة اليمنية على أساس المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن «2216» عام 2015م، وبما يؤمن استقلال اليمن ووحدته الترابية ويمنع التدخل في شؤونه الداخلية ويحفظ أمنه وأمن دول جواره.وثمّن القادة العرب مبادرات إعادة الإعمار ووقوف دول التحالف إلى جانب الشعب اليمني الشقيق من خلال مبادرة «إعادة الأمل» وما تقدمه من مساعدات إغاثية وعلاجية وتنموية من خلال مشاريع الإغاثة والأعمال الإنسانية التي يقدّمها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.ورحبوا بقرار دول التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن فتح مطار صنعاء الدولي وميناء الحديدة على البحر الأحمر لاستقبال المواد الإغاثية والإنسانية.وأكد القادة العرب رفضهم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية ودانوا المحاولات العدوانية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية وتأجيج الصراعات المذهبية، لما تمثله من انتهاك لمبادئ حسن الجوار ولقواعد العلاقات الدولية ولمبادئ القانون الدولي ولميثاق منظمة الأمم المتحدة.كما أكدوا الحرص على بناء علاقات طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الإيجابي مع دول الجوار العربي بما يكفل إرساء دعائم الأمن والسلام والاستقرار ودفع عجلة التنمية.وشدد القادة العرب على ضرورة إيجاد حل سياسي ينهي الأزمة السورية، بما يحقق طموحات الشعب السوري الذي يئن تحت وطأة العدوان، وبما يحفظ وحدة سوريا ويحمي سيادتها واستقلالها، وينهي وجود جميع الجماعات الإرهابية فيها استناداً إلى مخرجات جنيف (1) وبيانات مجموعة الدعم الدولية لسوريا وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وبخاصة القرار رقم 2254 لعام 2015م.وأكد القادة العرب أنه لا سبيل لوقف نزيف الدم إلا بالتوصل إلى تسوية سلمية تحقق انتقالاً حقيقياً إلى واقع سياسي تصيغه وتتوافق عليه كافة مكونات الشعب السوري عبر مسار جنيف الذي يشكل الإطار الوحيد تحت الحل السلمي.ودان القادة العرب بشدة استخدام النظام السوري للأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً ضد الشعب السوري، مطالبين المجتمع الدولي بالوقوف ضد هذه الممارسات تحقيقاً للعدالة وتطبيقاً للقانون الدولي الإنساني وتبلية لنداء الضمير الحي في العالم الذي برفض القتل والعنف والإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا.وجدد القادة العرب على أن أمن العراق واستقراره وسلامة ووحدة أراضيه حلقة مهمة في سلسلة منظومة الأمن القومي العربي وشددوا على دعمهم المطلق للعراق في جهوده للقضاء على العصابات الإرهابية وثمّنوا الإنجازات التي حققها الجيش العراقي في تحرير محافظات ومناطق عراقية أخرى من الإرهابيين.وأكد القادة العرب الجهود الهادفة إلى إعادة الأمن والأمان إلى العراق وتحقيق المصالحة الوطنية عبر تفعيل عملية سياسية تفضي إلى العدل والمساواة وصولاً إلى عراق آمن ومستقر.وشدد القادة العرب على أهمية دعم المؤسسات الشرعية الليبية، مؤكدين أهمية الحوار الرباعي الذي استضافته جامعة الدول العربية بمشاركة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لدعم التوصل إلى اتفاق ينهي الأزمة من خلال مصالحة وطنية تتكئ على «اتفاق الصخيرات» وتحفظ وحدة ليبيا الترابية وتماسك نسيجها المجتمعي.