أول مزرعة رياح عائمة في العالم

  • 4/16/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت رسميا مزرعة الرياح العائمة الجديدة في اسكتلندا توليد طاقة الرياح البحرية. ومن المتوقع أن تستطيع المزرعة تشغيل نحو 20 ألف منزل. حيث افتتحت نيكولا ستورجيون رئيسة وزراء اسكتلندا في احتفالية مشهودة المشروع الذي يحمل اسم "هايويند" الواقع على بعد نحو 25 كيلومترا (15 ميلا) قبالة شواطئ بلدة بيتيرهيد في أبردينشاير باسكتلندا. وقد بدأت أول مزرعة رياح عائمة في العالم في إنتاج الطاقة في اسكتلندا. وإذا أصبحت هذه التقنية أرخص ـــ وهو ما تتوقع شركة ستات أويل المطورة أنه مسألة وقت فحسب ــــ فإنه سيتم فتح أجزاء من المحيط كانت سابقا أعمق من أن تصلح للتوربينات العائمة. ولا تستطيع توربينات الرياح العائمة التنافس حاليا مع التوربينات الثابتة، التي شهدت تكلفتها هبوطا سريعا بنسبة أكثر من 30 في المائة منذ عام 2012. وقد طورت شركة ستات أويل برمجية عبقرية تقلب شفرات التوربينات العائمة استجابة لحركات الرياح والأمواج وتيارات المحيطات. حيث تحافظ هذه الشفرات الديناميكية ـــ جنبا إلى جنب مع ثقل التوازن في قاعدة الهيكل ـــ على بقاء التوربينات البالغ طولها 175 مترا والبالغ وزنها عشرة آلاف طن متري (574 قدما، و1100 طن أمريكي) في وضع مستقيم. ويمكن أن تعمل هذه الهياكل العائمة في مياه يبلغ عمقها ألف متر. ويبلغ الطول الإجمالي للتوربينات 253 مترا (نحو 830 قدما) منها 78 مترا (256 قدما) مغمورا تحت سطح الماء. ويربط كل توربين من هذه التوربينات الضخمة في قاع البحر بسلاسل ثقيلة تزن 1200 طن. ومن المتوقع أن تضيف المزرعة عند اكتمالها 30 ميجاواط من الطاقة إلى الشبكة المحلية. ويعد هذا المشروع تتويجا لجهود 15 عاما من التطوير الذي قامت به شركة ستات أويل النرويجية. وعلى عكس التوربينات العادية لا تربط التوربينات العائمة بقاع البحر عن طريق الأساسات، بل بسلاسل ربط طويلة تسمح لها أن توضع في مياه يبلغ عمقها كيلو مترا. بينما تعمل التوربينات الثابتة التقليدية بشكل أفضل على عمق 20 إلى 50 مترا. وستسمح التقنية المستخدمة بحصاد طاقة الرياح في المياه التي تعد عميقة جدا بالنسبة إلى التوربينات القائمة المثبتة بأساسات في القاع. وتعتبر مزرعة الرياح المعروفة باسم "هايويند" مشروعا تجريبيا سيولد طاقة كافية لتشغيل 20 ألف منزل. وتعد شواطئ اسكتلندا ذات الرياح العاصفة مكانا مثاليا لاختبار هذه التقنية. وما فتئت اسكتلندا تتخذ خطوات كبيرة في مجال الطاقة النظيفة خلال الشهور القليلة الماضية. حيث أعلنت أخيرا عن هدف التحول إلى دولة "صفرية الكربون" بحلول عام 2020، وهي تستخدم مجموعة كاملة من مصادر توليد الطاقة النظيفة للمساعدة في تحقيق هذا الهدف السامي. وحاليا تعمل أول مزرعة لطاقة المد والجزر على نطاق واسع في العالم - مشروع تيار المد والجزر "ميجن" ـــ قبالة الساحل الشمالي لاسكتلندا. ويأمل توسيع هذا المشروع لتوفير الطاقة لعدد 175 ألف منزل. وقد بدأ بناء أول مزرعة رياح عائمة واسعة النطاق في العالم على بعد نحو 15 ميلا قبالة الساحل الشمالي الشرقي لاسكتلندا. ويمكن أن تؤثر هذه التقنيات الناشئة تأثيرا هائلا في توافر الطاقة النظيفة في أجزاء كثيرة من العالم. ويكتشف المبتكرون باستمرار طرقا جديدة للاستفادة من الإمكانات الخام لبعض أكثر السبل الواعدة لتوليد الطاقة. فعلى سبيل المثال تساعد دراسة جديدة يقوم بها باحثون في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في تمكين توليد الطاقة من الوصول حرفيا إلى ارتفاعات جديدة عن طريق مزارع الرياح بالغة الارتفاع. ومثل عديد من التقنيات الجديدة فإن التحدي الأكبر سيكون التكلفة. وإذا لقي المشروع الحالي نجاحا، فمن المأمول التمكن من استخدام التوربينات في المياه التي كانت تعتبر أعمق من أن تناسب توربينات الرياح. وتعتبر كل من المنطقة المحيطة باليابان وقبالة الساحل الغربي للولايات المتحدة مواقعا محتملة في المستقبل. إن تغير المناخ العالمي هو أحد أخطر التهديدات التي يتعين على البشرية جمعاء أن تواجهها. ولا شك أن مكافحة الأضرار التي لحقت بهذا الكوكب ستشهد جهدا منسقا يوظف إمكاناتنا الجماعية والكاملة. وعلى الرغم من عدم وجود خطط حالية لمزارع رياح إضافية، فقد صرحت الشركة بأنها تبحث في اليابان وهاواي وكاليفورنيا كمواقع محتملة أخرى لمولدات الطاقة المتجددة هذه.author: د. هيثم باحيدرةImage:

مشاركة :