بدأت في #تونس رسميا، السبت، الحملة الدعائية لأول #انتخابات_محلية منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في يناير/كانون الثاني 2011، لتتواصل على امتداد 3 أسابيع، في ظل أجواء تخيّم عليها خيبة شعبية تجاه الطبقة السياسية الحالية ومخاوف من عزوف غير مسبوق على مكاتب الإقتراع يوم الانتخاب. وتتنافس في هذه الانتخابات التي ستجرى في السادس من مايو/أيار المقبل حوالي 2100 قائمة تتوزّع بين الأحزاب والمستقليّن والائتلافات الحزبية، وتضمّ أكثر من 50 ألف مرشح، حيث يتصدّر حزبا حركة النهضة ونداء تونس الشريكان في الحكم عدد القوائم الانتخابية، ويتواجدان في كامل الدوائر الانتخابية، بمعدّل 350 قائمة للنهضة و345 لحركة نداء تونس. وشهدت الحملة انطلاقة بأجواء فاترة وباهتة في الشارع التونسي، حيث لم يبد الناخبون بعد اهتماما بهذا الموعد الإنتخابي الذي يتزامن مع انشغالات عديدة يعيشها المواطن التونسي في حياته اليومية تتعلّق خاصة بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للبلاد، وذلك بالرغم من أن الأمر يتعلق بانتخاب أشخاص سيضطلعون بمسؤوليات محلية ترتبط بالمواطنين بشكل مباشر. واقتصرت الحملة خلال اليومين الأولين على تعليق الملصقات التي تتضمن قوائم وصور المرشحين، كما بدأ بعض قادة الأحزاب السياسية عقد تجمعات شعبية والقيام بجولات حوارية في البلديات لإقناع الناخبين بدعم مرشحيهم عبر طرح برامجهم وأفكارهم لحل المشكلات التي تعاني منها البلاد خصوصا على المستوى الاقتصادي والإجتماعي، وذلك بالتوازي مع استخدامهم مواقع التواصل الإجتماعي للاتصال مع الناخبين ومحاولة استمالتهم. وبسبب هذه البداية المحدودة للحملة الانتخابية، تخشى #الهيئة_المستقلة_للانتخابات من عزوف المواطنين على الانخراط في هذه المحطة الإنتخابية الهامة، خاصة بعد فشل الأحزاب السياسية في تحقيق الوعود الانتخابية الكثيرة التي تعهدّت بها خلال الاستحقاقات السابقة، وكذلك إخفاقها في حل الملفات الاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد. وفي هذا الجانب، تشير آخر استطلاعات الرأي التي قامت بها مؤسسة "سيقما كونساي" خلال شهر يناير/كانون الثاني الماضي بشأن نوايا التصويت في الانتخابات المحلية، إلى أن نسبة العزوف عن المشاركة ستبلغ نحو 60 بالمائة، بالرغم من أن هذه الإنتخابات ستشهد لأول مرّة مشاركة رجال الأمن والجيش في الاقتراع.
مشاركة :