وأكد القادة العرب وقوفهم مع الأشقاء الليبيين في جهودهم لدحر العصابات الإرهابية واستئصال الخطر الذي تمثله بؤرها وفلولها على ليبيا وعلى جوارها، مشددين على التزامهم بتهيئة الوسائل الممكنة وتكريس كافة الجهود اللازمة للقضاء على العصابات الإرهابية وهزيمة الإرهابيين في جميع ميادين المواجهة العسكرية والأمنية والفكرية والاستمرار في محاربة الإرهاب وإزالة أسبابه والقضاء على داعميه ومنظميه ومموليه في الداخل والخارج كإيران وأذرعها في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، معربين عن أملهم في وقوف العالم الحر لمساندة ودعم الجهود العربية في هذا الإطار لكي ننعم جميعاً بالسلام والأمن والنماء.وأكد القادة العرب حرصهم على منع استغلال الإرهابيين لتكنولوجيا المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي في التجنيد والدعاية ونشر الفكر المتطرف والكراهية التي تشوه صورة الدين الإسلامي الحنيف.ودان القادة العرب بشدة محاولات الربط بين الإرهاب والإسلام، وطالبوا المجتمع الدولي ممثلاً بالأمم المتحدة إصدار تعريف موحد للإرهاب، مشيرين إلى أن الإرهاب لا دين ولا طن ولا هوية له، وطالبوا حكومات دول العالم كافة بتحمل مسؤولياتها لمكافحة هذه الآفة الخطرة.واستنكروا تشويه بعض الجماعات المتطرفة في العالم لصورة الدين الإسلامي الحنيف من خلال الربط بينه وبين الإرهاب، ومحذرين من أن مثل هذه المحاولات لا تخدم إلا الإرهاب ذاته.ودانوا أعمال الإرهاب والعنف وانتهاكات حقوق الإنسان ضد «إقلية الروهينجا» المسلمة في ميانمار مطالبين المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته والتحرك بفاعلية دبلوماسياً وقانونياً وإنسانياً لوقف تلك الانتهاكات، محملين حكومة مينامار المسؤولية الكاملة حيالها.وأكد القادة العرب، سيادة دولة الإمارات العربية المتحدة على جزرها الثلاث «طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى» مؤيدين جميع الإجراءات التي تتخذها دولة الإمارات لاستعادة سيادتها على تلك الجزر.ودعوا إيران إلى الاستجابة لمبادرة دولة الإمارات العربية المتحدة لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الثلاث من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية.وأكد القادة العرب التضامن الكامل مع الأشقاء في جمهورية السودان من أجل صون السيادة الوطنية للبلاد وتعزيز جهود ترسيخ السلام والأمن وتحقيق التنمية.كما أكدوا الدعم المتواصل للأشقاء في جمهورية الصومال الفيدرالية لنشر الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.وشدد القادة العرب على دعمهم المتواصل لمبادرة الحوار الوطني بجمهورية القمر المتحدة والوقوف إلى جوار «القمر» لتحقيق رؤية الوصول إلى مصاف الدول الصاعدة بحلول عام 2030.وعبر القادة العرب عن تقديرهم للجهود المبذولة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي خاصة ومجالس الجامعة العربية عامة في متابعة قرارات القمم السابقة والعمل على تنفيذها، بهدف تطوير التعاون الاقتصادي العربي وزيادة التبادل التجاري وتدعيم وربط البنى التحتية في مجالات النقل والطاقة وتعزيز الاستثمارات العربية - العربية.وثمّن القادة العرب في هذا السياق ما تحقق من إنجازات في مجال التنمية المستدامة متطلعين إلى استمرار تنمية الشراكة مع القطاع الخاص وإيجاد بيئة استثمارية محفزة مقدرين الجهود المبذولة لإقامة منطقة التجارة العربية الحرة الكبرى والاتحاد الجمركي.وأكدوا أهمية تعزيز العمل العربي المشترك المبني على منهجية واضحة وأسس متينة تحمي الأمة العربية من الأخطار المحدقة بها، وتصون الأمن والاستقرار وتؤّمن مستقبلاً مشرقاً واعداً يحمل الأمل والرخاء للأجيال القادمة تسهم في إعادة الأمل للشعوب العربية.وأعرب القادة العرب عن صادق الشكر ووافر الامتنان للسعودية ملكاً وحكومة وشعباً على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة وعلى الإعداد المحكم للقمة.(وام)

مشاركة :